ما أصعب أن يجد الرجل نفسه في حيرة بين من حملته 9 أشهر وضحت بحياتها لتسعده وبين شريكة عمره وفلذة كبده .. فأنا مهندس في أوائل العقد الرابع من العمر.. توفى والدي في حادث ولم أكن تجاوزت الرابعة من العمر .. و رغم نشأة أمي الريفية و الضغوط التي تعرضت لها حتى لا تبقى أرملة وحيدة في أوائل العشرينات إلا أنها ضربت عرض الحائط بكل القيل و القال  وأغلقت علينا باب شقتنا لتعيش من أجلي فقط .. معلنة عن استحالة إتيانها برجل غريب قد يكسر عين و قلب ابنها.. المهم، كبرت وكأي شاب مررت بأكثر من علاقة حب لكن ما أن تتعرف إحداهن على والدتي حتى تبدأ المشاحنات وتنتهي الحكاية لأصل إلى 35 سنة دون زواج .. وهنا تعرفت على شقيقة زوجة أعز أصدقائي والتي بهرتني بطيبة وحنية قلبها، فضلاً عن تدينها حتى أنها تفهمت تعلق أمي الشديد بي بل و قبلت الإقامة معها وهو ما رفضته كل من سبق و ارتبط بهن..  فهل أرضى ذلك والدتي؟! للأسف، أخذت تتدخل في أدق تفاصيل حياتنا  وتتشاجر معها على كل كبيرة وصغيرة حتى بعد أن أنجبت طفلين لم تردع أمي عن سلوكها .. وقد حاولت كثيراً التقريب بينهما دون جدوى .. و يوم تلو الآخر أصبحت الحياة مستحيلة مما دفع زوجتي لتركي وتخيري بين تطليقها أو السكن في منزل مستقل! والغريب أن أمي سعيدة جداً بتركها للبيت بل وتشجعني على طلاقها و تحذرني من غضب قلبها على حتى يوم الدين لو نفذت طلب زوجتي .. ماذا أفعل ؟!
                              أ ح "مدينة نصر"

- جميل أن نضحي من أجل أبنائنا لكن الأجمل أن نستكمل تضحياتنا دون انتظار الثمن أو ننغص حياتهم وكأننا نحملهم فاتورة قرار اتخذناه أملاً في إسعادهم .. وهو ما وقعت فيه والدتك وتحملته زوجتك عن طيب خاطر حتى فاض بها الكيل.. لذا أرى ضرورة إدخال أحد الأقارب الذين تثق في رأيهم أو رجال الدين المستنيرين لتبصيرها بخطورة ما تطالبك به .. وتذكيرها بمخاطر الطلاق على أحفادها اللذين هم في العادة أعز من الأبناء .. وفي نفس الوقت التحدث مع زوجتك على أهمية تحملها لوالدتك باعتبارها مماثلة لأمها، لعل ذلك يصلح بينهما .. وقد يفيد شراء سكن لأسرتك بجانب والدتك في التقليل من حدة المشاحنات.