«لا تظنوا الجلوس على الكرسى المتحرك إعاقة، ارتقوا فكريا كى نغير مجتمعنا ليلائم الجميع دون إقصاء أو تمييز »، هذه الكلمات ليست مجرد حكمة بل هى أسلوب حياة تسير عليه شيماء محمد وتؤمن به.
شيماء تحدت الإعاقة وتسلحت بإرادة قوية، رافعة شعار أن الكرسى الذى يلازمها فى كل مشوار لها لن ينال من عزيمتها أو يمنعها من عيش حياتها والاستمتاع بالحب الذى جمعها بمحمود عوض بإحدى مراكز العلاج الطبيعى، لتستحق وبجدارة أن يطلق عليها «صاحبة الإرادة .»
وعن سبب إعاقتها تقول : تخرجت في المعهد الفنى الصناعي شعبة إلكترونيات دفعة 2011، وكنت كأى فتاة فى مثل سني أحلم بالمستقبل وأبحث عن عمل، لكن تعرضت لحادث منذ 4 سنوات تسبب في إصابتي بالشلل، كان الأمر صادما في البداية، شعرت أن حياتي توقفت، لكنني الآن وبعد مرور هذه السنوات أرى أنالكرسي المتحرك لم يغير شيئا في حياتي أو أثر على شخصيتي المرحة.
وتابعت: بعد فترة من الإصابة عزمت على التغلب على الظروف خاصة وأن أمي وإخوتي تعاملوا معى بشكل طبيعي، وكان هناك اتفاق غير مكتوب بيننا بأن ننسى الحادث ونتعامل كأن شيئا لم يحدث ما ساهم في رفع معنوياتي، ولا أنكر أن تعرفى إلى محمود بعد ذلك أعطاني دفعة قوية وساعدنى فى الخروج من أزمتى وعيش حياتى،لا أقول أنه كانت لى أحلام ذهبت مع الحادث ولا أعتقد أن حياتي كانت لتصبح أجمل من ذلكفإذا كان الله أخذ منى شيئا فقد عوضنى بما يكفى وأكثر.
كيف بدأت قصة حبك لمحمود عوض؟
قابلت محمودبأحد منتجعات العلاج الطبيعي والتأهيل، جمعتنا الروح المرحة، وانجذب كل منا للآخر بسبب ما يجمعنا من طموح ومرح، ورفض كل منا لوصفه بالمعاق، ليوحد بيننا رباط الحب، واستمرت قصة حبنا فترة بمباركة الأسرتين، خلال هذه الرحلة عشنا التجربة كأى ثنائى طبيعى اشترينا منقولات شقة الزوجية سويا، خرجنا أيام الخطوبة ذهبنا إلى كل مكان بالكرسي المتحرك بل إننا لعبنا تنس الطاولة وتم تسجيلنا في اللجنة البارالمبية، وكان كل من يقابلنا تصيبه عدوى المرح التي ننشرها حولنا،وقد توجت قصتنا حبنا بالزواج فى يوليو 2017، ارتديت الفستان الأبيض كأي فتاة، وأخذت ومحمودصور زفافنا لدى مصور محترف كأىثنائي عادى، وكانت فرحتنا أكبر عندما رأينا السعادة فى وجوه كل من حولنا من العائلة والأصدقاء.
وماذا عن العمل؟
نحن الآن نعمل فى قطاع تنمية الموارد البشرية بإحدى الشركات.
وهل واجهتك صعوبات سواء فى العمل أو الحياة اليومية؟
لم أكن أحب أن أحمل هما أو أفكر فى أى شيء، ولم أدع كلام الناس ونظراتهم تضايقني أو تؤثر على مشاعرى وتفكيرى، بل جعلت نظرات الشفقة تتحول إلى احترام وتقدير مع كل نجاح أحققه، أحيانا أشعر بالضيق عندما أذهب للتسوق وشراء الملابس وأجد السلالم عائقا بيني وما أريد شراءه.
ما الرسالة التى تودين توجيهها لذوى الإعاقة؟
مازال كتاب الحياة أمامنا لنكتب فيه ما نشاء، وأنا واثقة بأن الله سيحقق كل أحلامنا، لكن مع الإرادة والصبر، ودعم العائلة والأصدقاء.
ساحة النقاش