إن ما حدث ـ ولا يزال يحدث ـ مع جميلة السينما والدراما المصرية ياسمين صبري التي شغلت جمهورها بطلتها فائقة الحسن، واستطاعت أن تنجو بنفسها من قناصة الميديا، عندما حجبت أخبارها الخاصة عن عيون الصحافة ، وفرضت على نفسها سياجا فولازيا صارما، حتى أننا عشنا معها سنوات تبهرنا خلالها بجمال مصري ساحر وأداء غاية في النعومة والشاعرية، من دون أن نعرف من هي تلك الفتاة، هل هي متزوجة أم في حياتها مشروع حب لم يكتمل، والذين فتشوا في صفحاتها الشخصية على مواقع التواصل زادهم الأمر غموضا؛ كل هذا وهي لا تتكلم!
وبالفعل عاشت ياسمين صبري لأكثر من خمس سنوات أو يزيد في غموض يليق بالمشاهير، لم تطاردها شائعة، ولم يغتابها أحد.. ومن جانبها التزمت الصمت والسرية تجاه حياتها الأسرية!
فجأة وقعت في المحظور.. مجرد غلطة كانت الأولى وربما الأخيرة، لأن الدرس الذي تلقته كان قاسيا، كان ذلك عندما حلت ضيفة على صاحبة السعادة الفنانة الكبيرة إسعاد يونس في برنامجها الشهير، وإسعاد مدربة على اقتناص الفرصة، والتحريض على البوح، ومن هو ـ أو هي ـ الذي يحل ضيفا عليها ولا تتسرب أسراره من قلبه؟!
كانت الغلطة عندما سألتها ثعلب الحوارات إسعاد يونس فيما يبدو أنه سؤال بريء: مين جوزك؟
ووقعت ياسمين في الفخ ولكن بجملة مقتضبة للغاية: اسمه محمد وبدلعه "دودي" ومتجوزين من خمس سنين!
لم تكتف الماهرة إسعاد بتلك الإجابة التي لا تشفي رغم أنها حققت سبقا لم يصل إليه صحفيو الفن، فسألت: هيه وإيه كمان؟!
وهنا أصابت ياسمين عدوى الكلام: إنه "دودي" فارع الطول، ممشوق القوام، يمارس رياضة الجري، وفي الأيام الأخيرة ـ ياسمين تحكي ـ زاد وزنه بفعل الأطعمة التي يحبها من يدي، وهو الآن يعمل على خسارة وزنه عشرين كيلو جرام!
كانت هذه هي الغلطة الوحيدة التي وقعت فيها خلال مشوارها القصير، ولم تعرف أنه سيفتح عليها أبواب الجحيم، إذ سرعان ما تبع ذلك تكهنات من عينة: من هو دودي، هل هو مصري زينا أم مستورد.. جنسية أخرى يعني؟ هل هو رجل أعمال أم حاجة تانية.. وهل هي متزوجة من أصله ولا بتشتغلنا؟!
إلى أن جاءت الحلقة الأخطر من مسلسل "ياسمين ودودي": محمد طلق ياسمين!
وعلى الرغم من أن الخبر مجهل غير معروف المصدر، إلا أنه انتشر انتشار النار في الهشيم، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مصدق وبين مكذب أو مصدوم.. هل فعلها دودي، هل تتكلم السندريللا؟!
ومنذ انتشار خبر طلاقها لم تعلق السندريللا على الأمر، وعندما عادت للتواصل مع جمهورها بعد غياب، فإنها نشرت صورا لها كعادتها وكأن شيئا لم يكن.
إلى أن قررت التعليق على طلاقها، نشرت ياسمين عبر حسابها في موقع Instagram صورة مكتوب عليها مقولة لإليانور روزفلت زوجة الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت: "العقول الكبيرة تتحدث عن الأفكار، والعقول المتوسطة تتحدث عن الأحداث، والعقول الصغيرة تتحدث عن الناس"، في إشارة غاضبة لما فعلته بعض الصحف والمنافسات معها.
ياسمين قالت لي: إنها ترفض أن تكون حياتها الخاصة مشاعا بين الناس وأقسمت أنها لن تتحدث عن حياتها الشخصية ولن تكذب شائعة وبتعبيرها:" أنا فنانة يا ناس.. كلموني عن فني.. انصحوني .. أنيروا أمامي الطريق.. ولا تحطموني بالشائعات وبالتسلل إلى غرفة نومي".
قد يكون عندك حق ولكن القراء لهم طلبات والصحف تجتهد في تلبيتها؟
ياسمين: القارئ بالنسبة للصحف تماما كالجمهور بالنسبة للفنان، بل أنه كثيرا ما تختلط الدائرتان باعتبارهما كيان واحد، وهم ينتظرون عملا يرتقي بمشاعرهم، ينشط ضمائرهم، يمتعهم وهم لن يكونوا سعداء بأحاديث النميمة والغيبة والجهل.
عندها حق ياسمين، فقد وصلت المأساة إلى حد الكوميديا، فقد تحدثت تغريدات على "تويتر" بأن الزوجين لابد وأن تعرضا للحسد بعد إعلانها أنها متزوجة (!) وقال آخر إنها معمولها عمل (!)
ولكن من أنت.. أقصد الفنانة ياسمين صبري؟
ـ أشارت إلى سيرتها الذاتية والتي تقول: إنها اختيرت ضمن أجمل 100 وجه في العالم لعام 2017، وتعد هي الفنانة المصرية الوحيد في هذه القائمة، وقد لفتت ياسمين صبري الأنظار لها من خلال مشاركتها في الأعمال الدرامية، وكانت البداية الحقيقية لها من خلال مسلسل "طريقي" أمام شيرين عبد الوهاب.
كانت تحلم بأن تصبح مذيعة تليفزيونية مثل أوبرا وينفري، ويكون لها برنامج "توك شو" خاص تسعى لنشر الإيجابيات وتنثر السعادة في المجتمع من خلاله، فاختارت أن تعمل مراسلة في إحدى القنوات الفضائية، وهي حفيدة قبطان من مدينة الإسكندرية، والدها يعمل طبيباً بينما تعمل والدتها مهندسة ديكور وكانت بطلة الجمهورية في السباحة، دارسة الإعلام، ومنحها الفنان الراحل محمود عبد العزيز فرصة العمر في مسلسل "جبل الحلال" في شخصية "صافي".
وفي 2015 كانت قد شاركت في مسلسل (شطرنج) بدور ضابطة برتبة ملازم أول تعمل في المباحث الإلكترونية، وفي مسلسل الأسطورة جسدت شخصية "تمارا"، وقد حرصت خلال مشوارها القصير ألا تقدم تنازلات في أدوارها، وهي لا تعترف بنظرية الانتشار باعتبارها فنانة مثقفة تعرف ما تريد.
ساحة النقاش