استطاعت المرأة المصرية أن تتصدر المشهد السياسى بنجاح خلال السنوات الست الماضية بعد نضال استمر لعقود طويلة لحصولها على حقوقها السياسية، حيث تصدرت كافة الاستحقاقات الدستورية التى أعقبت ثورة 25 يناير، مرورا بمطالبة المشير عبدالفتاح السيسى آنذاك بالترشح للرئاسة ودعمه فى الانتخابات الرئاسية لتثبت أنها كلمة السر فى أى سباق انتخابى أو حدث سياسى.

وحول المكتسبات التى نجحت المرأة فى تحقيقها منذ 2011 وحتى الآن، وما يمكن أن تسهم به فى الفترة المقبلة خاصة الانتخابات الرئاسية كان هذا الحوار مع سناء السعيد، مقرر لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومى للمرأة.

- فى البداية ما تقييمك لتواجد المرأة على الساحة السياسية منذ عام 2011 حتى الآن؟

على مدار الأحداث المتتالية التي بدأت مع مستهل2011 أصبحت المرأة هي بطلة المشهد السياسى منذ البداية حتى الآن، حيث شاركت في الثورة بشكل واضح انطلاقا من إيمانها بأهمية مشاركتها في تطهير بلدها من الفساد والمفسدين وتطلعها لمستقبل أفضل لوطن يحمية القانون وترعاه الديمقراطية،ولم يقف دورها في المشاركة في ثورة يونيو بالتواجد فى الميادين بل تصدرت طوابير الناخبين أمام اللجان في الاستفتاء على الدستور والتصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

- وكيف كان وقع الانتخابات البرلمانية لعام2012 على المرأة المصرية؟

تطلعت المرأة بعد ثورة 25يناير إلى المشاركة الفعلية فى وضع خارطة المستقبل إلا أنهاصدمت بواقع مرير، حيث تخلت عنها القيادة السياسية آنذاك بل وقفت ضد مشاركتها الحقيقة وتواجدها في الحياة السياسية،وبعد الانتخابات البرلمانية تحطم طموح المرأة في فرصة التمكين خاصة معإلغاء نظام الكوتة وإدراج الأحزاب لها بأزيال القوائم، ما دفع العديد من النساء إلى خوض السباق الانتخابى كمستقلة على المقاعد الفردية، حيث خاضت 984 مرشحة الانتخابات من إجمالي 8113 مرشحة بنسبة بلغت 12.1% منهن 633 مرشحة إلا أن عدد الفائزات في الانتخابات كانت 7 نساء بنسبة إجمالية حوالي 1% وهى لا تمثل حجم مشاركتها في الثورة أو حجمها من إجمالي تعداد مصر.

أيقونة الثورة

- وماذا عن ثورة 30 يونيو؟

يمكن القول إن المرأة المصرية كانت بمثابة وقود لثورة 30 يونيو، لأنها بعد الصدمة التى تعرضت لها خلال حكم الإخوان وفقدان أملها في التغيير لم تجد أمامها سوى الثورة على الرئيس المعزول محمد مرسي ، فتصدرت صفوف الأولى للمتظاهرين فى مختلف ميادين مصروحرصت كبيرات السن على المشاركة أملا منهن في إيجاد نظام سياسي يعامل المرأة علىأنها مواطن لديه حقوق وعليه واجبات.

- وهل جنت المرأة أولى ثمار مشاركتها الفعلية للحياة السياسية بعد الثورة بالامتيازات التي منحها لها لدستور؟

لا شك أن نسبة مشاركة المرأة في الحياة السياسيةتزايدت بعد المواد التى تضمنها الدستور المصرى والتى تعنى بحقوق المرأة، حيث  حصلت النساء على أعلى نسبة تمثيل في تاريخ البرلمان وهي 14.59% من مقاعده بموجب الكوتة التي منحت لهن في قانون الانتخابات بالإضافة إلى تعيين الرئيس 14 سيدةإلى جانب تخصيص ربع مقاعد المجالس المحلية لهن بموجب المادة 180، بالإضافة إلى تجريم التمييز بكافة أشكاله وإنشاء مفوضية لمناهضته.

التمكين السياسي

- وهل تحقق حلم المرأة بالتمكين السياسي فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

لمست المرأة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي وللمرة الأولى في تاريخها اهتماما كبيرا من قبل القيادة السياسية ويتجلى ذلك فى ضم الحملة الرئاسية العديد من النساء في عضويتها من مختلف المراحل العمرية، ومع أول خطاب للرئيس بعد فوزه بالانتخابات الذى وعد خلاله بالعمل الجاد على أن يكون للمرأة دور فى الحياة السياسية، ونصيب عادل فى مجلس النواب، ومكان بالمناصب التنفيذية فى الدولة، إلى جانب حرصه على تذليل العقبات أمامها فى الوظائف النيابية، وتعيينها محافظا، ومستشارة للأمن القومي، وقد كللت تلك النجاحات بإسناد 6 حقائب وزارية لسيدات مصريات فضليات .

- شهد برلمان 2015 أكبر نسبة تمثيل للمرأة فى تاريخها النيابى، فكيف تقرأين ذلك؟

استطاعت المرأة تصدر المشهد الانتخابي في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية 2015، حيث بلغت نسبة مشاركتها أربعة أضعاف مشاركة الرجال حسب بيان اللجنة العليا للانتخابات، ما جعل القيادة السياسية تعتبرها الجواد الذى تعول عليه فى أى انتخابات، حيثوصف الرئيس المرأة المصرية بأنها أيقونة العمل الوطني ورمز التضحية من أجل الوطن، ولم يقتصر دورها في الانتخابات كناخبة بل كمرشحة أيضا فقدشهدت هذه الانتخابات زيادة ملحوظة في نسبة النساء اللاتي يرغبن في خوض المعركة الانتخابية حيث خاضت المعركة الانتخابية 949 مرشحة من أصل 5518 .

المحليات

- ما دور المجلس القومي للمرأة لدعم مسيرة مشاركة المرأة في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

نسعى من خلال المجلس إلى تنظيم الندوات واللقاءات لحث وتشجيع مشاركة النساء في الانتخابات حيث أطلق المجلس حملة "صوتك لمصر بكرة" تستهدف توعية السيدات بجميع محافظات الجمهورية بأهمية المشاركة فى الانتخابات، وتتمثل المرحلة الأولى من الحملة فى تنظيم لقاءات جماهيرية بعواصم المحافظات على مستوى الـ 27 محافظة، على أن يتم تنظيم لقاءات إقليمية مجمعة على مستوى محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى إطلاق حملة طرق الأبواب بجميع محافظات الجمهورية.

- وما توقعاتك لنسبة مشاركة المرأة في الانتخابات المقبلة؟

نأمل مشاركة المرأة المصرية بنسبة تفوق الـ60 % والعامل الأكبر على المرأة لأنها الأم التي ستصطحب أبناءها وزوجها وأصدقاءها إلى اللجان الانتخابية، ويجب أن نؤكد دائما أن المرأة هي أيقونة العمل والوطن.

- وما استعدادت المجلس لانتخابات المحليات؟

يجب أن نسعى لاغتنام الفرصة التي منحها لنا الدستور بتخصيص ربع المقاعد بالمحليات للنساء لذلك حرصنا في المجلس على بناء كوادر خاصة لخوض الانتخابات المحلية ونستطيع أن نؤكد على أننا لدينا الآن 12000 سيدة قادرات على خوض الانتخابات.

 

المصدر: حوار : منار السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 639 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,745,372

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز