كنت أريد أن أكتب اليوم عن رجال الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة المصرية الذين أبهروا المصريين في تنفيذ إنجازات التنمية، وماشاهدته وانبهرت به في افتتاحات الرئيس عبدالفتاح السيسي لمشروعات تم إنجازها خلال شهور بعدما كانت تأخذ سنوات من التنفيذ على يد مقاولى الباطن في العهود الماضية،ولكنني فوجئت أن القلم يحدثني: لقد كتبت المقالات الماضية عن مصر ورجال القوات المسلحة في مناورات الشرف والتنمية، والحرب ضد الإرهاب،وكتبت عن حكاية الشعب المصري منذ ثورة ٢٥ يناير المجيدة، وثورة ٣٠ يونيو التى غيرت الخريطة التى وضعها الغرب لتقسيم الدول العربية وأولها مصر العربية القائدة، القاهرة دائماً، وأبداً، ولماذا لا تكتب عن نساء مصر؟! فقلت له يا قلمي مهلا،فالحديث عن نساء مصر يحتاج إلى مجلدات من الفخر والعزة، ويكفيني فخراً أن حبيبتي أمى رحمها الله سيدة من سيدات مصر .

وللحقيقة يا سادة، أول ماجاء بخاطرى لحظيا هو ما حدث خلال العامين الماضيين من زيادة تمثيل المرأة المصرية في البرلمان، ومؤخرااختيار أول محافظة في منصب محافظ البحيرة وهى المهندسة نادية عبده، وتعيين  ٦ وزيرات من سيدات مصر في التشكيل الوزارى الأخير،وكذلك اختيار سيدات وقامات رئيسات لتحرير المجلات المتخصصة،واللاتى أبدعن في التحدى وتحمل المسئولية، ولكني لم أندهش،بل زاد إعجابي لأنني ومن واقع عملى الصحفي أعرف كثيرا عن سيدات مصريات يعملن خلف الأضواء ويرفعن رأس مصر عالميا،وعربيا،دون أن يحصلن على حقهن في دعم الدولة،واللاتى يعملن على نهضة مصر مجتمعيا، أمثال الدكتورة راندا رزق عضو المجلس الاستشارى الرئاسي للمسئولية المجتمعية، وأمين عام المجلس العربي للمسئولية الاجتماعية، والتى كانت أول من فتحت ملف الغارمات في السجون، وغيرها من الأنشطة الاجتماعية لمساعدة الفقراء، وكذلك الدكتورة رانيا يحيي رئيس أكاديمية الفنون وعضو المجلس القومي للمرأة، وما تقوم به هذه الفنانة الملقبة "بفراشة الفلوت"من جهود في إعلاء الملف الثقافي والفني، وذكر هؤلاء السيدات لا ينسيني أن أذكر الدكتورة دليلة مختار رئيس المجلس الوطني للشباب وجهودها في إثراء الحركة الشبابية عن طريق البرامج الهادفة، والتجمعات التدريبية الهادفة للشباب وذوى الاحتياجات الخاصة، وفصول التعلم في المجتمعات الفقيرة، وأيضا الدكتورة منال العبسي رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر والتى تقود كتيبة من النساء المصريات يعملن في العمل الاجتماعى والتنمية وآخرها ما تم من مشروعات شمال وجنوب سيناء بالتعاون مع القوات المسلحة، ولا أنسى في هذا المقام الدكتورة المهندسة منال متولى التى حققت قفزة عالمية في مجال الطاقة بتحويل بنزين ٨٠ إلى بنزين ٩٥، وكذلك الدكتورة سناء الشريف مدير المعاملات الجولية ببنك مصر ورئيس نادي ليونز السفراء ولجنة المحافظات بالمجلس القومي للمرأة،وخبيرة العمل الاجتماعي، وأيقونة الشباب الدكتورة آيات الحداد أصغر باحثة حاصلة على الدكتوراه في القانون، والدكتورة عواطف سراج الدين رائدة العمل الخيرى.

إن هذه النماذج أمثال الدكتورة رانيا يحيي والدكتورة راندا رزق،والدكتورة منال متولى، والعبسي، والدكتورة عواطف سراج الدين وغيرهن من السيدات والشابات اللاتي يعملن بالعمل العام والقيادي،لسن إلا نماذج من مئات المصريات في كافة المجالات، اللاتي أثبتن أن المرأة المصرية قائدة،وتضحي هي الأخرى من أجل بناء مصر،ولا ينقصها إلا تدعيم الدولة لأفكارها وبرامجها في مجال التنمية،ومنهن من يستطعن تولى وزارات دون أى محسوبية أو وساطة، ولو كان المكان متسعا لقلت..وقلت في حق نساء مصر،أرق نساء الدنيا،فيكفيهن فخرا أن سيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام - كانت جدته هاجر مصرية،وأن ماء زمزم تفجر إكراما لامرأة مصرية وابنها،وأن أم موسى - عليه السلام - مصرية،وآسيا زوجة فرعون مصرية،وأن هاجر المصرية عندما سعت بين الصفا والمروة خلد الله فعلها،وأمر الأنبياء والحجاج والمعتمرين بأن يسعوا كسعيها،وكما أبدع الكتاب والناشرون في ذكرها وجدت أن أنقل إليكم عباراتهم الجميلة: "المصرية صابرة.. المصرية قوية.. المصرية ذات عزيمة وجلد.. المصرية رحمها خصب يأتي بأعظم الرجال(إسماعيل عليه السلام).. "المصرية" رمز الحياة فقد كانت سببا في أن يجعل الله الصحراء الجدباء التي لا زرع فيها ولا ماء.. تجعلها أم القرى ومقصد العبيد والأمراء، "المصرية"مؤمنة بربها راضية بقضائه واثقة في علمه وحكمته،{ المصريات} تراهن مرفوعات الهامة.. رءوسهن تناطح السحاب.. تجلس على عرش مصر بجوار ملكها.. وأحياناً تجلس بعظمتها وحيده على العرش.. محركة بأصبعها جيوشاً.. ومتحكمة بعقلها الفذ في مصائر البلاد والعباد بمنتهى الحكمة والقدرة، فعندما خرجت "المصرية" من بلدها مرتين، مرة تزوجت خليل الرحمن وأنجبت إسماعيل - عليه السلام - وكونت أمة وشرعت منسكاً من مناسك الحج، والمرة الثانية خرجت مارية القبطية - رضي الله - عنها لتتزوج خير خلق الله .. أحمد المصطفى عالي المقام .. فأنجبت له ولده الوحيد إبراهيم .. ووضعت قدماً للمصريين في بيت النبوة، عاوز تعرف يعني إيه "مصرية عظيمة" تذكر والدتك".. استحضر صورتها في ذهنك الآن .. أو انظر إليها إن كانت أمامك .. أترك المقام وتذكرها.. هل تذكرتها؟، هل تذكرت كم كانت عظيمة معك، ومع والدك وأخوتك.. هل امتلأت عينك بالدموع، "وأخيرا أسألكم.. يا سادة..هل عرفتم قيمة وقامة نساء مصر؟!!

المصدر: بقلم : محمد صلاح
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 458 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,454,170

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز