تغليظ عقوبة ختان الإناث.. وتجريم زواج القاصرات.. إطلاق مشروع «أطفال بلا مأوى » مكتسبات عديدة حصدها أطفال مصر خلال الأعوام الأخيرة بما ساعد فى حماية حقوقهم ودعمهم بل والدفاع عنهم ولكن بماذا يحلمون خلال الفترة المقبلة؟.

البداية كانت مع المجلس القومي للأمومة والطفولة الذى سعى من خلال برنامج حقوق الأسرة والطفل بهدف توعية الأطفال بحقوقهم فيأربع محافظات، كما دشن المجلس حملة "أولادنا" بالتعاون مع منظمة اليونيسيف لنبذ عنف الأطفال حيث أعلنخلالها انخفاض معدل انتشار الختان بين الفتيات إلى 61%مع نهاية 2014، وقد كلل البرلمان المصري جهود المجلس إقرار قانون بتشديد عقوبة ختان الإناثفى 2017.

كما شهدت قضية أطفال الشوارع اهتماماً كبيراً حيث تم إطلاق مشروع "أطفال بلا مأوى"والذي تبنته وزارة التضامن الاجتماعيبالتعاون مع صندوق تحيا مصر الذى أعاد تطوير دور الأيتام بـ 10 محافظات تعد الأعلى كثافة من حيث تجمع أطفال الشوارع حتى تعمل على تلبية احتياجات الأطفال الموجودين بها، كما نجح فىدمج 397 طفلا بأسرهم والتعامل مع 4004 آخرينوفقا لظروف كل حالة ، بالإضافة إلى إلحاق 270 طفلا مجهولى النسب بمؤسسات الرعاية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني،كما تم تخصيص رقم لفريق التدخل السريع 16439 يمكن من خلاله الإبلاغ عن أطفال الشوارع لتقديم المساعدة لهم.

وفى إطار المشروع تبنت لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان مبادرة أكاديمية رياضية للأطفال بلا مأوى لحمايتهم وإبعادهم عن أى أعمال تؤدى إلى إيذائهم واستغلالهم في أعمال إرهابية, ومن المقرر تنفيذ المشروع خلال العام الحالى ليرسخ روح الانتماء والمواطنة لدى هؤلاء الأطفال.

عمالة الطفل

لأن العقل السليم فى الجسم السليم دعم الرئيسمشروع التغذية المدرسية للمجتمعات المضيفة للاجئين  حيث يعيش عدد كبير من اللاجئين فى مصر ويتعلم أطفالهم فى المدارس المصرية, لذلك تمت الموافقة على الإنفاق الفرعي الموقع بين د. سحر نصر، وزيرة التعاون الدوليوالاستثمار والحكومة الكندية على توفير وجبات غذائية فى المدارس التى تضم عدداأكبر من أطفال اللاجئين، وإذا كانت التغذية المدرسية أحد الأساليب لجذب الطلاب للمدرسة فإن الوزارات المهتمة حاولت متابعة قضية عمالة الأطفال بوصفها من القضايا المهمة التي تؤدى لحرمان الأطفال من التعليم, وبدأت وزارة القوى العاملة بتكثيف حملات تفتيشية خلال العامين الماضيين مع تطوير وحدات عمل الطفل بمديريات القوى العاملة على مستوى الجمهورية مع مراجعة الخطة الوطنية لمكافحة الأشكالالتي تمثل خطورة على حياته، كمانفذت وزارة القوى العاملة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مشروع إتاحة الفرص التعليمية الذى نجح فىإعادة 110 ألف طفل بالمدارس المجتمعية وسحبهم من سوق العمل إلى جانب تدريب أمهاتالأطفال على مشروعات تؤمن لهن دخلا ثابتا، كما أطلق المجلس القوميللأمومة والطفولة العديد من البرامجلترغيب الأطفال فى المدرسة وتوفير بديل مالي مناسب للأسرة.

تجريم زواج القاصرات

لكونه انتهاكا واضحا لحقوق الطفل دق رئيس الجمهورية ناقوس الخطر بشأن زواج الأطفال ليبدأ بعدها البرلمان المصري مناقشة قانون لتجريمه ينص على معاقبة المأذونين الذين يسجلون عقودا عرفية لمن هم دون السن القانونية بالسجن والوقف، وسحب الولاية من الأب حال إكراه ابنته على الزواج قبل بلوغها السن القانونى.

بالإضافة لكافة الجهود لمساعدة الأطفال فى سن التعليم, كان هناك تأكيد من الرئيس على أهمية الاهتمام بمن هم أصغر سنا حيث وجه بزيادة التوسع فى إنشاء الحضانات وتطويرها، وبالفعل أطلقت وزارة التضامن الاجتماعى برنامج تنمية الطفولة المبكرة بهدف تطوير 500 حضانة بـ 125 مركزا لتنمية الطفل والأسرة بالمجتمعات العمرانية الجديدة,وتأسيس 500 حضانة منزلية بإشراف حكومي لتقديم فرص عمل متنوعة للشباب.

ولم تنس الدولة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة حيث أصدر وزير التعليم خلال العام الماضي قرارا يلزم المدارس بإدماجهم، وجاء قانون ذوى الاحتياجات الخاصة الذىأقره البرلمان نهاية العام الماضي ليدعم القرار ويؤكد أهمية توفير كافة الظروف المساعدة لإتمام عملية الدمج بما يحقق مصلحتهم.

أحلامهم لبكرة

عن أحلام الأطفال خلال الفترة المقبلة التقينا عددا منهم للتعرف على تطلعاتهم لمستقبلهم, حيث قالت شهد محمد، طالبةبالصف السادس الابتدائي:أتمنى وجود ملاعب رياضية وحمامات سباحة فى المدارس حتى يتمكن جميع الأطفال من ممارسة الرياضة بسهولة،وأن تكون هناك فرصة لممارسة أنشطة حقيقية بالمدرسة ،بالإضافة إلى أن تشعر كل مؤسسات الدولة أننا المستقبل فيسعون إلى تحسين مستوى التعليم والخدمات الصحية للأطفال.

أما هنا أحمد، طالبة بالصف الثاني الإعدادى فتطلع إلى توفير الآلات الموسيقية بمدرستهامع إلزام المدرسة بالسماح للطلاب بالتدرب عليها وألا تظل في الصناديق، كما تتمنى إتاحة الفرصة أمامهم للتعامل مع أجهزة الحواسب الآلية.

بينما يتمنى أحمد ياسر، طالب بالثانوية تخفيف المناهج وربطها بالوقع والبحث العلمي، وتحسين الخدمة الطبية المقدمة للأطفال بمستشفيات التأمين الصحى، بالإضافة إلى الأخذ برأى الطلاب فى الاعتبار عند اتخاذ قرارات تتعلق بمستقبلهم التعليمى.

وتقول مريم ضاحى، طالبة بالصف الثالث الإعدادى : أتمنى تنظيم رحلات مدرسية بأسعار مخفضة للأماكن التاريخية، وعقد ندوات للتعريف بتاريخ مصر، بالإضافة إلى تخصيص عام للأطفال أسوة بعامى المرأة والشباب.

التنسيق ضروري لتحقيق الأحلام

تعلق د.هالة أبوعلى, الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعضو مجلس النواب والأمين العام السابق لمجلس الامومة والطفولةعلى أحلامالأطفال وما تم تنفيذه من مشروعات خلال السنوات الماضية وما يجبأن يقدم لهم خلال السنوات المقبلة قائلة: يعد توجيه الرئيس إلى زيادة عدد حضانات الأطفال خطوة مهمة جداً,لكن ينبغى أن تكون تحت إشراف وزارة التربية والتعليم حتى لا يعمل بها سوى المؤهلين للتعامل مع الأطفال، كما أن قرار دمج ذوى الاحتياجات الخاصة بالمدارس الحكومية يحتاج إلى توعية مجتمعية للأطفال وأولياء أمورهم لتقبل الطفل المعاق ومساعدته على التعلم، وتجدر الإشارة إلا أن دعم الرئيس لمشروع "أطفال بلا مأوى ساهم بشكل كبيرفي نجاحه، لذا يجب أنتكون هناك خطة واضحة تلتزم بتنفيذها كل مؤسسات الدولة لرعاية الأطفال، فالتنسيق أمر ضروري لزيادة الاستفادة من الجهود المبذولة من مختلف الجهات خاصة وأن الدستور كفل لهم حقوق كثيرة تحتاج للتنسيق والدعم الرئاسي لضمان تنفيذها.

اهتمام رئاسي مباشر

وتقول د. ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب: لا شك أن المجلس القومى للطفولة والأمومة ووزارة التضامن الاجتماعى يبذلان جهودا كبيرا لرعاية الأطفال بتوجيه من الرئيس، لكن لازال الأمر يحتاج إلى مزيد من الاهتمام المباشر لحث مؤسسات الدولة على ترجمة البرامج التى تم إطلاقها إلى واقع عملى، وأتمنى أن تكون هناك خطة واضحة لتطوير التعليم يدعمها الرئيس شخصيا لتحقق الهدف المرجو منها، إلى جانب إعادة نظام التغذيةالمدرسية فى المناطق الأكثر فقرا باعتبارها أحد المحفزات الأساسية للانتظام فى التعليم، بالإضافة إلى تفعيل قانون عمالة الأطفال جنبا إلى جنب مع تنظيم حملات توعوية بحقوقهم تجوب كافة محافظات مصر، كما أدعو المؤسسات المعنية بالطفل إلى الاستفادة من الاهتمام الرئاسى بهذا الملف خال الأعوام المقبلة، مؤكدة على ضرورة الاستماع بين الحين والآخر لطلبات الأطفال ورؤاهم من خلال إشراكهم بمؤتمرات وندوات يعبرون خلالها عن أحلامهم وتطلعاتهم على غرار البرلمان.

المصدر: كتبت : نجلاء أبوزيد - نيرمين طارق
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 833 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,832,361

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز