ما من يوم يمر علينا إلا ونجد فيه مشكلة ما طرأت بين أولياء الأمور وإدارات المدارس الخاصة، ولم يعد غريبا علينا أن نجد أصحاب هذه المدارس يتحكمون فى مصير طلابها لأنهم يشعرون بكل تأكيد أنهم الأقوى، وتكون النتيجة على أرض الواقع جراح فى قلوب أولياء الأمور لا تندمل ولا تفلح الأيام فى محو آثارها.

فالبيت المصرى يئن ويتألم من عذابات تلك المدارس، والآباء والأمهات بداخلهم بركان ثائر من واقع التعليم الخاص الذى يطبق على أعناقهم بقوة وشراهة دون رحمة أو هوادة، المصروفات تتزايد بشكل غير مبرر ومخيف لدرجة أنها وصلت لأرقام فلكية لا يصدقها عقل، والغريب أيضا أنهم يضعون مبررات لتلك الأرقام ويضعونها تحت مسميات مختلفة، ولا يقتصر الأمر على حالة الاستنزاف لأولياء الأمور بل نجد أن المحصلة التعليمية فى النهاية أغلبها دون المستوى مما يضطر معها الآباء إلى اللجوء للدروس الخصوصية ليضيع معها ما تبقى من أعصابهم وميزانيتهم.

وكثيرا ما نسأل أنفسنا التعليم الخاص إلى أين؟ سؤال لا نجد له إجابة ولكنها مأساة شديدة الوطأة رغم الجهود المضنية من الدولة لإحكام السيطرة عليه ووضعه تحت الرقابة الشديدة ولكن تبقى أطماع أصحاب هذه المدارس بلا حدود، فالربح المادى هو الهدف الأول والأخير لها، أما مصلحة طلابها ومراعاة ظروف ذويهم فهى ليست كما ينبغي، لذا لم يعد غريبا أن نجد كل هذا الكم من المدارس التى تقام بين كل عشيةوضحاها، فهى مشروع مربح مائة بالمائة والأدهى والأمر أنها معفية من الضرائب فالقانون منحها هذا الامتياز، أرباح صافية بالملايين دون رسوم أو ضرائب أو دفع حقوق الدولة والمجتمع.. شيء لا يصدقه عقل!

والغريب أيضا أن القانون وضع شروطا لتل المدارس وحدد لها نسبة الربحية السنوية والتى لا تتجاوز ال 15 % من دخل المدرسة، ولكن هذه الأرقام على الأوراق فقط أما فى الحقيقة فالنسبة تتضاعف عدة مرات وإلا لم يكن هناك كل هذا التكالب من أصحاب المال على استثمار أموالهم فى مشروع مدرسة خاصة تدر عليهم أرباحا سنوية بالملايين.

لذا ليس من الغريب أن نجد حال التعليم الخاص لدينا بهذا المستوى غير المرضى لأنه لأسف أصبح مشروعا تجاريا قبل أن يكون مشروعا تربويا من جانب أفراد ليس لديهم حس وطنى وكل ما يهمهم تحقيق مكاسب مادية، أما مصلحة الأجيال القادمة فهى ليست لها وجود فى حساباتهم على الإطلاق.

ويبقى الأمل الوحيد فى التوسع فيما تقدمه الدولة من مدراس خاصة، تنافس هذه النوعية من المدارس وتكون العملية التعليمية هى هدفها الأول والأخير.

المصدر: بقلم : نبيلة حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 494 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,834,952

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز