يا بنت بلدى سوف أدخل فى الموضوع مباشرة لأن حكاية قارئتى سناء 34 « سنة » بها تفاصيل كثيرة أريدكم أن تشاركوني فيها، كما أود أن أسمع آراء قرائي وقارئاتى فى هذا الموضوع بالذات، فقد اختلفت فيه الآراء وليس أمامى سوى الحرص على مصلحة قارئتى العزيزة !!

***

قالت قارئتى سناء .. الكل يعتبروننى إنسانة محظوظة لأن الابتسامة لم تفارق وجهى طيلة عمرى ولم لا فقد أنعم الله علي بكل النعم التى يتمناها الإنسان، أنعم علي رب العالمين بالحب والسعادة والمال والبنين والبنات، وأنا دائمة الحمد والشكر له «وأما بنعمة ربك فحدث » صدق الله العظيم، ولأبدأ من البداية حتى تكون الصورة كاملة أمامك، فقد نشأت فى أسرة سعيدة أم لا عمل لها سوى إسعاد أولادها وزوجها وأب طيب ومهذب ومحترم وموظف كبير فى الحكومة، وبيت مستقر وهادئ، ورغم أن الدخل كان هو راتب والدى فقط والذى لا يكفى مصاريف بيت محترم وثاثة أبناء فى مختلف مراحل التعليم حتى تخرجوا جميعا فى الجامعة وتزوجوا وأنجبوا، وبحكمة أمي لم نشعر يوما بالعوز أو الحاجة، كنا مستورين رغم أن الدخل يكاد لا يكفى المطلوب! لكن أمى كانت فى إدارتها للبيت تجعل الناس يظنون أننا من الأثرياء المرتاحين ماليا.

كانوا يقولون عنى أننى من بنات السعادة! دائما مبتسمة متفائلة لا أعترف باستمرارية أية مشكلة بل بعون الله أجد لها الحل السريع ولا أنظر إلى الخلف أبدا ولا أعقد الأمور مهما كانت !

تخرجت فى الجامعة فى كلية السياحة والفنادق، وتقدم لى الخطاب الكثيرون لكن أهمهم عندى كان ابن عمتى، محترم ووسيم ويكبرنى بثماني سنوات، وقالت عمتى عني.. سناء بنت أخويا دى تفرح القلب الحزين دائما مبتسمة وهادية ونادية وما عندهاش أى عقدة، يا زينها عروسة لابنى!! وكان حسن ابن عمتي يبدي لى إعجابا مهذبا كلما رآنى ويهمس فى أذنى دون أن يسمع أحد .. يا بخت اللى هيتجوزك يا قمر !!وأقول له ويا بخت اللى هتتجوزك يا حسن يا بن عمتى، وتزوجنا بين فرحة الأهل جميعا ودموع عمتى التى انهالت من الفرحة والسعادة ورضاء الجميع، وأنجبت له ثلاثة أولاد مثل القمر فى بهائه بنتين وولد وبكرت بالولد فصار هو الكبير والوحيد وكنت وما زلت أحبه حبا جارفا وأتفانى فى خدمته وخدمة أولاده، كما كانت تفعل أمى وبعد أن حملت فى ابنى الكبير الوحيد طلب منى زوجى أن أستقيل من شركة السياحة التى كنت أعمل بها مرشدة سياحية وقبلت وتفرغت بكل الحب والتفانى لبيتى وزوجى وأولادى، وكان الجميع يعتبروننى مثال الزوجة السعيدة فقد كان حسن كريما كرما زائدا يحب بيته وأولاده وكان لا يتأخر عن أى طلب نطلبه حتى ولو كان من الكماليات فقد كان موسرا وكنا نعرف أن عمتى أمه كانت تعين أبى عندما يعترضه أى ضيق مادى أو حياتى!

***

واستطردت سناء... كنت ألاحظ فى بعض الأحيان أن زوجى يميل إلى النساء فأجد أنه فى حضرة امرأة جميلة أو حتى مقبولة يكون ذهنه حاضرا وك امه معسولا وينتابه ل نشاط وذكاء موفورين ويكون فى قمة تألقه، وقد لاحظت تلك الأمور خاصة فى حضرة إحدى قريباتى التى كانت تزورنا على اعتبار أنها من الأقارب وكانت صديقة لى ومن «شلتى » أيام الجامعة، وكانت قد تمت خطبتها لأحد الشبان ثم فسخت الخطبة من جانب العريس، وكانت تقول دائماً إنها لا تعرف السبب فقد قاطعها وهجرها وترك لها دبلة الخطوبة ولم يطالب بها حتى اليوم!!

وكانت تنظر إلى زوجى نظرات إعجاب محيرة، وكان هو كما أسلفت ينشط ويتألق ذهنيا وبدنيا فى حضرتها، وقلت فى نفسى ربما تكون فى داخلها تتمنى لنفسها زوجا مثل زوجى، ثم بدأ حسن زوجى يخرج كثيرا بعد الظهر أى بعد أن يعود من عمله وأسأله فيقول إنه كان من أصدقاء له، وذات مرة سألت صديقه المقرب سؤالا عاديا.

- يا إبراهيم لما كان حسن جوزى معاك امبارح حكا لك عن مشاكلنا مع صاحب البيت ولا لأ ؟ ورد إبراهيم بعفوية شديدة.. لأ يا سناء يا أختى .. أنا ما شفتش حسن امبارح من أصله؟ هوه فيه إيه بينكما وبين صاحب البيت؟ وعرفت أن زوجى يخفى عني أمورا لأول مرة ويكذب علي، وقررت أن أعرف أين يذهب وكانت المفاجأة الأليمة والأسبوع القادم أحكى لك باقى الحكاية !

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 384 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,770,385

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز