لا أعرف تحديدا لماذا تنتهي معظم علاقاتنا الاجتماعية سواء كانت ارتباطا رسميا "زواجا أو خطبة" أو مجرد علاقة عاطفية عادية، بجروح وآلام يترجمها البعض لمشاحناتبل وتجريح من قبل كل طرف للآخر، والأكثر سوءا من هذا أن تصل إلى ساحات المحاكم فتتحول إلى قضايا شائكة يذهب ضحيتها الأبناء أولا ثم طرفي العلاقة ثانيا!

تساؤلات تدور في ذهني كلما تابعت أيا من قضايا الأحوال الشخصية سواء كانت نفقة أو حضانة.. طلاق أو خلع، لماذا يصل بنا الحال إلى هذا الوضع، لماذا لا تتحول أي علاقة اجتماعية أيا كانت بعد نهايتها وبعد أن تنتهي ثورة الانفعالات والمشاعر إلى علاقة احترام وود، لماذا لا تترجم إلى علاقة يتذكر كل منا فيها للآخر المشاعر الطيبة والأوقات الأجمل والتي كانت وبالتأكيد موجودة وعشناها معا، لماذا يختفي كل هذا من ذاكرتنا لتحل محله مشاعر الكراهية والبغض والرغبة في الانتقام، أعرف تمام المعرفة أننا نخرج من أي ارتباط محملين بالعديد من الجروح التي تحتاج إلى وقت طويل حتى تلتئم وحتى ننسى، لكن علينا ومع مرور الوقت أن نعمل على ألا تبقى داخلنا سوى الذكرى الطيبة التي تجعلنا وبنفس صافية نكمل حياتنا بل ونستطيع رعاية ثمرة بعض هذه العلاقات ألا وهي الأبناء، في رأيي أن هذا سيكون أفضل كثيرا من أن نتبارى في ساحة الانتقام فيتحول الخيط الرفيع والأخير الذي يربط بيننا إلى طوق يخنقنا وإياهم، قد يرى البعض هذا صعبا ولكن ألا يعد بديلا لقضايا النفقة والحضانة وتشتت الأبناء وضياعهم بين أب وأم لا يخططا سوى للانتقام!

أقول هذا بعد أن عايشت وعن قرب حالات عديدة تعبر عن هذا الوضع وذاك، بعضها حرص فيها طرفي العلاقة على أن يتم الانفصال بهدوء مراعاة لمصلحة الأبناء، فجلسا ووضعا النقاط العريضة لعلاقتهما بعد الانفصال ولحياةأبنائهما بعده، فأكملا رحلة الحياة في هدوء بل ونجاحا في الوصول بأبنائهما لبر الأمان، والبعض الآخر لم يكن يشغله سوى كيف أنتقم؟ كيف أهدم؟ فنسى وهو يخطط للانتقام أنه أيضا ينتقم من نفسه ومن أبنائه,فتحولت حياته مع الوقت لشبكة متشعبة من المشكلات التي ينام ويصحو عليها، والتي دمرته قبل أن تدمر غيره!

الأمر هنا لا يتوقف على علاقة الزواج فقط بل ينطبق أيضا على الخطبة والعلاقات العاطفية، فما أن ينتهي إحداها إلا ونجد أنفسنا نتبارى في التراشق بالألفاظ والشائعات، ومحاولة تدمير بعضنا لبعض، في حين أن الحياة قصيرة ولا تستحق كل هذا بل ولا تستحق أيضا إضاعة الوقت والبكاء على اللبن المسكوب، فإذا كنا قد فشلنا مرة فأمامنا مئات المرات التي نستطيع أن نختار فيها بشكل سليم بل ونحقق النجاح، وإذا كنا نشعر اليوم بالألم والجرح فغدا سنستطيع وبإرادتنا أن نشعر بالسعادة، فقط علينا أن يراعي كل منا مشاعر الآخر، فقد يكون السبب الرئيسي للفشل ظروف خارجة عن إرادة أي من الطرفين، فلتمسوا الأعذار لبعضكما البعض، وحاولوا أن تتذكروا أوقاتا جميلة جمعت فيها بينكما مشاعر وذكريات أجمل ولا تنسى، صفوا نفوسكم وفكروا في المستقبل فأنتم لا تدرون ماذا يحمل لكم الغد من مفاجآت؟ فالنهايات.. أخلاق ولا تبقى لنا جميعا سوى السيرة والذكرى الحسنة بل وما نزرعه في الغير من مشاعر طيبة.

المصدر: بقلم : سمر الدسوقى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 885 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,747,158

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز