يشدد الدستور على كفالة الدولة حماية الطفولة، وذلك بهدف حل المشاكل النفسية الرهيبة التى قد يتعرض لها الأطفال بعد انفصال الأبوين، فلا شك أن هناك عبئا كبيرا على الأبناء الذين يتحملون ما لا تتحمله أعمارهم ولا براءتهم الملائكية، فى تداعيات ذنب لم يقترفوه ولا يقوون على أن يتحملوا نتائجه وأعباءه، إضافة إلى العبء النفسى والمادى الذى تتحمله كثير من الأمهات، فالرجل الزوج فى الأغلب الأعم، سرعان ما يتزوج مرة أخرى بعد الطلاق، فيما المرأة تفضل أن ترعى أولادها وتتحمل الكثير من أجل هذا الهدف، ولكن تبقى مشاكل الطفل النفسية التى يصعب علاجها، إن رؤية الطفل الحائر تمثل فى حد ذاتها نموذجا للعديد من الأطفال المشتتين بين أب يعيش لنزواته، وأم أجبرتها الظروف على أن تلعب عدة أدوار معا ما بين العمل للإنفاق والتربية والرعاية تربويا ودراسيا، ويزداد الظلم ظلما حينما يرغب أحد الزوجين فى الانفصال لأسباب تافهة يمكن حلها عن طريق الحوار.

هنا لابد أن نشير إلى أن الأب الحريص على طفله يستطيع أن يجد وسيلة للتواصل بصورة ما مع الأم فى حالة الانفصال، ولا يلجأ إلى المحاكم بغرض إذلالها، فمن يلجأ لهذه الوسيلة يريد الانتقام وليس الحل. وللأسف فإن بعض الرجال لا يدفعون كثيرا ولا قليلا لأبنائهم لعدة سنوات، على سبيل النفقة، ومع هذا قد يدفعهم العند إلى محاولة الاستئثار بالصغير والحصول على حضانته دون وجود من يرعاه!.

كل هذه المشكلات وغيرها الكثير مما قد يثيره الانفصال بين الزوجين يجعلنا نرى إنه مع إيماننا التام بأن القانون يجب ألا يأتى على حساب طرف دون آخر، فإنه لاينبغى لنا أيضا أن نستخدم الطفل كوسيلة لمساومة  الأم والانتقام منها أو العكس بعيدا عن مراعاة مصلحة الأبناء الذين فى الغالب هم من يدفعون الثمن.

المصدر: حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 443 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,457,344

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز