يابنت بلدى حكيت لك الأسبوع الماضى طرفاً من حكاية قارئتى سناء (34) سنة التى كانت تعمل مرشدة سياحية بعد تخرجها في كلية السياحة والفنادق ثم تزوجت زيجة ناجحة من ابن عمتها الوسيم الثرى وعاشت حياة سعيدة معه وأنجبت له بنتين وولدا .

 وكانت تحبه وما زالت تحبه كثيرا إلا أنها كانت تلاحظ ولعه بالجنس اللطيف وكيف يتحول من إنسان هادئ ساكن إلى إنسان نشيط متألق ذكى حاضر البديهة متأنق فى حضرة النساء، ولاحظت سناء أنه فى حضور إحدى قريباتها بالذات يبدو سعيدا لامع العينين سريع البديهة مختلفا عن الإنسان المرهق العائد من مكتبه يريد أن يأكل وينام فقط..!، ولاحظت أنه بدأ يخرج كثيرا بعد الظهيرة، وفى سؤال عرضى لأحد أصدقائه لم يكن مقصودا قال إنه لم يره منذ فترة طويلة، وكانت تسأل صديقه لأنه محام، ولأن صاحب البيت الذى يسكنون فيه كان قد بدأ اختلاق بعض المشاكل المالية معهما، تبين أن حسن زوج سناء لم يقابل صديقه ولم يسأله، وكان قد تزرع بتلك الحجة عندما خرج عدة مرات فبدأ الشك يساور سناء فى أن زوجها يخفى عنها أسرارا وقررت أن تتبين الأمر بنفسها خاصة أنه كان يبدى فى الفترة الأخيرة اهتماما كبيرا بها ويشترى لها الهدايا بدون مناسبة وعندما تسأله يقول لها:

 أنت حبيبتى وصديقتى وأم أولادى وابنة خالتى لازم أخليكى مبسوطة وسعيدة !!

***

واستطردت السيدة سناء.. وقال لها إنه ذاهب لرؤية أحد أصدقائه-  مرة أخرى - واتصلت سناء بالصديق- عادى جدا - تسأله عن زوجها بدعوى أن ابنته الصغيرة مرضت فجأة فقال الصديق إنه لم يأت عندي!، واتصلت سناء بقريبتها التى شكت فى علاقتها بزوجها والتى كان يحتفى بها كثيرا عندما تزورهم ويشترى الحلوى والجاتوه خصيصاعندما تزورهم فقالت لها أمها أنها نزلت منذ نصف الساعة وذهبت لزيارة إحدى صديقاتها، وكانت سناء تعرف تلك الصديقة بحكم أنهم شلة واحدة منذ أيام الجامعة وهاتفتها سناء وسألت عنها بطريقة عادية وطلبت منها أن تعطى السماعة لضيفها فقالت لها: إنها لم ترها منذ فترة طويلة وأنها تريد أن تجتمع الشلة مثل زمان!

***

واستطردت السيدة سناء..  أسقط فى يدى وقلت إن زوجى الآن مع قريبتى ولم أكذب خبرا وكنت أعرف المكان الذى  يحبه زوجى والذى كان يأخذنى إليه خلال فترة خطبتنا، وذهبت فوجدتهما فعلا سويا هناك جالسين على مائدة يشربان عصير البرتقال الذى يحبه زوجى، وعن بعد التقطت لهما بكاميرا الموبايل صورة وحكمت عقلى..هل أباغتهما وتصل الأمور مع زوجى إلى حد المواجهة وأعلنها فضيحة بجلاجل فى العائلة ويضيع منى زوجى وبيتى وأولادى ..وأيضاً تبقى فضيحة فى الكازينو الذى يعرفه كل الناس فيه والذى هو مكانه المختار؟ أم كيف أتصرف؟

***

وتستطرد السيدة سناء ..

وألهمنى ربى أن أنصرف من المكان دون أن أجعلها فضيحة بجلاجل كما قلت، وكنت قد حرصت على ألا يرانى زوجى أو ترانى قريبتى وأنا أصورهما من خلف الباب، وذهبت إلى منزلى وقدمت العشاء لأولادى وذاكرت للبنت الصغيرة وعاد ابنى الكبير الوحيد من الخارج بعد أن أتم تمريناته فى النادى، ونظرت إلى أولادى السعداء وبيتى السعيد وفكرت فى موقف زوجى إذا واجهته بخيانته هل ينكر؟ إنه لا يستطيع فالصورة واضحة كل الوضوح، هل أسكت على خيانته فيستمر فى حماقته مع قريبتى الخائنة؟ طبعا لا فهى تبحث عن زوج فى مثل كرم زوجى ووسامته وثرائه؟ ماذا لو قال: أيوه أن باحبها وهتجوزها؟ ودارت بى الدنيا ولم أعرف كيف أتصرف، ماذا أفعل؟

***

تقولين إنك تحبينه وهو يحبك وأنك مهتمة بجمالك وأناقتك وأنك ربة بيت ناجحة ولا ينقصك شيء، وأنك أجمل من قريبتك التى سمحت لنفسها أن تتواصل مع زوجك من وراء ظهرك.. رأيى الشخصى هو اللجوء إلى أمها أو أبيها وإطلاعهما على الصورة وتحذيرهما من نشر الفضيحة إذا لم ترتدع وتترك أبو العيال فى حاله، أما معه هو فلا بأس من أن يلاحظ أن هناك شيئا ما فى داخلك يبعدك عنه.. فإذا وجدت منه تخوفا من بعدك عنه فلا بأس من تسأليه عما يراه فى أى امرأة غيرك حتى تكملى ما ينقصك؟ ولكن لا للمواجهة العنيفة ولا لترك بيتك وأولادك ولا لتقويض عشك السعيد من أجل نزوة عابرة.

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 324 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,086

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز