لا ينقطع تفكيرى فى أخواتنا فى شمال سيناء ، ومع انتصارات جيشنا الباسل فى حربه الضروس ضد قطيع الخونة الذين غرر بهم أعداء مصر، ازداد قلقى على صديقاتى العزيزات فى سيناء, أتذكر فى المرات العديدة التى زرتهن فيها وكيف أثارت المرأة السيناوية إعجابى بجمالها الملحوظ وحيويتها الفائقة وخفة دمها التى رضعتها من مصر, بعد انتصار أكتوبر 73 خرجت السيناوية من "خبائها" لتلتحق بالمدارس والجامعة وتقود أهل سيناء من "البدوية" إلى المعاصرة والانتماء لبلدها, رأيتها تساهم فى كل مجالات الحياة وكتبت أهنئ مصر ببناتها وألقي الضوء على الصورة المشرقة للمرأة السيناوية فى كافة المجالات, كانت الصديقة العزيزة سهير جلبانة تقود قافلة المجلس القومى فى سيناء بتشجيع كبير من محافظها الأسبق اللواء منير شداش بمهارة فائقة وإخلاص شديد لمسقط رأسها ولمصر، ولم تكن تفوتها مناسبة وطنية أو قومية إلا ودعت عاشقات سيناء، أمثالى، وعضوات المجلس بفرع شمال سيناء وقيادات المرأة ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية العاملة فى مجال خدمة المرأة إلى جانب القيادات التنفيذية بالمحافظة للمشاركة فى الاحتفال بها, كانت لقاءاتنا أشبه بالعرس الذى يجمع كل العائلة، وتقدم فيه المضيفات كل ما يمتلكن من تراث يتميز بالثراء الشديد والانتماء العربى؛ مطرزات ومأكولات وعروض فنية إلى جانب وعى سياسى يثير الإعجاب, وبنفس النشاط والحيوية شاركت جلبانة فى مجلس الشعب محمولة على أعناق الرجال والنساء معا لتمثيلهم تحت قبة البرلمان, اليوم أشعر بالاطمئنان على شقيقاتى فى سيناء بعد أن هرعت إليهن الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة وعضوات المجلس ليقدمن لجمعيات تنمية المرأة والأندية ومراكز الشباب في العريش وبئر العبد ورابعة والروضة وغيرها كل ما يحتجن إليه من مساندة ورعاية اجتماعية ورفع مستوى الأسرة ودعم قانونى ومساندة للحصول على حقوقهن فى مختلف المجالات, وكان لها ولزميلاتها حضور مميز فى دعم أهالى الروضة عقب الحادث الأليم فى بئر العبد, وبرغم ظروف الحرب وغياب الرجال الذين استشهدوا أو خرجوا ليشاركوا الجيش المصرى فى تحرير بلدهم، أصبحت المرأة السيناوية هى الوتد التى تستند إليه الأسرة، ترعى الكبير والمريض، وتلقن الصغير أصول الوطنية ومعنى الفداء والجدير بالذكر أن دورها العائلى لم يعطلهاعن المشاركة بفاعلية خلال الانتخابات وحث أسرتها على المشاركة السياسية الإيجابية، وفى الاستحقاقات الماضية بعد ثورة 30 يونيو حققت أعلى نسبة مشاركة على مستوى الجمهورية, وتواصل حسناء الشريف مقررة فرع المجلس القومى للمرأة اهتمامها الفائق بهن، ودعم حقوق المرأة وإقامة العديد من الندوات واستخراج بطاقات الرقم القومى للسيدات والفتيات علاوة على تأهيلها لإقامة المشروعات الإنتاجية لرفع مستوى أسرتها.
لا أبالغ إذا قلت إن السيناوية قدوة ونموذج مشرف للمرأة المصرية أتمنى أن تحذو حذوها نساء بقية المحافظات وأن تقوم الجمعيات النسائية بمشاركة المجلس فى "مبادرة المرأة المنتجة فى سيناء" وذلك بإقامة معارض لترويج منتجاتها التى نعشقها كلنا ونقبل على شرائها, و يا ليت سفاراتنا فى الخارج تقيم معارضا لتلك المنتجات خاصة بعد أن تم تطويرها وأصبحت مطرزاتها التراثية تزين الملابس العصرية، ولا أشك فى أن التراث السيناوى المُطور سيلقى كل الإعجاب والرواج.
ساحة النقاش