"قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه.. قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه.. منسى بقى اسمه الأسطورة.. من أسوان للمعمورة وقالوا إيه.. قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه.. مش سامع حاجة".. أغنية بصوت جهورى من بطل صاعقة مصري شقت جدار الصمت، وخلال أيام بسيطة أصبحت أيقونة حب على ألسنة المصريين، لتعيد إلينا روح الوطنية المفقودة، والإحساس الوطني بمصريتنا وشهدائنا الذين يضحون يومياً بأرواحهم فداء لتراب الوطن الغالي، أغنية روت حكايات الشهداء الأبطال التى ارتوت أرض سيناء بدمائهم، أغنية بدأت معها أسئلة الأطفال من هو المنسي الأسطورة؟ ومن هو رامي حسنين، ومن هو الدبابة، كلمات أصبحت تميمة للجيش المصري، لتبدأ الحكاية "بشبراوى وحسنين عرسان".. "قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان"، كلمات أطلقتها حنجرة الرائد محمد وديع وأبطال الكتيبة ١٠٣ صاعقة في بداية العملية الشاملة، لتصبح تميمة الحرب ضد الإرهاب، ويغنيها أطفال المدارس في طوابير الصباح، ويعيشون أحلامهم مع "خالد مغربي الدبابة، بطل وجنبه إحنا غلابة"، و"العسكرى علي من الشجعان، مات راجل وسط الفرسان" وقالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه.. مش سامع حاجة.. قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه.. أبطالنا في سينا.. طيرانا فوقينا.
قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه، كلمات بسيطة تغنى بها الرجال على الجبهة لتعود بنا إلى أيام نصر حرب أكتوبر المجيدة، وأتمنى أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع القوات المسلحة بطبع كتيبات تخلد ذكرى هؤلاء الأبطال من المنسي الذي لن ينسى، إلى رامي حسنين، والعسكرى علي، وخالد دبابة، وكريم بدر بطل كمين الرفاعي وغيرهم، ليعرف أطفالنا بطولات أبناء جيشهم العظيم وحكاية حبهم من أجل الحفاظ على مصرهم الغالية.
يا سادة.. إن قصة حب الشعب المصري والجيش ليها أكتر من بداية.. ربما تخللتها بعض الإخفاقات، ولكنها مثل أي حكاية حب تعود أقوى، وأمتن، بفضل هذا العشق لتراب الوطن الغالي، والذي يغلفها بسياج يعتبر ميثاقا غير مكتوبا، بل محفورا داخل قلب كل مصرى يعشق بلده، وجيشه العظيم، الذي يمثل ظهره المستند عليه، ليحميه من مخاطر الفتن والانقسام، فى ظل حرب ضروس خارجيا، وداخليا، تسعى لإسقاط هذا البلد، ولكن يبقى الظهر صامدا، بفضل وقوف الشعب العظيم الصابر على كافة الظروف من أجل أن تحيا مصر .
هى حكاية حب ومشوار طويل، بدايته الثقة التى أولاها الشعب لقواته المسلحة، ووقوفه بجانب الجيش في حربه ضد الإرهاب، بل ووقوفه أيضا في حرب البناء والتنمية، والإصلاح الاقتصادى الذي أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل توليه المسئولية، والذي جاء قاسيا لأن الحكاية كانت أكبر وأعمق، حكاية فساد استشرى فى جنبات وأعماق وطن طوال ٤٠ عاما، وبنية تحتية تم تدميرها، وشركات كانت قلاعا صناعية تحولت إلى خرابات بسبب كروش كبار الفاسدين، وأراضي تم نهبها، ورشاوى أصبحت علامة مسجلة بمؤسسات الدولة الحكومية!!؟
**هى حكاية حب، ولولا هذا الحب ما صبر هذا الشعب على هذا الغلاء الذي يكوى الظهور، لأن عودة الأمن المفقود، وحماية الأمن القومى، وإعادة قوة الدولة ومكانتها، كان له ثمنا، وثمنا غاليا، فالحكاية كانت كبيرة، وبشائر الخير من مشروعات قومية تقام الآن على أرض مصر بمعاونة قواتنا المسلحة ستأتى بثمارها، وأتمنى من القيادة السياسية أن تعلن الحرب على كل نواحى الاحتكار التى يقوم بها كبار التجار على السلع، لتتوازى مع حرب الرقابة الإدارية ضد الفساد، وأن تبدأ خطط التنمية في سيناء كما أعلنها الرئيس، لتبدأ حكاية جديدة في سيناء، تؤكد لأصحاب الأجندات ومروجي إشاعات صفقة القرن، أن جيش مصر لم ولن يفرط في حبة رمل من أرض سيناء الغالية، وأن مصر أعادت سيناء إلى حضنها الغالي بدماء أبنائها، وأن من يأتي بالدم لا تفريط فيه أو تهاون، وأن كافة الاتفاقيات تسقط عندما يكون الوطن في خطر، فهنيئاً لشعب مصر بأبطاله الذين سطروا أعظم ملاحم الشرف والتضحية من أجل الحفاظ على الوطن وسلامة أراضيه، وسوف يأتي يوم يعرف فيه القاصى والداني، كيف قام الأبطال من هذا الجيش العظيم بالحفاظ على هذا الوطن، في ظل مؤامرات ودسائس، ومخططات لتقسيم هذه الأرض الطيبة، تحت دعاوى الربيع العربي والديمقراطية الزائفة، وكيف وقف الأبطال ليسطروا ملحمة أخرى في كيفية بناء جيش قوى أصبح درعاً وسيفاً لكل من يحاول الاقتراب من تراب مصر واستقرارها.
يا سادة.. إن إعادة تسليح الجيش المصرى بهذه القوة وتنويع مصادر أسلحته خلال الثلاث سنوات الماضية، هو من أظهر قوة مصر على التحدى، وإصرارها على حماية شعبها ووطنها الغالى من مخططات الغرب، وأبداً ستظل تضحيات خير أجناد الأرض خير شاهد على قوة هذا الشعب ومتانة علاقته بجيشه العظيم، لتستمر الحكاية ويبقى الوطن ويبقى هذا الحب.
ساحة النقاش