كيف لرجل ينفق آلاف الجنيهات في الأعمال الخيرية ويبخل على أولاده نكاية في والدتهم؟!.. فأنا سيدة في منتصف العقد الثالث من العمر، نشأت في أسرة ميسورة مادياً، يمتاز كافة أفرادها بحب ورعاية الآخر، وقد مررت بعدة تجارب عاطفية لكن لم تكتمل لعدم شعوري بحب حقيقي تجاه أحد، لذا فضلت التركيز على الدراسة حتى تخرجت في الجامعة وعملت بشركة كبرى.. وقد تقدم لي بطريقة تقليدية رجل أعمال من عائلة معروفة  يكبرني بعشر سنوات، ولأنني كنت في منتصف العشرين حينذاك وقلبي لا يزال خاليا فلم أمانع من التقرب إليه خاصة أن أسرتي باركت هذه العلاقة.. وبعد 60 يوما بالتمام والكمال شعر كلانا بأنه أحسن الاختيار فكانت حفلة الخطبة وبعد أقل من عام تزوجنا.. في البداية.. كانت حياتي سعيدة، فحملت وأنجبت ولدا وبنتا، ولأن الرياح تأتي دوماً بما لا تشتهي السفن، فقد طرأ تغير ما على شخصيته، حاولت أعرف السبب دون جدوى، وأخيراً كانت الطامة الكبرى، فبعد عشر سنوات فوجئت أن شريك حياتي متزوج من سكرتيرته عرفياً.. وعندما واجهته لم ينكر بل بكل بجاحة رد "حقي وعليكِ قبوله".. وهنا لم أجد إلا الطلاق، ومن يومها وهو يعاندني عن طريق ولدي، فيدفع مصاريفهما بالكاد حتى مدرستهما الدولية يريد نقلهما لأخرى أقل بحجة زيادة المصروفات عام تلو عام!.. في المقابل أجده يمثل دور رجل البر ويتبرع بآلاف الجنيهات للأعمال الخيرية وأنا على يقين أنه يلفت الانتباه وليس أكثر لأن أفعاله أبعد ما تكون عن التقوى.. كثيراً ما أفكر بفضح أمره لكن أعود وأتراجع خوفاً على ولدي خاصة أن أسرتي تقف بجانبي بل ويمنحني والدي كل ما أحتاجه من أموال كي أصرف على صغاري كما تعودوا في بيت أبيهما لكن لا تزال النار تشتعل في قلبي كلما سمعت أسمه.. ماذا أفعل؟
                       ح . ش "أكتوبر"
رغم إدراكي التام لحجم الجرح الغائر المحفور على جدار قلبك جراء طعنة غدر شريك عمرك لكنني أرى أن التفكير في مصلحة وغد ابنيك هو الأهم. فأي تشويه لوالدهما حتماً ولابد أن ينعكس سلباً على نفسيتهما.. وليس من حق مخلوق الحكم على علاقة أي عبد بربه مهما بلغت أخطاؤه.. لكن ما يمكن التحدث فيه هو حق ولديك على أبيهما وإن كنت أنصحك بطي صفحة الماضي والتفكير في المستقبل ليس من أجل طليقك بل حفاظاً على أعصابك، وقد عوضك الله عز وجل بأحلى أسرة لتكون سند لكِ ولصغاريك.

المصدر: مروة لطفى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 858 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,815,263

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز