رمضان شهر الخير واللمة الحلوة فى حياة فراشة الفلوت د. رانيا يحيى، أستاذ فلسفة الفن بأكاديمية الفنون وعضو المجلس القومى للمرأة، حيث ارتبط فى ذاكرتها بالكثير من الذكريات والروحانيات بدءا من الفانوس وفرحة أول يوم صيام فى بيت الجدة، وموائد الإفطار العامرة بما لذ وطاب، والكنافة والقطايف ودعوة حلوة محجوزة على الآذان.
«حواء » حلت ضيفة على مائدة إفطار د. رانيا يحيى لتجرى معها حوار من القلب وتسترجع معها ذكرياتها مع رمضان.
- في البداية رمضان كريم.. كيف استقبلت أول يوم في رمضان، وهل لك طقوس خاصة تحرصين على ممارستها؟
الله أكرم.. في العادة يبدأ يومي بعد تناول السحور بقراءة القرآن الكريم لاستشعار الطاقة النورانية التي تصاحب الشهر الفضيل، وأحرص دائما على قضاء أول يوم وتناول الإفطار في بيت العائلة بصحبة ابناي يحيى الذي بدأ الصيام في عمر السابعة، وفريدة التي صامت من السنة السادسة مع والدتي وأخواتي فالإفطار في بيت العيلة له مذاق خاص.
- هل يختلف يوم العمل في رمضان عن غيره من شهور السنة؟
أحرص على القيام بعملي في الأوبرا وأكاديمية الفنون على الوجه الأمثل، ولطبيعة الشهر الكريم تكون لدينا أمسيات وحفلات تحمل اسم "شرقيات"، وتبدأ في الساعة التاسعة والنصف مساء، وأقوم خلالها بتجهيز أعمال فنية ذات طبيعة شرقية تحمل صبغة الاحتفالات الدينية المميزة لأجواء رمضان الجميلة، وبشكل خاص أحضر عملا فنيا جديدا لتقديمه في الأوبرا بهذه المناسبة، لكن بشكل عام عدد ساعات العمل تقل لأن العزف على آلات النفخ تكون مرهقة مع الصيام، لذلك ساعات البروفة تقل وتكون بعد الإفطار وتبدأ في التاسعة وحتى الحادية عشر مساء، كما أحرص على إعطاء محاضراتي لطلابي والتدريس بشكل طبيعي جدا.
- ماذا يمثل لك شهر رمضان؟
رمضان شهر الخير واللمة الحلوة، والتجمع كأسرة على مائدة واحدة في وجبتي الإفطار والسحور وهو ما لا يحدث في غيره من أيام وشهور السنة، إلا أن طبيعة عمل زوجي كضابط شرطة تفرض عليه عدم التواجد معنا في أوقات كثيرة حتى خلال هذا الشهر فمعظم إفطاره يكون في عمله، وهذه طبيعة عمل رجال الشرطة والجيش فهم العيون الساهرة على حفظ أمن الوطن والمواطنين وأنا متفهمة جدا، لذا حرصت في تربية ابناي فريدة ويحيى على أن أجعلهما يتقبلا ويتفهما عدم تواجد والدهما في أوقات كثيرة بالمنزل سواء في رمضان أو غيره من المناسبات لأنني من عائلة شرطية فوالدي كان لواء شرطة.
- ما الأطباق التي تحرصين على إعدادها بنفسك؟
الحمد لله أعتبر نفسي بشهادة عائلتي ست بيت شاطرة وأحب عمل بعض الأطباق فأنا من عشاق الكنافة والقطائف، وأحرص على عملها وتسويتها بنفسي خاصة القطائف الطرية بالمكسرات والكريم كراميل، كما أحب طهي الفخدة الضاني والبط في العزومات.
- وما ذكرياتك مع رمضان؟
يرتبط رمضان بمجموعة من الذكريات ومنها رمضان في بيت جدتي ولمة العائلة والفوانيس وخاصة أنني كنت أكبر الأحفاد وأول من بدأ الصيام من أطفال العائلة، وأتذكر جيدا أول رمضان صمته وكان في الصيف وكان الجو شديد الحرارة وعلى قدر التعب كنت أشعر بالسعادة أنني أصوم مثل الكبار وأنتظر مدفع الإفطار معهم، كما أتذكر جيدا العزومات التي كانت تعدها والدتي وهي بالمناسبة طباخة ماهرة جدا حيث كان والدي رحمه الله يحرص على دعوة جميع أصدقائه من ضباط الشرطة المغتربين للإفطار معنا لتعويض بعدهم عن أسرهم في الشهر الفضيل.
- هل رمضان في مصر يختلف عن غيره من دول العالم؟
بالفعل أجواء رمضان في بلدنا الحبيبة مصر تختلف عن أي مكان آخر في العالم، فرمضان له طبيعة خاصة في بلد الألف المئذنة، فقد تصادفت إحدى رحلاتي لأوروبا مع شهر رمضان، وأول ما وجدت أن ساعات الصيام طويلة جدا، إلى جانب غياب مظاهر الشهر الكريم وهذا بخلاف المجتمع المصري حيث يحرص إخواننا المسيحيون على مشاركتنا الأجواء الرمضانية لدرجة أنهم يمتنعون عن تناول الطعام أو الماء أمام الصائمين احتراما لمشاعرهم، فنحن روح واحدة ونسيج وطني واحد.
- وهل اختلف رمضان الآن عن زمان؟
أكثر شيء أفتقده في رمضان هو والدي - رحمه الله - ودعواته لي، وبمجرد أن يهل رمضان أتذكر مواقفه معنا، كما أتذكر دائما ما كان يقوم به من أعمال صالحة خاصة حرصه على الاتصال بوالدته وجميع أمهات زملائه في الشرطة طالبا منهن الدعاء له ساعة الإفطار، وكان يردد دائما عليهم "أنا حاجز دعوة الإفطار" وهي الكلمة التي ترن في أذني دائما بمجرد أن يبدأ المؤذن في آذان المغرب فأجد نفسي أدعو له كثيرا بالرحمة وأتذكر أحاديثه ونصائحه الحياتية لنا.
ساحة النقاش