"شهر رمضان الذى أُنزل فيه القرآن هدى للناس" تختلف فيه العادات والتقاليد من محافظة إلى أخرى فى مختلف محافظات مصر المحروسة، حيث إنها تختلف فى القاهرة عن باقى المحافظات، بل تختلف هذه العادات فى مصر عن أى دولة إسلامية أخرى، فهى مدينة الألف مئذنة وبها العديد من المعالم السياحية والدينية، فأبناء القاهرة يعيشون أجواء يتمناها أى شخص خارجها حيث تتمتع بليلها الساحر والأضواء الخلابة التى تُزين شوارعها، وتتمتع القاهرة بالزيارات العائلية والخروج للتنزه أو الجلوس على المقاهى والكافيهات، والاستمتاع بالخيم الرمضانية، وتفضل الأسر المصرية المناطق التاريخية الإسلامية مثل مساجد السيدة زينب والحسين والسيدة نفيسة وعمرو بن العاص وشارع المعز لكى يستمتعوا بالندوات واللقاءات لكبار العلماء، ولا أحد ينكر ما تحمله هذه المناطق التاريخية من روحانيات وأجواء جميلة تمنح الراحة والسكينة.. أما فى صعيد مصر فتختلف العادات والتقاليد فى شهر رمضان بخروج الآلاف إلى القرى والمدن فى مواكب وكرنفالات شعبية فى الاحتفال الذى يبدأ عادة من أمام أضرحة الأولياء بالقرى والنجوع وتلقى النساء الحلوى من الشرفات والشبابيك والروائح العطرة، ويتوارث الأجيال هذه العادات الجميلة، كما تقام أفران الكنافة اليدوية والقطايف والزينة وفتح دواوين جميع العائلات وإضاءة العقود والزينة الكهربائية لإحياء ليالى رمضان بدعوة أحد المشايخ الذى يقرأ القرآن الكريم، وينشد التواشيح والأدعية الدينية طوال الشهر من صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر.. أما عن هذه التقاليد فى فى سيناء - أرض الفيروز - فهى تختلف تماماً عن الصعيد وباقى محافظات مصر فى شهر رمضان المبارك حيث يتميز البدو هناك بطقوس وعادات ذات طابع مميز، حيث يأتى الشهر الكريم بالمودة والكرم والجود بين القبائل والعشائر البدوية، ويجتمع كل أبناء العشيرة من الشباب والرجال والشيوخ، ويصطحب كل رجل أبناءه لتعويدهم على هذه التقاليد الموروثة لتناول طعام الإفطار ويكون للضيف اهتمام خاص ومائدة للإفطار خاصة به، بينما تتناول النساء والفتيات الإفطار فى المنازل طوال شهر رمضان المبارك.. كما يخرج أبناء واحة الفرافرة إلى الصحراء البيضاء وسط الطبيعة الخلابة لقضاء أمسياتهم الرمضانية، ويجتمع عمداء العائلات على الأطعمة الشهية والمشروبات الساخنة التى تعدها النساء لهم، وتستمر السهرات طوال الليل بينما ينامون معظم فترات النهار.. أما فى محافظة الغربية نجد أن عددا من النساء يقمن بمهنة المسحراتى، فى حين يحرص سكان منطقة "بسيون" على تناول وجبة الفسيخ المملح والرنجة فى آخر يوم من شهر شعبان، ويطلقون على هذه العادة "الشعبنة"، وفى قرية "ميت يزيد" بالغربية أيضاً فيتناول أهلها إفطار اليوم الأخير من رمضان وسط المقابر فى احتفالية جماعية، ويشترط أن يتضمن الإفطار الحمص والبيض.. أما أهالى محافظة بورسعيد فهم اعتادوا على تناول البط فى أول أيام الشهر، ويتبارى نساء المناطق الشعبية على تربية البط قبل بداية رمضان بعدة شهور، وفى مدينة "بلطيم السياحية" يحرص الأهالى هناك على أن يتضمن إفطار اليوم الأول من شهر رمضان الفول النابت.. ولا يعرف أهل مطروح المسحراتى فى حين يرتبط المسحراتى فى معظم محافظات مصر بشهر رمضان ارتباطاً وثيقاً.. ومن أهم مظاهر هذا الشهر الكريم أيضاً فى مصر موائد الرحمن، التى يبدأ العمل فيها قبل رمضان بعدة أيام، لتكون جاهزة لاستقبال ضيوفها من الصائمين مع أول أيام شهر رمضان الكريم، حيث تقام الخيام الرمضانية والتى يتم تصميمها بحيث تسمح بالتهوية وتمنع المارة من رؤية روادها.. وتحيا مصر.
المصدر: كريمة سويدان
نشرت فى 21 يونيو 2018
بواسطة hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,836,440
الصور المختارة
مقالات مختارة
رئيس مجلس الإدارة:
عمر أحمد سامى
رئيسة التحرير:
سمر الدسوقي
الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز
ساحة النقاش