مع زيادة أسعار المنتجات البترولية، وما يمكن أن يسببه هذا من بعض التأثيرات السلبية على مختلف سبل الحياة، كان لابد للمرأة المصرية أن تتخذ مجموعة من الإجراءات والوسائل التى تساعدها فى مواجهة هذا والعبور بأسرتها لبر الأمان، من هنا حاولنا أن نطرح عليها بعض الحلول التى يمكنها بها ترشيد استهلاك هذه المنتجات بما يخفف العبء عن ميزانيتها كما نكشف هذا من خلال جولتنا التالية بين نخبة من الخبراء والمتخصصين..
فى البداية وعن حلول وسبل ترشيد الاستهلاك التى تساعد المواطنن يقول د.على الصعيدى، وزير الكهرباء الأسبق: يعتمد ترشيد استهلاك الطاقة على عدد من الوسائل المختلفة من أهمها الصيانة الدورية للمولدات العملاقة داخل محطات الكهرباء وتشغيلها بالغاز الطبيعى بدلا من المازوت والسولار، وضرورة التوسع فى استخدام الطاقة الشمسية وتيسير حصول الوحدات السكنية عليها من خلال الدولة، هذا عما يمكن مساعدة المواطن به.
ويضيف: أما عن المواطن فأنصحه باستخدام سخان الغاز فى فصل الشتاء فقط وغلقه فور الانتهاء من استعماله والتأكد من سلامة موقد الطهى «البوتاجاز » المنزلى 100 % كسلامة مواسير ووصلات توصيل الغاز، وتنظيف الشعلات فهى أكثر ما تستهلك طاقة زائدة عن الاحتياج حال عدم إصلاحها.
وقود السيارات
أما د. محمد عبدالحميد أستاذ الاقتصاد فيقول: هناك عدة نصائح يمكن بها للمواطن تخفيض استهلاكه للوقود وبالأخص فى السيارات وهى معروفة لعدد كبير من المستخدم ن، منها الاستخدام الذكى للدواسات ي فعندما يضغط السائق على فرامل السيارة فهو يهدر الكثير من الطاقة المتولدة من المحرك نتيجة لاحتراق الوقود لذا فعليه التعرف على الطريقة الصحيحة الخاصة بهذا والمتعلقة بالتوقيت المناسب لاستخدام الفرامل ودواسة الوقود فبهذا يستطيع أن يوفر الكثير من الفاقد فى الطاقة وبالتالى من استهلاك الوقود فعلى سبيل المثال إذا كان يعرف أن هناك إشارات على مسافة قريبة منه فيمكنه أن يتجنب الضغط على دواسة الوقود ويدع السيارة تبطئ بشكل تدريجى لتصل إلى سرعة بسيطة عند وصوله إلى الإشارة، كما يعد وزن السيارة من العوامل المؤثرة بشكل كبير فى استهلاك الوقود فالسيارة الثقيلة تحتاج إلى طاقة أكبر وبالتالى تستهلك وقود أكثر لذا على السائق التخلص من الأوزان الزائدة فى السيارة وألا يترك فيها أغراضا لا يحتاجها فلكل كيلو جرام إضافى أثر على استهلاك الوقود بالإضافة إلى أن عليه أن يختار الطرق التى تحتوى على أماكن توقف أقل لأن إيقاف السيارة لعدة مرات وإعادة السير بها يستهلك قدر لا يستهان به من الوقود، وهناك أيضا تشغيل التكييف والذى يشكل عبئا على استهلاك الوقود بشكل كبير لذا فعلى المواطن الحد بصورة ما من هذا الاستخدام.
ويضيف: من الأخطاء الشائعة أن استهلاك الوقود الممتاز هو أسرع من الوقود العادى لكون احتراقه يتم بشكل أسرع لكنى أؤكد بأن كل هذا خطأ شائع لأن كل سيارة صممت لتستخدم نوع معن من الوقود لذا إن كانت سيارتك مصممة لاستهلاك الوقود العادى وزودتها بوقود ممتاز فإن هذا سيؤدى إلى استهلاك وقود بشكل أكبر.
وتقول النائبة سوزى ناشد، عضو مجلس النواب: إلى جانب ترشيد الاستهلاك على المواطن دور كبير فى مراقبة الأسعار وتعريفة الركوب فى المواصلات العامة والتاكسى وتبليغ أقرب نقطة مرور أو الشرطة أو التواصل مع جهاز حماية المستهلك، داعية المواطنن إلى إيجاد ثقافة الترشيد فى الوقود على وجه الخصوص من خلال مراعاة عدم قيادة السيارات بسرعات عالية والحفاظ على هذه السرعة أثناء الصعود والهبوط فى أماكن مرتفعة على سبيل المثال فكل هذا يحد من استهلاك الوقود.
وقود المصانع
من جانبه يرى د. صلاح الدين فهمى، أستاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق، أن قرار رفع الدعم عن الشرائح البترولية جاء متأخرا وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يستحق التحية على تحمله تلك المهمة والبدء فى اتخاذ إجراءات الإصاح الاقتصادى، ويقول: لا يمكن أن أدعم مالك يخت أو عربة فاخرة كالمواصات العامة، كما يعد إعادة تدوير الدعم فى صورة نقدية كمعاش ضمان اجتماعى أو تحسن الخدمات الحكومية وجعلها الكترونية للمواطن هو الحل الصحيح، وسد عجز الموازنة وعدم الاقتراض من المنافع التى يستفيد منها الأجيال المقبلة على المدى المتوسط والبعيد، والمشروعات القومية الكبرى التى يعمل على متابعتها والاهتمام بها الرئيس من أهم ركائز التنمية وإشعار المواطن بالتحسن وزيادة فرص العمل.
ونصح فهمى المواطنن باتباع عدد من التعليمات التى من شأنها ترشيد استهلاك الوقود منها ضبط الإطارات، وصيانة المحرك بصفة دورية، إلى جانب تخفيف وزن الحمولة داخل السيارة وتزويدها بالمياه للحد من سخونة المحرك، واستخدام الأنواع الجيدة من الزيوت بالإضافة إلى التقليل من استخدام تكييف السيارة.
وعن ترشيد استهلاك الوقود فى المصانع يقول: يجب العمل على إعادة استرجاع الحرارة الضائعة فهى أحد أهم الفرص المتاحة لترشيد الطاقة فى المنشآت الصناعية ومحطات توليد الكهرباء، وتتوافر فرص استرجاع الحرارة الضائعة أيضا فى صناعات التعدين والزجاج والأسمدة والصناعات الغذائية وتكرير النفط والصناعات النسيجية، ويفترض قبل دراسة إمكانيات استرجاع الحرارة الضائعة أن يتم تحسن الكفاءة الحرارية للتجهيزات إلى أكبر قدر ممكن، ثم تحديد كميات الحرارة الضائعة التى يمكن استرجاعها مقارنة بالتكلفة.
وأخيرا تشير د. منى عبدالحميد استاذ علم الاقتصاد إلى أن من أفضل الوسائل التي يمكن من خلالها تخفيض استهلاك الوقود فى السيارة تجنب فترة التسخين الطويلة وعدم السير على سرعة منخفضة لفترة طويلة والاعتماد على الطرق السريعة بقدر الإمكان لتجنب الإشارات والاختناقات المرورية، مع البعد عن الإسراع المفاجئ والحفاظ على انتظام كمية الوقود المتدفقة للمحرك حتى لا تقل كفاءة عمله ويستهلك كمية أكبر من الوقود.
ساحة النقاش