يقول قاسم أمين فى كتابه "المرأة الجديدة": إن مبدأ تشكيل الحكومة كان على صورة العائلة والحكومة التى تؤسس على السلطة الاستبدادية لا ينتظر منها أن تعمل على اكتساب المرأة حقوقها وحريتها..

ويقول أيضا: انظر إلى البلاد الشرقية تجد أن المرأة فى رق الرجل، والرجل فى رق الحاكم، فهو ظالم فى بيته مظلوم إذا خرج منه".

بفضل تأييد وحماس نساء مصر نجحت ثورة الثلاثين من يونيو 2013، ففى ذلك اليوم أزاح شعب مصر الكابوس السياسى الذى ظل يجثم فوق صدره آلاف السنين, ولم يعد باستطاعة حاكم أو مسئول بعد هذا اليوم أن يمارس استبدادا أو تنكيلا بمواطن مصرى، وارتفع صوت القانون ليحل محل الخطب الإنشائية والمواعظ المضللة, والفتاوى الملفَقة, وأصبح من حق نساء مصر أن يحلمن بالتخلص من الكابوس الاجتماعى الذى يعيق تقدمهن ويجبرهن على الحياة داخل شرنقة من الأفكار المسبقة العتيقة, إن الثورات عادة ما تكون لحظة فارقة فى حياة الشعوب، ومنذ السادس عشر من مارس 1919 حتى الثلاثين من يونيو 2013 خرجت ملايين النساء المصريات فى كل المظاهرات تهتف مطالبة بالحرية لها ولبلدها، وبعد ثورة 1919م خرجت ملايين النساء إلى العمل الشريف وأثبتت الآلاف منهن جدارتهن وتفوقهن على الرجال، وبعد ثورة يوليو 1952 باشرت المرأة المصرية حقوقها السياسية بموجب دستور 1956, فلماذا استمر سيف التقاليد والأعراف البالية مسلطا فوق رؤوس النساء يجعل المرأة مسلوبة الإرادة تتبع من يقهرها ويرفض وجودها فى ساحة الحياة الرحيبة؟ الجواب أن هناك آلاف أخرى انضممن إلى ساحات التضليل فى رابعة العدوية والنهضة وغيرها، منحن أصواتهن لأعداء المرأة ورضين بأن يتسلطوا عليهن ويخنقوا أنفاسهن؟! قد نعذر النساء اللاتى أخطأن فى حقهن وتركناهن شريدات فى مجاهل الفقر والجهل، فما هو عذر المتعلمات عضوات جماعة الإخوان المسلمين وأذنابها؟

لقد كان يوم الثلاثين من يونيو 2013 لحظة فاصلة فى تاريخ مصر كله, فى وزارة حازم الببلاوى، الوزارة الأولى بعد الثلاثين من يونيو، ارتفع عدد الوزيرات إلى ثلاث وزيرات، ثم أربع وزيرات فى وزارة المهندس  إبراهيم محلب، إلا أن العدد انخفض فى وزارته الثانية، رغم وجود مئات السيدات اللاتى يصلحن لكل الوزارات, فى مصر كفاءات منسية لا حصر لها أغلبها نساء، وقد شهدنا نجاح الوزيرات السابقات فما الذى منعه من اختيار أخريات, لقد أدرك الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر لن تتحرر وبناتها، نصف تعداد الأمة،  مغلولات إلى تقاليد بالية وأفكار عفنة وفقر متوارث وجهل مركب يورثنها جميعا للأجيال القادمة, وأن كل الأحلام والخطط والطموحات لن تتحقق إلا إذا تبنتها النساء وشاركن فى وضعها وتنفيذها, لهذا منحته الأغلبية العظمى من نساء مصر صوتها, وها هو عدد الوزيرات فى حكومة المهندس مصطفى مدبولى قد ارتفع إلى ثمان وزيرات, وقد أثبتت الأيام بعد مرور خمس سنوات على يونيو المجيد أن السيسى كان يستحق تلك الأصوات وأكثر، وأن نساء مصر يمتلكن من الحكمة وبعد النظر ما قد يفتقده بعض الرجال, إن تحرر مصر مرهون بتحرر نسائها, وإذا تحررت النساء ستنطلق مصر إلى آفاق غير مسبوقة.

المصدر: بقلم : إقبال بركة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 464 مشاهدة
نشرت فى 11 يوليو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,459,878

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز