يمثل شراء الملابس ذات الماركات العالمية هوسا لدى الكثير من الأسر المصرية ليست ميسورة الحال وحسب بل حتى الطبقات المتوسطة والأقل منها حيث يحرص أبناؤها على مواكبة الموضة، ومع ارتفاع أسعار هذه الماركات بات اللهث ورائها خطرا يهدد استقرا الأسر اقتصاديا..

«حواء » تحاول خلال جولتها التالية محاربة هذا الهوس من خلال تدعيم شراء المنتج المصرى كما نجحت فى تحقيق هذا العديد من النساء وبخاصة ربات البيوت، كما تقدم لك بعض الحلول المبتكرة التى يطرحها خبراء الاقتصاد والتنمية البشرية فى هذا الإطار..

البداية مع تجربة السيدة علا مصطفى، مدرسة رسم وأم لطفلينفتقول:كنت أحرص على شراء الملابس ذات الماركات العالمية لكن بمرور الوقت أصبح شراء هذه الملابس أمرا صعبا جدا في ظل الظروف الحالية وأصبحت أشتري من محلات وسط البلد بعد أن تأكدت من مطابقة مواصفات الملابس المعروضة بها والمولات التجارية الكبرى، بالإضافة إلى أنني أشتري لأولادي "تيشرتات" القطن المصري الملونة ونرسم عليها الأشكال التى يرغبون بها، وأذكر أننى في إحدى المرات رسمت لهم الأهرامات ورأس نفرتيني فبدأوا يسألون عن معنى الرسمة، وهكذا تحولت قطعة الملابس إلى درس رسم وتاريخ.

أما هناء فوزي، موظفة وأم لثلاثة أبناء فتقول:تزداد الأسعار بشكل كبير يوما بعد يوم خاصة ملابس الأطفال التي ارتفعت إلى الضعف تقريبا، لذا لجأت وصديقاتي إلى الشراء من منافذ بيع المنسوجات المصرية التي تقدم أسعارا رائعة وجودة ممتازة مقارنة بأسعار الملابس المعروضة في المحلات الكبرى، بالإضافة إلى شراء منتجات القطن المصري التي تناسب بشرة الأطفال والتي يتنافسون في الخارج على شرائها لجودتها، كما ألجأ أحيانا إلى الشراء من وكالة البلح حيث تعرض المنتجات بأسعار أقل بكثير من المعروضة بالأسواق، وعادة ما أنوع في التيشرتات والقمصان والبلوزات وأكتفي ببنطلونين أو ثلاثة يتم التبادل بينها على مدار الأسبوع.

فن التفصيل

لجأت هبة عبد الغني، ربة منزل إلى موهبتها في التفصيل لتلافي أزمة الأسعار وتقول: أشترى الأقمشة من الغورية والوكالة حيث الأسعار رخيصة، وأقوم بحياكتها فى المنزل وأنفذ أحدث الموديلات مع بعض اللمسات الخاصة فتكون النتيجة جميلة جدا وبأسعار أرخص مقارنة بأسعار المحلات، وبشهادة الأصدقاء والأقارب فما أصنعه أفضل في كثير من الأحيان من المعروض بالأسواق.

وتقول أسماء نبيل، مهندسة: لفت نظري أثناء نزهة في شارع المعز وجود شباب يبيعون تيشرتات عليها رسومات تصور رموز الحضارة المصرية القديمة من آثار وكتابات هيروغليفية وعبارات وطنية مثل "تحيا مصر، وبلادي أولا" فاشتريت أكثر من قطعة لي ولزوجي وأطفالي، فهي ليست مجرد "تيشرتات" بل هي قطع ملابس تعبر عن هويتنا، كما أننا نساعد بالشراء على منح هؤلاء الشباب المبدع فرصة لتسويق منتجاتهم وفي نفس الوقت تسويق صورة حضارة بلدنا فى الخارج.

القطن المصرى

من تجارب ربات البيوت إلى ذوي الخبرة فكانت البداية مع المحللة الاقتصادية ولاء محمد عدلان فتقول: لا شك أن كافة الأسر المصرية فى حاجة إلى الترشيد فى كافة الأوجه في ظل ارتفاع الأسعار، والبند الأكثر تأثرا بارتفاع الأسعار هو الملابس، فعلى سبيل المثال شهدت ملابس الأطفال ارتفاعا ملحوظا تجاوز الضعف وهي بند ﻻ يمكن اﻻستغناء عنه، وهنا تظهر الحاجة إلى أفكار تساعد على التوفير فى أسعارها والوفاء بها في نفس الوقت،لذا يمكنا ﻻعتماد على المنتج المصري فبمقارنة مع المستورد هو أقل بكثير في السعر لكن في الجودة سنجد أنه قد يقترب منه ﻻ سيما المنتجات القطنية وهي مناسبة للصيف وفي ذات الوقت لكل الأعمار، كما يوجد منها تصميمات عصرية تناسب جميع الأذواق فهذا يساهم في دفع عجلة الإنتاج والتنمية ، وينبغى على ربة المنزل ألا تشتري في ذروة المواسم حيث تكون الأسعار مرتفعة للغاية وتنتظر حتى الأوكازيون، وأن تشتري مثلا ملابس العيد قبل شهر رمضان، ومن الأفضل الشراء من المحلات العادية وليس المولات حيث يتجاوز الفارق في السعر للقطعة الواحدة 600 جنيه وأكثر.

تقول د. زينب محمد مهدي، خبيرة التنمية البشرية:على الأسرة دور مهم في غرس القيم بنفوس أطفالها ومن ضمنها قيمة الانتماء سواء للأسرة أو الوطن، ونحن في مرحلة دقيقة بحاجة إلى تنشئة جيل واع يحب بلده، فيجب على الأم أن تشرك أبناءها في تحمل المسئولية، فإذا علمت الأم أطفالها عند شراء الملابس كيف تسهم اقتناء قطعة ملابس فى تنمية الوطن سيعرفونأهمية دورهم فى تحقيق نهضته ونمائه, كما يجب تخليص الأطفال والشباب من "عقدة الخواجة" وتوعيتهم بقيمة المنتج المصري الذي يباع في الخارج بمئات الدولارات ، لذا على الأسرة أن تجعل أولادها يحبون بلدهم بصدق حتى يحبوا كل ما تنتجه, وتشجيع شراء منتجات مشاريع الشباب، لكن يجب الانتباه أنه على الأسرة أن تبتعد عن أسلوب إجبار أولادها وفرض أشياء معينة عليهم وتتبع أسلوب عرض مميزات الشيء حتى يتقبلها الطفل أو الشاب بصدر رحب.

المصدر: كتبت : أماني ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 724 مشاهدة
نشرت فى 18 يوليو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,686,728

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز