انطلقت الفرحة فى بيوتنا مع نتائج الناجحين من الأبناء والبنات بإعلان نتائج الثانوية العامة والأزهرية والتى حصل فيها شقيقتان "توأم" على الدرجات النهائية لتحصدا المركز الأول والمكرر, وكذلك حصول الفتيات على المراكز الأولى فى القسم الأدبى ومشاركتهم فى التفوق بأقسام العلوم والرياضةبعد حصاد عناء السنين للأبناء وقبلهم الآباء والأمهات,ولكن مع هذه المجاميع المرتفعة وزيادة أعداد الحاصلين عليها ارتفع الحد الأدنى عن العام الماضىللالتحاق بالكليات عموما وخاصة كليات القمة,ولهذا علينا أن نكون رفقاء بأبنائنا ولنرحمهم من كل هذا الضغط العصبى المثقل عليهم, وقد آن الأوان لتكون نظرتنا أكثر وعيا..ونعى أن الحياة وطريق النجاح لم يعد مقصورا على كليات القمة من الطب والصيدلة والهندسة والاقتصاد والسياسة والإعلام وغيرها, فلم يعد النجاح مقصورا على الأطباء والمهندسين وخريجى هذه الكليات, بل هناك من هم أكثر نجاحا فى الحياة ممن طرقوا مجالات أخرى مختلفة تتطلبها فرص العمل المتاحة على الساحة فى مصر وفى البلدان الأخرى..وهذا مايؤكده الناجحون والناجحات من  الشباب فى الحياة.

ولتكن نظرتنا أكثر تفاؤلا, فلدينا العديد من الكليات البديلة والتى تتعانق وآفاق العصر واحتياجات سوق العمل بدلا من مجرد مسميات بكليات قد لا يجدون أنفسهم فيها..فمع ثورة الاتصالات التى نشهدها حاليا هناك  العديد من الكليات الخاصة بها.. وأيضا من لم يحالفهم المجموع للوصول لكلية الإعلام لدينا العديد لكليات الآداب التى تضم أقسام الإعلام على مستوى محافظات الجمهورية, وأيضا هناك أقسام التخاطب وتصحيح النطق والكلام التى أصبحت مهمة فى حياتنا وحياة أجيالنا الجديدة, وكذلك كليات التجارة بأقسامها المختلفة البديلة عن كلية الاقتصاد والسياسة, ولدينا أيضا كليات الحقوق باللغات المختلفة التى تتيح فرصا أكثر فى مجالات عمل مختلفة كالتحكيم الدولى, وكليات العلوم التى تخرج منها العديد من علمائنا مثل أحمد زويل, ولطفية النادى عالمة الليزر, وألفت منصور صاحبة الاكتشافات العلمية العديدة فى مجال تحويل القمامة والنفايات التى تلوث حياتنا إلى مواد مفيدة تتيح فرص عمل للشبابمع غيرهم من علمائنا الذين فضلوا هذه الكليات على كليات القمة وكانوا من أوائل الثانوية العامة, فالعبرة فى حب مانختاره لننجح ونتفوق فيه فى الدراسة والتغلب على تحديات الحياة,ومع كل هذا لدينا كليات الزراعة بأقسامها الحديثة من الهندسة الوراثية فى النبات والحيوان.

فالتحدى هو التغلب على مايواجهنا من صعوبات الحياة وتحويله إلى نجاح, وهنا نتوجه إلى أبنائنا ممن لم يحالفهم الحظ وإلى آبائهم وأمهاتهم..فالفشل ليس نهاية الحياة وعلينا ألا نستسلم لليأس والحزن والإحباط بل نتعلم من تجاربنا وتجارب الآخرين, لنغيرمنأسلوب حياتنا, وهل كان هذا الفشل نتيجة تقصير وإهمال منا, وهنا علينا أننتعرف على مواطن الضعف لنقومها  ومكامن القوة لدينا لنستفيد منها, ونتعلم كيف نعبر هذه التجربة الصعبة بالتمسك بالأمل والعمل مع الاجتهاد والمثابرة وقوة الإرادة لنقهر الفشل, ونحقق النجاح والتفوق لنصل لما نريد,  ففى الحياة سنقابل الكثير من التحديات فى العمل وليس فقط فى الدراسة ولهذا علينا أن نكون أقوياء فى مواجهته, وهذا ما أكدته مسيرة العلماء والناجحين فى الحياة.

المصدر: بقلم : إيمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 468 مشاهدة
نشرت فى 26 يوليو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,689,550

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز