حق العلاج هو نفسه فريضة الحق في الحياة التي نحن مطالبون جميعا بالدفاع عنه في مواجهة المرض الذي قد يباغتنا في أي وقت من الأوقات ويحولنا إلى كائنات واهنة تنتظر من يحنو عليها ويأخذ بيدها في رحلة مرض شرسة، وكان الطبيب العلامة علي باشا إبراهيم وزير الصحة الوطني قبل ثورة يوليو 1952، ينصح تلامذته بعبارة انتشرت في الأوساط الطبية بحكمته الأثيرة: "المرض مصيبة فلا تجعلها اثنتين بأتعابك التي تثقل كاهل المريض وأسرته"، وانتبهت الدولة المصرية فيما بعد في عهدها الجديد بعد 52، إلى ذلك الضيف الثقيل ـ المرض ـ الذي لا يفرق بين موسر وفقير، فتوسعت في بناء المستشفيات العامة والتعليمية التابعة للجامعات، ولكن جاء وقت تراخت فيه الدولة عن دورها وواجبها الأصيل في حماية مواطنيها ولاسيما أهالينا البسطاء الذين لا يملكون مدخرات تمكنهم من مواجهة وحش المرض الكاسر.
بعد ذلك جاءت ثورة الثلاثين من يونيو، وهي العلامة الفارقة في تاريخ مصر الحديثة التي جاءت بمبادئها العادلة، ولاسيما مبدأ "الكرامة" لكل المصريين وحقوقهم الأصيلة في الحياة الكريمة، وهو ما شدد عليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وأكد عليه بوضوح تام دستور البلاد، وكانت ملحمة التأمين الصحي الشامل من بين أهم أولويات المواطن والدولة على حد سواء، وجرى العمل بتوجيهات سياسية عليا على سرعة تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل والقضاء على قوائم الانتظار بالمستشفيات خلال 6 أشهر، وكان معلوما للقاصي والداني أن القيادة السياسية كانت تضعهاكأولى اهتماماتها بسبب خصوصية القضية وعدالتها، ومن بين أهم أهدافها وخطواتها الأولى هو القضاء على قوائم الانتظار فى المستشفياترحمة بالمواطنين المرضى الذين كانوا يعانون ويتألمون وسط حالة عجز بين من الدولة التي مرت بسنوات من أصعب ما يمكن،وآن الأوان لأن تحقق العدالة والرعاية الواجبة لمواطنيها، خاصة بعد أن علا البناء وأصبحنا على مشارف نهضة غير مسبوقة في كل نواحي النماء.. إنها قضية الساعة التي تواكبها "حواء" بعين يقظة وقلب مفتوح على أحد إنجازات هذا العصر.
ساحة النقاش