حرص د. محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، منذ توليه منصبه الجديد على إحداث نقلة نوعية فى عدد من المجالات المهمة كان فى مقدمتها تغيير أسلوب الامتحانات لتعتمد على الفهم والتفكير لا الحفظ والتلقن، والسعى إلى تغيير طريقة تفكير الطالب الجامعى وتوجيهه نحو المشروعات الخاصة، بالإضافة إلى الاهتمام بالمستشفيات الجامعية..
«حواء » التقت د. الخشت لتتعرف منه عن آخر المستجدات فى جامعة القاهرة واستعداداتها لاستقبال الطاب الجدد، والكليات والمعاهد التى تم إلحاقها مؤخرا بالتعليم العالي، فكان لنا هذا الحوار..
- كيف نجحتم في القضاء على مشكلة تسرب الامتحانات هذا العام؟
اتخذنا العديد من الإجراءات التي ساعدتنا على أن تمر الامتحانات هذا العام دون تسريب، منها حظر تداول الامتحانات على أي وسائل إلكترونية، وعدم كتابتها على أي أجهزة متصلة بالكمبيوتر، وأن يقوم الأستاذ بنفسه بوضع الامتحان وطباعته، بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية حيث تم تأمين المباني بشكل كامل والبوابات والمناطق المحيطة بالجامعة، وقد ساعد على تنفيذ ذلك وضع الامتحان وفق مواصفات الورقة الامتحانية التي تقيس قدرات الطالب على الفهم والتحليل والمقارنة والابتكار والإبداع، بالإضافة إلى إضافة سؤال حل المشكلات على كافة الامتحانات لتعليم الطالب طريقة التفكير العلمية.
- وماذا عن نظامي "البابل شيت، والتعليم المدمج"، وهل أثبتا نجاحهما هذا العام؟
بداية يهدف "البابل شيت" إلى قياس قدرة الفهم لدى الطالب، وهو جزء من الامتحان ولكننا لا يمكن أن نعتد عليه في كافة جوانب الامتحان لأننا نريد قياس قدرة الطالب على الفهم والتحليل والمقارنة، أما عن نظام التعليم المدمج فقد نجحنا في إطلاق 13 برنامجا جديدا والدراسة منتظمة فيه حتى الآن، واستطعنا أن نتحول من نظام التعليم المفتوح إلى التعليم المدمج.
- ما دور الجامعة في مرحلة التنسيق؟
تتم مرحلة التنسيق بالتعاون بين الجامعة ووزارة التعليم العالي حيث نوفر كل سبل الدعم لإتمام عملية التنسيق بنجاح، كما لدينا 3 مكاتب تنسيق بالجامعة بكليتي الزراعة والهندسة ومعهد الإحصاء، وفيما يتعلق بالقبول أقر مجلس الجامعة مجموعة من قواعد التحويلات منها اشتراط بعض الكليات حصول الطالب على امتياز للتحويل إليها مثل كليات الطب والهندسة، كما أن الكليات التي تحتاج إلى اختبارات قدرات يتم العمل بها على أكمل وجه مثل كلية التربية النوعية الخاضعة لاختبارات القدرات التي تقيس بها مستوى الطلاب.
- وماذا عن البرامج الدراسية الجديدة بالجامعة؟
تعمل مؤسسات الدولة بشكل متناسق لتحقيق هدف واحد وهو النهوض بالعملية التعليمية، ولدينا في جامعة القاهرة حوالي 26 برنامجا دراسيا جديدا في كليات الهندسة والآداب والاقتصاد والعلوم سياسية والحقوق والإعلام والزراعة، وهو أمر غير مسبوق، ومن هذه البرامج درجات علمية مشتركة مع جامعات أجنبية مثل السربون وكمبيردج، ولأول مرة يطبق نظام الساعات المعتمدة بكلية الآداب.
- هل هناك تطوير بشأن المدن الجامعية؟
نعمل على إعادة تأهيل المدن الجامعية، حيث تم الانتهاء من تأهيل 8 مباني وجارى العمل بـ 5 مباني أخرى، إلى جانب تجديد المطاعم والمعدات الخاصة بها، لذا أود أن أؤكد أن الطالب سيجد نظام إقامة أفضل بكثير من العام الماضى.
- وهل هناك منح مجانية للأوائل من طلاب الثانوية العامة؟
سيتم تخصيص 180 منحة مجانية لأوائل الثانوية العامة شاملة المصروفات الدراسية والكتب والإقامة والتغذية بالمدينة الجامعية للستين الأوائل في كل شعبة بالثانوية العامة، كما تشمل المنح الالتحاق ببرامج الساعات المعتمدة والدرجات العلمية المشتركة والأقسام باللغات الأجنبية.
- كيف سيتم الاستعداد لانتخابات الاتحادات الطلابية؟
حرصنا العام الماضي على الحفاظ على مسيرة الديمقراطية واختيار الطلاب لمن يمثلهم بحرية، وقد أثبت الاتحاد الطلابي أنه قادر على أن يكون مثلا مشرفا لجامعة القاهرة وهذا ما سنحرص عليه هذا العام أيضا .
- وماذا عن تغيير اللوائح الدراسية؟
تم تغيير 17 لائحة حتى الآن من اللوائح الدراسية بالإضافة إلى تعديل 22 لائحة في عام واحد، إلى جانب المشروع الثقافي لتطوير العقل المصرى لأنني مؤمن أن مصر لن يحدث بها نهضة إلا بعد تغيير طرق التفكير من خلال تغيير النظم التعليمية المختلفة وتعليم الطالب طرق التفكير العلمية.
- وما دور مجلس الثقافة والتنوير في تحقيق هذا الهدف؟
كان أول سبلنا لمشروع تطوير العقل المصري هو إنشاء مجلس الثقافة والتنوير وضم نخبة من كبار الكتاب وقادة الرأي المثقفين، وقد أعددنا وثيقة جامعة القاهرة للتنوير التي أوضحت هوية الجامعة والتغيير نحو المدنية والعقلانية وتأسيس تيار عربي عقلاني نقدي قوي لمقاومة الإرهاب والتطرف الفكري والتأكيد على فكرة تكافؤ الفرص والمساواة والعدالة، فوثيقة التنوير جزء من تطوير العقل المصري .
- تميزت الجامعة هذا العام بنشاط ثقافي غير معهود، فكيف تم ذلك؟
نركز بشكل عام على تفعيل الدور الثقافي مثل الصالون الثقافي للجامعة الذي استعاد دوره بمناقشة موضوعات مهمة تساعد الطالب على التغيير إلى طريقة علمية، وخلال فترة الإجازة الصيفية أعددنا معسكر قادة الرأي على مدار 6 أسابيع استفاد منه 600 طالب لمساعدتهم على تغيير طريقة التفكير.
- هل أوشك حلم الانتهاء من إنشاء جامعة القاهرة الدولية على التحقق؟
تم الانتهاء من كافة الرسومات الهندسية للجامعة وعمل دراسة الجدوى المالية ووضعنا التصور الأكاديمي، فهي تبني على قدم وساق والعمل على الانتهاء من إنشائها سريعا وهذا سيساعدنا على الانتقال بنقلة نوعية لجامعة الجيل الثالث.
- وهل حقا جامعة القاهرة تتبنى فكرة تعليم الطلبة ريادة الأعمال؟
بالفعل نحن نعلم الطلبة فن ريادة الأعمال بكيفية اختيار مشروع صغير خاص به في ضوء إمكانياته المتاحة وتعليمه كيفية عمل دراسة جدوى وتطويره، وهذا جزء من تغيير طريقة التفكير وهي البعد عن فكرة الوظيفة الميري والاتجاه إلى إقامة المشروعات المفيدة والمنتجة للشباب التي يحتاجها سوق العمل.
- ما المشروعات الجديدة التي تعمل على إنجازها جامعة القاهرة؟
مشروع معهد الأورام الجديد لزيادة القدرة الاستيعابية للمعهد بنسبة 30 %، وتطوير مستشفيات قصر العيني بتكلفة تبلغ 5 مليار جنيه، ومستشفى أبو الريش الجديدة وتطوير المكتبة التراثية والحرم الجامعي.
ساحة النقاش