نقرأ كل يوم عن حوادث تشيب لها الأبدان من قتل واغتصاب ونجد أن أصحاب هذه الجرائم دائما يكونون عاطلين ولم يأخذوا حقهم فى التعليم مثل الآخرين, ونلتمس لهم الأعذار بسبب جهلهم حتى نخفف من شدة تأثرنا بهذه الجرائم التى يقع أصحابها تحت تأثير المخدرات والجهل والإدمان والفقر, وحتى لا نعمم هذه السلبيات على أخلاق الشعب المصرى الأصيل..

ولكن مع هذه الجريمة التى هزت مشاعرنا وأدمت قلوبنا وبسبب بخل الأب الشديد بطلها طفل صغير عمره 14 عاما دفع عمره بسبب وصلة تعذيب قام بها أستاذ الطب الذى ينتمى إلى جامعة الأزهر فى مدينة دمياط، أستاذ الطب الذى أقسم بعد تخرجه على قسم أبقراط ليعامل المرضى برحمة وإنسانية ودرس كتاب الله فى الأزهر الشريف كل هذا لم يغير من سلوكه العدوانى ونفسه البخيلة الشحيحة التى تجردت من مشاعر الرحمة والإنسانية والأبوة وضرب ابنه الطفل الصغير حتى لفظ أنفاسه وقام بإلقاء جثته فى مكان مهجور, والقصة تبدأ عندما وضع الطبيب نهايتها المؤلمة والمحزنة عندما دخل منزله فى مدينة دمياط الجديدة مساء وأخبرته زوجته أن هناك 400 جنيه وجنيهات ذهبية اختفت, وأن أحد أبنائهما الثلاثة هو السارق, فماذا حدث مع الأب المجنون الذى فقد عقله؟! احتجز أولاده الثلاثة وتعدى عليهم بالضرب, واتهم الأشقاء شقيقهم الأكبر بالاستيلاء على المبلغ فقام الأب بفك سير موتور غسالة مثبت به مفك حديد لإحكام السيطرة عليه وانهال بالضرب على ابنه الأكبر حتى سقط فى حالة إعياء مساء الخميس الماضى, وتوجه الأب إلى صلاة العشاء, وعقب الانتهاء وعودته إلى المنزل فوجئ الطبيب المحترم وأستاذ الجامعة الذى يعلم تلاميذه الطب أن ابنه الطفل صاحب الـ 14 عاما لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بوصلة التعذيب التى استمرت نحو 36 ساعة، وحمل جثمان ابنه المسكين والقى به فى مكان مهجور وأبلغ الشرطة أن ابنه اختفى لعدة ساعات وعثر عليه مقتولا، وعقد مدير الأمن فى دمياط اجتماعا موسعا مع فريق البحث, وبمناقشة الأب والأم وأشقاء الضحية اعترفوا على الأب.

شقة سكنية هادئة تحولت إلى سلخانة تعذيب طفل صغير على يد والده الطبيب المفروض يخفف آلام المرضى، هذا الطبيب لابد من شنقه حتى لو كان الابن سرق، ألم يسأل الطبيب نفسه لماذا سرق ابنه هذا المبلغ التافه من دولابه, ربما نتيجة الحرمان الذى كان يعيش فيه الطفل، وأعتقد أن مبلغ 400 جنيه لا تشترى حتى بنطلون الآن ربما يكون الطفل أخذ المبلغ وبعلم إخوته من أجل شراء أكلة نفسهم فيها, وبسبب حرمان والده لهم وبخله الشديد فهذا الأب بخيل فى ماله ومشاعره وبالتالى رغم أنه وصل إلى أعلى المناسب إلا أنه شحيح فى العواطف والإنسانية والتفكير، والحوار، يقتل ابنه من أجل مئات الجنيهات ويذهب للصلاة فهؤلاء لا يريد الله منهم لا صلاة ولا صوم ولا نقول إلا منهم لله.. وحسبى الله ونعم الوكيل.

وأين دور الأم وهى ترى زوجها ينقض على ابنها، لماذا هذه السلبية المفرطة؟! فالقطة تدافع عن ابنها وتتحول إلى أسد لحمايته والدفاع عنه، فهى أيضاً مشتركة فى الجريمة ولو كانت حازمة لأوقفت هذه المذبحة من بدايتها ولكن شخصيتها الضعيفة هى التى وصلت حال الأسرة إلى هذه النهاية المؤلمة.

فلابد أن يأخذ هذا الأب الذى تجرد من مشاعر الأبوة والإنسانية أقصى عقاب وهو الإعدام شنقاً, وإن كانت هناك عقوبة أقصى من الإعدام لطلبت أن توقع على هذا الأب غير الأمين مع ابنه .

المصدر: بقلم : فاتن الهوارى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 445 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,831,936

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز