يا بنت بلدى قالت.. نعم أنا من اللواتى يطلق عليهن لقب عانس! نعم سنى 36 سنة ولم أتزوج حتى الآن ولست جميلة بل يقولون أننى مقبولة.. لكننى أثق فى نفسى ثقة كبيرة وأفتخر بما أنجزته فى حياتى, فأنا فى مركز مرموق وكل الناس يحبوننى لذلك لا أهتم بما يقولونه عن زواجى من عدمه ولن أمتثل لمطالب أبى وأسرتى ولن أتزوج ممن يريدون لى أن أتزوجه ولو علقوا لى المشنقة, فأنا الوحيدة التى تعرف أنه رجل لا يصلح للحياة نفسها حتى ولو كانت فلوسه كثيرة ومغرية لأى فتاة صغيرة وليست كبيرة السن وعانس وليست جميلة!
***
قالت مرفت 36 سنة: أرجو أن تصدقى كل كلمة أقولها لك فليس من مصلحتى أن أكذب أو أدعى شيئاً ليس حقيقيا, وليست هناك فتاة على ظهر هذه الأرض لا تريد أن تتزوج وتكون لها أسرتها الخاصة, من هنا فإننى أرجوك أن تصدقينى وأن تثقى أنه ليس فى حياتى رجل أرفض الزواج من أجله أو أى سبب يدعونى لرفض هذا الرجل سوى ما شاهدته وعاصرته وأشهد ربى عليه وهو السميع البصير!
***
قالت مرفت.. سأحكى لك كل التفاصيل ولكن باختصار لأن الحكاية كبيرة! أنا الأخت الكبرى لعائلة متوسطة الحال تتكون من الأب وهو موظف فى أحد دواوين الحكومة, وأم ربة بيت طيبة جداً, وثلاثة أخوة وأنا كبيرتهم, تلينى أختى التى تصغرنى بعامين, ثم أخى الأصغر وهو آخر العنقود وهو إنسان جميل ومهذب ومجتهد ومحب لإخوته, ونشأت محبة للدراسة والعلم ولم يمنحنى الله جمالا أخاذا بل منحنى ذكاء وقدرة على استيعاب الدراسة والعلوم المختلفة، أما أختى التى تصغرنى فقد كانت جميلة وطيبة وكان استيعابها للدراسة قليلا حتى قالوا عنها إنها (مش بتاعة مدارس), ومن هنا حصلت على الإعدادية وتعثرت فى الثانوية العامة ولم تحصل عليها بينما كنت قد حصلت على الثانوية العامة بتفوق ودخلت كلية الهندسة وكنت من الأوائل رغم أنها من الكليات الصعبة خاصة فى أول وثانى سنة من الدراسة! وقررت أن أكون من أنبغ المهندسات فى مصر, فالهندسة دراستى وعشقى وهوايتى أيضاً, وذات يوم تقدم أحد الجيران إلى والدى طالبا يد أختى حنان الجميلة, وأسرته معروفة بأنها أسرة ثرية يعملون فى التجارة والتصدير ومعروف أن ابنهم الأكبر مراد يعمل مع والده فى مكتبه, وأن والده وأمه يدلانه كثيرا بصفته الابن البكرى لهما, وتضاربت الأقوال حول حصوله على شهادة جامعية لكننا عرفنا فيما بعد أنه كان قد التحق بكلية التجارة ولم يكمل تعليمه.. المهم أن والدى كان بصدد أن يرفضه لأنه اختار الأخت الصغرى إذ وأنه يرفض زواج الصغيرة قبل الكبيرة, لكننى صممت على أن هذا الموضوع لا يهمنى فى شيء وأنه لا مانع لدى من زواج أختى الصغيرة قبلى, خاصة أنها كانت لا ترغب فى استمرارها فى الدراسة وأنها ترحب بالزواج هربا من التعليم !
***
واستطردت مرفت.. وتزوجت أختى الجميلة من الشاب الثرى وكانت تحكى لى كل شيء عن حياتهما! للأسف كان مثالا للشاب المدلل الذى لا يحمل أية مسئولية, ينام النهار ويصحو الليل ويتعاطى المخدرات بكل أنواعها ولا يأبه بأى شيء سوى نفسه ومتعته الشخصية ولا يهتم بالمستقبل ولا حتى بالولدين اللذين أنجبتهما أختى إلى أن اعتلت صحتها وفقدت الكثير من وزنها وكانت دائمة البكاء عازفة عن تناول الطعام لإصابتها بالاكتئاب, حتى أن والدى ووالدتى أصابهما القلق والكدر من أجلها, لكنها كانت لا تحكى لأحد عن همومها إلا لى أنا وحدى!
وقرر والدى أن يصحبها إلى الطبيب ويجرى لها كافة التحاليل وكانت المفاجأة الأليمة التى زلزلت كياننا!
الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية!
ساحة النقاش