كنت قد شرفت بتلقي دعوة كريمة للمشاركة في المؤتمر الوطني السادس للشباب، ولم تكن المرة الأولى التي أشارك فيها في حضور فعاليات هذا المؤتمر الوطني العملاق منذ انطلاقه، ولكنها كانت وبالتأكيد أكثر اختلافا فعدد الشباب المشارك يتزايد مع كل دورة ورؤاهم وأفكارهم المعرفية تختلف بل وتأخذ منحى أكثر إيجابية، هذا بجانب أن تمثيلهم لمختلف الانتماءات والتوجهات والرؤى يعني أننا نسير على الطريق السليم، ولا عجب في هذا فمنذ تولى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم ونحن نعيش عصرا مختلفا، أراه من وجهة نظري ذهبيا للمرأة والطفل والشباب، فبعد عصور طويلة كنا نعاني فيها الإهمال وعدم المشاركة بل وترك أولادنا فريسة للاستقطاب واللعب بعقولهم من قبل المحيطين بهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، أصبحنا نجد هؤلاء الشباب في بؤرة الضوء، فمشروعات عديدة تنطلق من أجلهم وبرامج مختلفة تستهدفهم فما بين البرنامج الرئاسي لإعداد الشباب للقيادة والذي أهل الكثيرين بالفعل لتقلد العديد من المناصب الإدارية العليا، ومؤتمرات الشباب بدوراتها العديدة,وفرصهم المتضاعفة في الحصول على فرصة عمل من خلال المشروعات القومية العملاقة التي يجرى العمل بها على قدم وساق، وهو نفسه ما تحقق من خلال التسهيلات التي أجريت على قروض المشروعات المختلفة بما يساعدهم في بناء حياتهم على أسس سليمة، وتقدمهم الصفوف وبتوجيهات القيادة السياسية في الحصول على وحدات الإسكان الاجتماعي ، بل وإتاحة فرصة المشاركة السياسية الفعالة أمامهم وهو ما ترجمته وببساطة نسب تمثيلهم داخل البرلمان المصري، فالأمر لا يتوقف عن حد أبنائنا من الشباب، فالأطفال أيضا كانوا ومازالوا لهم نفس الدرجة من الاهتمام والرعاية، فمنذ فترة زمنية بسيطة حاولنا كمجلة حواء أن ندعم برنامج "حماية الأطفال بلا مأوى" - الذي يستهدف مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع وإعادة تأهيلهم اجتماعيا ونفسيا بل ودمجهم مرة ثانية في كافة مناحي المجتمع، وتنفذه وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع صندوق تحيا مصر تحت رعاية سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي -من خلال اصطحاب الأطفال الذين تم دمجهم بالفعل تحت مظلة البرنامج في نزهة ترفيهية بعد نهاية العام الدراسي، وأعترف أنني وجدت تغييرا ملحوظا في تكوينهم بل وانتمائهم الوطني، فمن خلال حواري معهم وجدت مشاعر جديدة من الحب للوطن والشعور باحتضانه لهم بل وغيابا لمشاعر الكراهية والنقمة والرغبة في البعد عن الآخرين، فقد عاد هؤلاء الأطفال فعليا إلى حضن الوطن أصبح منهم من يتلقى تعليما ومن يواجه الأمية استعداد لإكمال تعليمه والآخر الذي يتعلم حرفة، أصبحوا وببساطة مواطنين مصريين كنا جميعا ولسنوات عدة نحاول أن نضع أيدينا على مشكلاتهم ونبحث عن علاج لأوضاعهم ولكن دون فائدة، والأمر لا يتوقف عند حد هذا المشروع القومي الذي نجح في التغلب على مشكلة كانت ومازالت عالقة بل وتهدد كيان المجتمع لفترة زمنية طويلة، فهناك أيضا ما بذل من جهد مشكور وبتوجيهات من القيادة السياسية لمواجهة مشكلات عدة كانت تهدد أطفالنا كختان الإناث، والعنف ضد الأطفال والزواج المبكر وغيرها، كل هذا في النهاية يعني أننا أمام عصر يعنى فعليا بشأنك وشأن أبنائك في كافة مراحلهم العمرية، سواء كانوا أطفالا أو شبابا، إناثا أو ذكورا، وهو ما يعني أن المستقبل أمامهم أصبح أفضل وأنك أصبحت أكثر شعورا بالاطمئنان عليهم، ولكن كيف يمكنني ويمكنك إكمال هذا وحمايتهم بصورة أكبر، الأمر يبدأ من الأسس التي ينبغي عليك أن تزرعيها في نفوسهم من خلال صداقاتك لهم ومشاركتك إياهم كافة أنشطة حياتهم، فعلميهم يعني إيه وطن، علميهم أنهم لم يعودوا بحاجة للهجرة والفرار للخارج لهثا وراء أي حلم زائف، فالآن أصبح لديهم من يحتويهم,أصبح المستقبل أكثر إشراقا,أصبحت هناك فرص عمل في مشروعات قومية عملاقة، أصبح هناك حوار مفتوح يجمعهم وقيادتهم السياسية ومسئولي دولتهم يستطيعون من خلالهأن يطرحوا أفكارهم ورؤاهم ويعبرون عن أحلامهم وطموحاتهم، علميهم أن الجلوس أمام مواقع التواصل الاجتماعي بالساعات لتبادل الشائعات والأخبار المغلوطة أصبح لهم بديل ألا وهو الدخول على مواقع البرامج التي تستهدفهم كالبرنامج الرئاسي لإعداد الشباب للقيادة ومؤتمرات الشباب وغيرهما، فمن خلال هذا سيصبح لهم مكان ودور في هذا الوطن، فليقتنصوا هذه الفرص الذهبية ويوجدوا مكانا لهم على أرض هذا الوطن.

كل هذا تستطيعين تحقيقه ببساطة من خلال صداقتك لهم دون توجيه مباشر أو أوامر ستلقى بالطبع الرفض وعدم القبول، بل يمكنك تغليف هذا كله من خلال نزهة لمكان أثري أو وطني  مكان يحمل عبق مصر كالمتاحف والقلعة والأهرامات ونهر النيل وغيرها، من خلال ملابس ستشاركيهم اقتناءها وتختارينها قبلهم لأنها تحمل لمحات من هذا الوطن، تحمل صورا لشهدائنا من الجيش والشرطة، تحمل صورا من أماكننا الجميلة، تحمل ببساطة روح مصر.

فإذا كانت القيادة السياسية قد بدأت وعنيت بهم فأكملي دورك وكوني معهم حتى توجيهم لبر الأمان.

المصدر: بقلم : سمر الدسوقى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 428 مشاهدة
نشرت فى 8 أغسطس 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,811,719

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز