إلى حواء، صفحة يحررها قراء حواء.. أرسلوا لنا تعليقاتكم، آراءكم، وإبداعاتكم المختصرة شعرا ونثرا.. ناقشوا ما قرأتموه عبر صفحاتنا أو قدموا اقتراحاتكم وشاركونا أفكاركم.
و ذلك عبر الإيميل : [email protected]
فى شارعنا اثنان من باعة الفاكهة، يبيعان نفس الأصناف تقريبا فى محلين متشابهين فى التجهيزات والمساحة، أحدهما يبيع عشرة أضعاف الآخر وربما أكثر رغم أنه لا يبيع بسعر أقل بل أحيانا تكون الفاكهة لديه أعلى سعرا عن الآخر.
عندما لفتت نظرى هذه الحالة، قلت لنفسى إنه الرزق ولا حيلة فيه، ورغم أن ذلك صحيح إلا أنني بدأت ألاحظ فارقا بينهما، واكتشفت مع المقارنة ومرور الأيام أنه فارق جوهرى جدا، فأحدهما يكلم الناس بلطف، صادق ومبتسم دائما، يكشف عيوب سلعته إذا كان فيها عيوب قبل أن يبيعها، أراه فى أى وقت أمر به واقفا ينتقى الحبات الفاسدة أولا بأول، ويبعدها عن باقى
الفاكهة حتى لا تفسد غيرها، وبالطبع هو الذى يبيع أكثر فلا تتبقى عنده الفاكهة لليوم التالي، فتصبح سلعته «صابحة » طازجة دائما.
الآخر على العكس تماما، كسول، لابد أن يضع لك فى الكيس بعض الحبات الفاسدة، وإذا عاتبته على ذلك يرد بأنه لن يأكلها هو، ومن البداية لا يجتهد فى انتقاء سلعة جيدة يبيعها للناس، ميزانه غير دقيق، متذمر وغاضب دائما لاعتقاده أن حظه فى الدنيا قليل.
إن حال هذين البائعين كثيرا ما نراه فى مختلف مجالات الحياة، وحين أفكر فى الأمر أتوصل إلى نتيجة مفادها أن الأخلاق الحسنة الطيبة تجلب لصاحبها الرزق الواسع والمحبة بين الناس، فهل تتفقون معى فى ذلك؟
تهاني أسامة – القاهرة
ساحة النقاش