الأزهر الشريف وشيخه الجليل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, افتتح منتدى شباب صناع السلام الذى نظمه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة الإنجليكية فى بريطانيا فى حوار واحتكاك مباشر بين شباب الشرق والغرب التى أطلق مبادرتها الإمام الأكبر قبل عدة سنوات بهدف مد جسور الحوار والتعاون بين الشرق والغرب, حيث تم الاتفاق خلال جولة الحوار السابقة بين الأزهر وأسقفية كانتربرى قبل عامين فى أبوظبى على أن يتولى نخبة من الشباب أصحاب المبادرات الخلافة قيادة الجولة الحالية من الحوار فى محاولة لتنسيق الجهود وتوحيد الرؤى تجاه القضايا المعاصرة كالمواطنة والسلام ومواجهة الفكر المتطرف, وشارك فى المنتدى 25 شاباً من أوروبا قامت باختيارهم أسقفية كاتربرى بلندن, و25 شاباً من العالم العربى قام باختيارهم الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين من عدة دول عربية, مع الحرص على تنوع مشاربهم الدينية والتعليمية والثقافية بما يعكس ثراء الشرق وتعدد جذوره الفكرية والثقافية, فالشباب هم أقدر الناس على صنع السلام وتعمير العالم, وقام الإمام الأكبر وكبير الأساقفة بتوزيع شهادات التقدير على المشاركين فى المنتدى معربين عن أملهما فى أن يقوم الطلاب بنقل الخبرات والمهارات التى تعلموها إلى بلدانهم وأن يصبحوا دعاة للسلام والتعايش والحوار, والشباب هو الأقدر على حمل شعلة الحوار والتقاء الغرب والشرق على مصلحة واحدة إنسانية مشتركة ومن أجل بناء عالم أفضل يعيش فيه الجميع بخير وسلام.
فالشباب هم أقدر الناس على صنع السلام وتعمير العالم والأزهر الشريف دائماً مهموم بمشكلات الإنسان مهما كان دينه أو لونه, والأزهر أول ما انتبه لأهمية صنع السلام العالمى وبادر بالحوار مع الفاتيكان.
وقال شيخ الأزهر فى كلمته أنه ينتمى إلى جيل يمكن تسميته بجيل ضحايا الحروب فى الشرق العربى والإسلامى, فالإرهاب لم يبق أى آدمى على ظهر الأرض آمناً على نفسه وأسرته بعد هجمات 11 سبتمبر, وأصبح الإسلام الذى يدعو للسلام والإخاء الإنسانى مصدرا للهواجس والهلوسات.
و"الإسلاموفوبيا" ظاهرة متهافتة ومصنوعة, والمسلمون كانوا ولا يزالون هم ضحايا الإرهاب, والإرهاب لا يمثل الأديان ولا المؤمنين وهو أشبه بحالة انحراف فكرى ومرض نفسي وواجبنا هو التصدى له وتحرير الأديان من قبضته بكل ما أوتينا من قوة, وغياب الدين وقيمه وأخلاقه هو السبب الأكبر فى شقاء الإنسان المعاصر واضطرابه, وللأسف توجد سحب سوداء تلوح فى الأفق اليوم بسبب تطبيق نظريات سياسية مثل صراع الحضارات ونهاية التاريخ, وإن الله الذى خلقنا برحمته ولطفه لن يترك خلقه لعبث المستهترين وألاعيب الشياطين, وإنه قادر على أن يهيئ من الوسائل ما يكفى للعودة بالإنسان إلى شاطئ السلام, والشباب هم موضع الأمل ومعقل الرجاء.
هذا هو دور الأزهر الذى تعرفه دائماً وهو فتح نوافذ الحوار مع الجميع لترسيخ قيم السلام والتعايش.
ساحة النقاش