أحب أن أوضح أن لقب مقاتل ليس بالدوري أن يلقب به الفرد أو الشخص المحارب على جبهة القتال أو في مواجهة عسكرية.. وإنما المقاتل أو المقاتلة هنا في الشخصية القيادية التي تعمل في جميع الأجواء وجميع الاتجاهات في توقيت واحد دون كلل أو ملل وبأقل الإمكانيات, وشخصيتنا هنا هي السفيرة نبيلة مكرم, وزيرة الهجرة وشئون العاملين بالخارج, فها هى تعمل بأقل الإمكانيات ودائما تعمل حتى ولو كان العمل من داخل سيارتها, فدائما لا يشغلها أى ظروف تمنعها من إتمام عملها, مؤكدة أن النجاح الشعبى لهذه المبادرات لم يأت من فراغ إنما هو نتاج عمل فريق بالكامل حتى نصل إلى أعلى مستوى لتحقيق المراد من هذه المؤتمرات وجعل الشعوب الثلاث في انتظار ما هو آت تحت مظلة "نوستوس"، مؤكدة أن من أهم الخطوات القادمة لإحياء الجذور هي دمج الشباب وإعطاءهم الفرصة لمناقشة قضايا متنوعة تهم الثلاث دول والاستماع إلى أفكارهم ورؤياهم، مشيرة إلى أنه بعد انتهاء فعاليات النسخة الأولى لأسبوع إحياء الجذور، تمت دعوتها إلى البرلمان المصرى لمناقشة الخطوات القادمة, وأنها تلقت الدعم التام والتشجيع من لجنة السياحة بالبرلمان.
وأوضحت أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع الثلاثي على التركيز فى النسخة الثانية على الشباب من أبناء الجيل الثانى والثالث، لذلك سيتم إطلاق أسبوع إحياء الجذور للشباب "Nostos the Youth" في مطلع سبتمبر القادم ليشمل طلبة جامعيين وحديثي التخرج أعمارهم تتراوح ما بين 18 و25 عاما من أبناء مصر وقبرص واليونان، فضلا عن إطلاق نسخة أخرى من "نوستوس للشباب" لأبناء الدول الثلاث فى إنجلترا فى نهاية أكتوبر القادم.
وأضافت "مكرم" أنه خلال الفعالية سيتم عمل زيارات سياحية وثقافية لهؤلاء الشباب 4 أيام في كل دولة، وفي نهاية كل زيارة سيتم عقد منتدى لمناقشة ملاحظاتهم وأفكارهم وتوصياتهم، ومن ثم رفع هذه التوصيات إلى الثلاثة رؤساء لبحثها والاستفادة منها في تحسين العلاقات التجارية والثقافية والسياحية بين تلك الدول.
وأشارت "مكرم" خلال زيارتها إلى أن الوزارات المعنية بالأمر في مصر وقبرص واليونان ستقوم بإعداد قائمة بأسماء الشباب الذين سيتم اختيارهم من كل دولة للمشاركة في مبادرة "نوستوس للشباب"، مشددة على أنها متحمسة بشدة لدمج الشباب لكونهم نواة المستقبل وأهمية تمكينهم والاستماع لأفكارهم والحرص على أن يفهموا طبيعة العلاقات بين الثلاث دول والحفاظ عليها وتطويرها فكانت هذه المبادرة التي أطلقتها السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الثالث من أكتوبر العام الماضي، خلال مؤتمر صحفي لملتقي الجاليات بين مصر واليونان وقبرص والذي تنطلق فعالياته مع تفتح زهور الربيع القادم تحت شعار "العودة للجذور", حيث سيتناول هذا الملتقي زيارة للأماكن التي تحمل ذكريات الجاليات من الدول الثلاث ومكان نشأتهم ومدارسهم التى كانوا بها وغيرها من الأمور المفرحة.
وكانت قد توجهت السفيرة نبيلة مكرم إلى دولة اليونان لاستكمال المبادرة حيث تلتقي كل من فوتيس فوتيو المفوض الرئاسي للشئون الإنسانية والقبارصة المغتربين، تيرانس نيكولاس كويك نائب وزير الخارجية اليوناني، في اجتماع ثلاثي للتنسيق حول أسبوع الجاليات المقرر إقامته في مصر برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيريه اليوناني والقبرصي, وكان أول المواقف ظهرت مع المصريين بالخارج فى أثينا حينما التقت "مكرم" بهم خلال زيارتها للجالية المصرية بأثينا للوقوف على أي مشكلات تواجههم، وعرض التحديات والإنجازات التي تعاصرها مصر خلال المرحلة الراهنة, وتم اختيار مدينة الإسكندرية ليقام فيها هذا الملتقى عروس البحر المتوسط وأجمل مدينة التي كان يطلق عليها "بوابة بين عالمين"، و"عاصمة العالم"، كي يخرج بالصورة التي تليق بمصر وحضارتها، وأيضا علاقتها الممتدة بشعوب اليونان وقبرص المتأصلة عبر التاريخ البشري والإنساني.
وفى أثناء الاحتفالية قال تيرانس نيكولاس كويك، نائب وزير الخارجية اليونانى، إنه يعيش حلما ولم يكن يتوقع نجاح هذه الاحتفالية عندما اتصل به وزير الخارجية اليونانى، وقال له أن يبدأ حوار المغتربين مع مصر، موضحاً أنه شعر بأنه قدم له هدية، قائلا: "إننى أشعر أن مصر هى بلدى الثانى لسببين", وأوضح كويك خلال كلمته أثناء إطلاق مبادرة "العودة للجذور": إن السبب الأول هو أنه يشعر بتأثر بالغ أن ابنه البكر ولد وكبر فى بورسعيد فإن ابنه يونانى مصرى، مضيفا أن السبب الثانى هو أن مصر التى يعشقها تجول فيها ثلاث مرات وقام بعمل 45 فيلما تسجيليا، مردفا: "أعشق مصر وأشعر فيها بالأمان أكثر من أى بلد آخر فى العالم, وتوجهه بعظيم الشكر للوزيرة نبيلة مكرم التى عملت بجد وإخلاص على توثيق العلاقات بين الدول الثلاث, وأضيف أخيراَ أن الوزيرة المقاتلة تعزف على أوتار المصريين في الخارج ولا تنساهم فهم أبناء هذا الوطن وهم خير رسل لنا فى الخارج ويمثلو هذه الدولة العريقة التى يعرف الجميع مقدارها, فأخيرا أتوجه بالشكر لهذه السيدة المقاتلة .
ساحة النقاش