على الرغم من أن المرأة هى الطرف الأكثر تضررا من الطلاق إلا أن المجتمع يحملها المسئولية كاملة فى إنهاء الزواج لذا يعتريها بعض المشاعر السلبية من حزن أو عزوف عن الزواج مرة أخرى، ونفس الأمر قد يتعرض له بعض الرجال كما تكشف جولتنا التالية..
فى البداية تقول د. سامية خضر،أستاذ علم الاجتماع : لأن الطلاق أبغض الحلال فلايلجأ إليه إلا من وجد أن الحياة لايمكن أن تستمر مع شريكه، لكن للأسف الشديد مازال المجتمع ينظر للمرأة على أنها المتسبب الأول والأخير فى الطلاق رغم أنها من تتحمل النصيب الأكبر من تبعاته فمسئولية الأبناء فى الغالب تقع على عاتقها، أما الرجل فالأمر يختلف لديه تماما حيث يشعر بالانطلاق والحرية فلا محاسب ولا رقيب على تصرفاته بخلاف المرأة التى يسلط المجتمع أنظاره نحوها بل يعتبرها امرأة درجة ثانية.
فقدان الثقة
تقول زينب المهدى، خبيرة العلاقات الأسرية:تواجه المطلقة عدة إحباطات منهافقد الثقة بالنفس خاصة إذا كان انفصال زوجها عنها للارتباط بأخرى ما يشعرها بالنقص لأن المرأة فى حالات كثيرة تستمد ثقتها بنفسها من تقدير الرجل لأنوثتها وعندما يتم الطلاقترىأنها ليست أنثى بالقدر الكافىحتى يرتبط بها رجل آخر نتيجةلعدم تقدير زوجها لها وتخليه عنها ما يجعلها لا تعطى لنفسها فرصة لتستعيد أنوثتها وفى المقابل هناك نسبة قليلة من المطلقات اللائى ينظرن لأنفسهن نظرة قوية ويمدحنأنوثتهن.
وتضيف: تتشكل صورة ذهنية لدى المرأة عن الرجل بشكل عام تتسبب فى عزوفها عن الزواج مرة أخرىخوفا من تكرار التجربة المؤلمة التى مرت بها، بالإضافة إلى تخوف بعض صديقاتها علىأزواجهن منها وتغير معاملتهن لها ما يشعرها بالإحباط والرغبة فى العزلة، أما بالنسبة للرجل المطلق فالوضع يختلف تماما حيث تسمح لها العادات والتقاليد الارتباطبفتاة لم يسبق لها الزواج أما المطلقة فلا تتزوج إلا من مطلق أو أرمل، لذا أنصح المرأة التى لم تستمر حياتها الزوجية لأى سبب فى التسلح بالثقة بنفسها وأنوثتها ومواجهة المجتمع وعدم التأثر بنظرته السلبية فلا حرج من كونها مطلقة لأن الزواج يحمل مبدأ الاحتمالية، ولتعلم أن المجتمع لن يتخلى عن نقضه المستمر للمرأة سواء المتزوجة أو المطلقة فلتفعل الأفضل والمناسب لها فقط.
ساحة النقاش