أيام ويبدأ عام دراسى جديد.. وتبدأ ملحمة من الجد والعطاء والشقاء والفرحة والمرح والصداقة طرفاها الآباء والأبناء، وإن كنا نشدد على الدور البطولى الملحمى للأمهات اللاتى يتحملن العبء الأكبر من المسئولية إلى جانب أبنائهن الطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة من تهيئة المناخ المناسب داخل البيت لفتح شهية الطلاب لاستذكار دروسهم فى جو يسوده الهدوء والتعاون، إلى مساعدتهم فى استذكار هذه الدروس ثم اجتياز السنة الدراسية بنجاح.
ولا شك أن الأمهات اللائى لديهن أطفال يحبون فى أول خطواتهم للسنة الأولى من التعليم، يعشن عن حق فرحة لا تضاهيها فرحة، فرحة أول يوم مدرسة حيث تشد الرحال بالحقائب المبهجة خلف الظهر، بحقائب ملؤها الزاد والزواد، كتاب وكشكول وقلم رصاص وألوان وحلوى وماء بارد، وملابس «اليونيفورم » أزرق أو بينك وكأنهم ذاهبون لنزهة العيد، ينخرطون وسط تلاميذ من جميع الأعمار، والطريف والطبيعى الذى تعلمناه بالتجارب هو أن المدرسة تصبح بعد أيام قليلة عالم ساحر مملوء بالأصدقاء والبهجة واللعب والألوان والمرح والدهشة، إضافة إلى تعلم الرسم والحساب واللغات..
المدرسة هى الملابس الجديدة والحذاء اللامع والضفائر ذات الشرائط البيضاء وضحكة مرسومة على وجوه بريئة، خطوات واثقة على طريق النضج تقول للأهل والجيران، «أنا كبرت.. أنا رايحة المدرسة وهتعلم.. وهطلع دكتورة وأخويا مهندس وأختى مدرسة . »
أيام وتكتظ شوارع المحروسة بالملايين من طلاب المدارس على مستوى محافظات مصر يرفعون شعار «العلم نور »، فى الشوارع تجد كل أنواع المركبات، أتوبيسات مدارس، وقطارات وسيارات وتاكسيات، وحتى أتوبيسات النقل العام كلها تجتمع على ملامح واحدة هى ملامح بلد تقدس العلم وتحترم من يطلبه.. ودعوة من سيدة عجوز
فى الشارع تدعو: «ربنا يحميهم .»
مشهد رائع يجمع بين فئات المجتمع: آباء وأبناء و «شغيلة » تجمع بينهم فرحة العودة للمدارس، الكل يشارك فى عزف سيمفونية واحدة، الكل يحمل سلاحه لرفعة مصر.. سلاح العلم وسلاح العمل.
ساحة النقاش