لأن التعليم ركيزة أساسية لنهضة الأمم ومقياس لتقدم الشعوب كانت المنظومة التعليمة والارتقاء بها محل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه حكم البلاد، حيث وجه وزارة التربية والتعليم إلى اتخاذ القرارات اللازمة لتنميته ورفع مستوى خريجى الجامعات المصرية فكان النظام الجديد للتعليم قبل الجامعى الذى يهدف إلى القضاء على أسلوب الحفظ والتلقين والتركيز على الفهم والتفكير.

وحول هذا النظام كان لنا هذا الحوار مع د. ماجدة بكرى، وكيل لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب للتعرف على أبرز محاوره، وما يمكن أن يحققه من مكاسب للطالب والأسرة المصرية..

- فى البداية ما رؤيتك لنظام التعليم الجديد؟

بداية دعينى أؤكد أن التعليم يحتاج إلى تغيير جذرى،لذلك فالمشروع الجديد الذى أعدته وزارة التربية والتعليم يعد أملالإمكانية تحسين أوضاع التعليم  بشكل أو بآخر، وبالرغم من ذلك ظهرت المشكلات قبل تطبيق النظام  والاعتراضات المجتمعية وهذا يعتبر عائقا أمام تنفيذ خطة التغيير والتطوير لأننا يجب أن نستمع إلى كل طرح جديد ونعطيه فرصة في تحقيق الأهداف المنشودة ونبتعد عن الحلول المؤقتة ليشمل التغيير كافة جوانب الضعف فىالمنظومة.

- وما المحاور الرئيسية التي يشملها هذا النظام؟

أهمهاتطوير وتغيير نظام التعليم حتى يستطيع خريجونا المنافسة فى سوق العمل العالمية، مع توفير الإتاحة المطلوبة وفقا للمعايير الدولية، وتحسين البيئة التكنولوجية والتحتية للمدارس ووضع إستراتيجية تهدف إلى غرس القيم والأخلاق والمواطنة والهوية المصرية فى نفوس الطلاب، بالإضافة إلى تحديد احتياجات سوق العمل وتحسين المستوى المهنى والمادى للمعلمين.

- وما دور المجلس حال دعم رؤية التعليم الجديدة؟

نعمل على حزمة من التشريعات الخاصة بأوضاع التعليم وننتظر قانون الدولة حول الرؤية الجديدة لعرضه فى دور الانعقاد القادم على الفور مع دعمنا بشكل إداري حول المقترحات الخاصة بشئون التعليم، وأيضا هناك دور رقابي وهو التأكد من تطبيق السياسة العامة في ظل إقرار الموازنة المطلوبة وتطبيق شروط قرض البنك الدولى.

- يثير النظام الجديد القلق والعديد من التساؤلات لدى أولياء الأمور فما تعليقك على ذلك؟

يجب إتاحة الفرصة لوزيري التعليم والتعليم العالي لإثبات فاعلية النظام الجديد، أماعن قلق أولياء الأمور حيال هذا النظام فلا داعى له لأننا لم نر ثمار تطبيقه فكيف نحكم عليه قبل رؤية المناهج ونشاهد التطور الفعلى؟ لذا على أولياء الأمور التحلي بالصبر ومساندة الدولة لإنجاح هذا النظام الجديد من خلال متابعة أبنائهم، وتغيير بعض الثقافات التي كانت سائدة في الماضي، خاصة أن رؤية التعليم الجديدة تستهدف بشكل كبير الأطفال في مرحلة الحضانة والصف الأول الابتدائي، حيث تم وضع منهج جديد لتغيير منظومة التلقين والحفظ وفتح مجال للإبداع والابتكار، أما عن شائعة إلغاء مادة اللغة الإنجليزية فليس لها أساس من الصحة بل سيتم تدريسها بداية من مرحلة الحضانة وتحديث بعض الأجزاء في اللغة العربية والرياضيات.

- وماذا عن استخدام التابلت في الدراسة؟

تشمل رؤية التعليم الجديدية الاعتماد بشكل كبير على بعض الطرق الحديثة التي لا تعتمد فقط على الكتب الدراسية لكن على التعليم الإلكتروني من خلال التابلت والشاشات الذكية والشبكات داخل المدارس والبحث على الإنترنت وبنك المعرفة الذي سيكون متاحا خلال الامتحانات نظرا لاعتمادها على الفهم.

- وماذا عن نظام الثانوية العامة الجديد؟

سيساعد هذا النظام على حل بعض مشكلات النظام القديم لعدم ربطه مصير الطلاب بامتحانات نهاية الفصل أو العام الدراسي، حيث سيتم تقدير مستوى الطالب تراكميا على مدار الفصول الدراسية المختلفة، وفي النهاية يحدد متوسط لدرجة الطلاب في جميع الامتحانات التى اجتازها، وبذلك يضمن هذا النظام تقويما صحيحا للطالب، ومساعدته على اختيار التخصص الذى يرغب في دراسته خلال المرحلة الجامعية.

- وما أهم التشريعات التي أقرها المجلس الخاصة بأوضاع التعليم؟

تم إصدار عدد من القوانين في مجال التعليم والبحث العلمي مثل "صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، وتنظيم العمل في المستشفيات الحكومية، وإنشاء وكالة الفضاء المصرية، وإنشاء وتنظيم فروع الجامعات الأجنبية في مصر، ومشروع قانون دعم وإصلاح التعليم في مصر، والصناعات الدولية، وحوافز الابتكار" وجميع تلك القوانين تمت الموافقة عليهم خلال الجلسات العامة بالبرلمان وفى انتظار اللائحة التنفيذية للعمل بها.

- يواجه التعليم الفنى العديد من المشكلات فكيف يمكن التصدي لها والعمل على حلها؟

لدينا العديد من المشكلات المتعلقة بالتعليم الفنى فى مقدمتها أن مستوى خريجى هذا التعليم لا يرقى أو يوازى حجم الطموحات التى تتطلع لها الدولة على مستوى الصناعة التى تسعى للارتقاء بها، لذا نهدف إلى أن يكون الخريج يحقق متطلبات سوق العمل مواكبا لمتغيراته، حيث نسمع يوميا عن شركات ومصانع تطلب عاملين بصفات معينة ولا تجدهم، وهنا فجوة كبيرة بين التعليم ومتطلبات السوق، وهذا يرجع إلى عدة أسباب منها طبيعة المادة التعليمة المقدمة حاليا وتأخر المناهج بشكل كبير والتى لا تتوافق مع ما يتطلبه سوق العمل.

- وإلى أى مدى تؤثر نظرة المجتمع للتعليم الفنى على مستوى خريجيه؟

تعد النظرة السلبية للتعليم الفنى من أهم مشكلاته، لذا فتغير ثقافة المجتمع ضرورة للارتقاء به، فإذا أعطيناه قيمته وطورنا طرق التدريس به وأعادنا النظر فى مدخلاتهفإننا بلا شك سنحقق الهدف المرجو من هذا التعليم.

- وكيف يدعم المجلس التعليم الفنى؟

نعمل فى لجنة التعليم على دعم التعليم الفني بأشكال عديدة حيث إننا حريصون على عمل لقاءات دائمة مع صندوق تطوير التعليم التابع للوزاراء، بالإضافة إلى تقديم أحد النواب لمشروع قانون لتغيير رأس المال ليعطي للمدارس الفنية والتعليم الفني بشكل عام إمكانيات ومقومات يستطيع من خلالها مواكبة عملية التطوير الشامل للتعليم وهذا القانون سيعمل على دعم منظومة التعليم الفني من خلال وزارة التربية والتعليم، وسيتم طرحهفي دور الانعقاد القادم حيث إن تغيير القوانين التي تعمل على إعاقة مسيرة تطوير التعليم تساعد على تغيير المنظومة لتواكب عملية التطوير.

- وماذا عن الجامعات التكنولوجية؟

هي جامعات تتيح لخريج التعليم الفني الالتحاق بكليات بعينها للحصول على درجة البكالوريوس وهذا يحقق الرغبة المجتمعية، كما تعمل على تغيير النظرة للتعليم الفني حيث تمنح خريجيه فرصة جديدة للحصول على البكالوريوس بالتحاقهم بإحدى هذه الجامعات التى تتيح لخريج المدارس الفنية الالتحاق بالتخصص الذي درسه خلال المدرسة وتساعده على إتقانه ليتخرج منها إنسانا أكثر قدرة على نفع وطنه وتحقيق النهضة الصناعية والإنتاجية التى نسعى إليها.

- وهل هناك جامعات تكنولوجية دخلت بالفعل حيز التطبيق؟

نعم, لدينا جامعتانانتظمت الدراسة بهما إحداهما بالفيوم والآخري ببنى سويف، وقد تم إنشاؤهما بالتعاون مع دولتى كوريا والصين، وسيتم قريبا الانتهاء من ثلاث جامعات تكنولوجية أخرى.

المصدر: حوار : منار السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 984 مشاهدة
نشرت فى 19 سبتمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,624

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز