شكرا, كلمة صغيرة أثرها كبير على الجميع, حيث تخلق جوا من الود والتقدير بين الناس, لكن للأسف لا يهتم الكثير من أولادنا بها ولا يحرصون على استخدامها فى تعاملاتهم, فكيف نجعل شكرا جزءا من حياتهم ليتعلموا تقدير من حولهم والانتماء لأسرهم والمحيطين بهم ولوطنهم, وعن الأسلوب الأفضل لتدريب أولادنا على استخدام كلمة شكرا لكل من يقدم لهم خدمة والإحساس بالشكر لنعمة وجود أسرة ووطن تحدثنا مع د. إيمان جلال أستاذة علم الاجتماع بجامعة حلوان فقالت:

 التنشئة الاجتماعية لأطفالنا مرحلة مهمة جدا تبدأ منذ قدرتهم على الاستيعاب وما نعلمهم من أخلاقيات وسلوكيات فى هذه المرحلة يحدد شخصياتهم فى المستقبل, لذا يمكن تدريبهم على الشكر منذ طفولتهم بأن نشرح لهم كل نعمة يتمتعون بها ليشكروا الله عليها, ونحكى لهم عمن لا يجدون مأوى ليشكروا الله على نعمة الأسرة, وأن نشرح لهم بشكل مبسط عمن تركوا أوطانهم بسبب الحروب, فيحمدوا الله على نعمة الوطن, وبدلا من أن ينتقدوا كل ما فيه ويحلمون بالتخلص منه يغيرونه للأفضل لأنه حيث ينتمون ويعيشون وسيعيش بعدهم فيه أولادهم أيضا, وعلى الأم أن تكون هى القدوة بأن تشكر زوجها إذا أحضر شيئا, والأب يشكرها على مجهودها فى إعداد الطعام, وهى تشكر ابنها إذا طلبت منه غسل أسنانه وإطاعتها, فتكرار الكلمة داخل الأسرة يعود الصغير عليها وتدريجيا يعتبرها جزءا من التقدير لكل من يقدم له خدمة صغيرة أو كبيرة, وبعد تعليمهم الكلمة علينا أن نعلمهم كيف يكون الشكر بالأفعال لا الأقوال فقط, وتدريجيا سنجد أن التعبير عن الشكر بالأفعال علمهم العطاء, فعندما تعود الأم مرهقة يجرى أحدهم ليحمل عنها الحقيبة والآخر يحضر لها ماء, وهذا شكل من التقدير لمجهودها, وأشارت أن من لا يربى أولاده على الشكر والتقدير يخسر كثيرا لأن الشكر يعلم الطفل الرضا بما تحقق له ولا يجب الاعتقاد أن صغر السن يجعله لا يفهم فهو يقلد والتكرار والزمن يجعله يفهم ويقدر ما حوله من النعم ولا يكون ناقما أنانيا لكن متفاعلا إيجابيا يريد الأفضل لوطنه, فالشكر على النعم طريق للانتماء والارتباط بالوطن على المدى الطويل حتى وإن كان وطنا به أزمات نحاول مساعدته على اجتيازها تقديرا على نعمة وجوده وخوفا من زوالها.

المصدر: كتبت : نجلاء أبوزيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 508 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,687,683

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز