كنت قد شرفت بحضور الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين والتي نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بحضور وتشريف سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق، والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، والمهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي ، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة وضباط القوات المسلحة والشرطة وعدد من كبار رجال الدولة والكتاب والمفكرين ورموز الصحافة والإعلام والرياضة والفن وعدد من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وطلبة الجامعات.
جاءت الندوة والتي أقيمت تزامنًا مع احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، لتحمل معنى خاصا بل ومهما في مسيرة الوطن، ألا وهو أن ما حققناه من إنجاز في انتصارات أكتوبر من خلال تضحياتنا جميعا لم ينته فما زال الوطن يحتاج للمزيد ومازالت أجيال مصر تسلم بعضها البعض راية العطاء والتضحية من أجل استقرار ورخاء هذه الأرض، وإذا كانت المرأة المصرية قد كانت ومازالت حتى الآن حائط الصد الأول أمام الأيدي الغاشمة التي تستهدف هذا الوطن على مر التاريخ في بعض الفترات، فإن دورها منذ أن اضطلعت بالنضال في العدوان الثلاثي 1956الذي استهدف مصر كفدائية، ثم في الفترات التي أعقبت عام 1967 وحتى نصر أكتوبر المجيد سواء من خلال ما أتبعته من اقتصاد الحرب والذي ساهم في أن تعبر هي وأسرتها هذه المرحلة بنجاح، وما قامت به من جهد لزيارة الجنود والشد من أزرهم بجانب تضميد الجرحى وغيرها من الأنشطة التي لا يمكن أن يغفلها التاريخ، هذا الدور لم ينته فإذا كانت الندوة التثقيفية الـ29 قد حرصت على التركيز على تواصل الأجيال والراية التي يستلمها كل جيل من الجيل الذي يسبقه حفاظا على الوطن، فإننا أيضا كنساء مازال علينا الكثير والكثير لنقدمه على عدة محافل، فكما كنا في طليعة كافة الاستحقاقات الدستورية كالانتخابات الرئاسية والبرلمانية فعلينا أن نستمر ونتواجد بنفس الصورة كناخبات ومرشحات في انتخابات المجالس المحلية المقبلة، وإذا كنا اتبعنا في فترات الحرب ما يسمى باقتصاد الحرب، فالآن ورغم أننا لا نعيش نفس الظروف بل نتحرك في أمن وأمان واستقرار إلا أننا نحتاج إلى اتباع نفس مبادئ هذا الاقتصاد حتى نصل ببلدنا إلى العبور النهائي وتخطي كافة المؤامرات والدسائس الداخلية والخارجية التي تستهدفنا من حين لآخر، علينا وببساطة وفقا لمبادئ هذا الاقتصاد أن نقتصد ونبتعد عن تخزين السلع بل ونعلم أبناءنا الادخار على قدر الإمكان، علينا أن نستفيد من منافذ بيع السلع المخفضةوالتي توفرها لنا عدة جهات معنية كالقوات المسلحة ووزارات الداخلية والتموين والزراعة طوال العام حتى نواجه جشع بعض التجار، علينا أن نقوم بالإبلاغ عن كل من يتلاعب في أسعار السلع وهو ما يتيحه لنا فعليا جهاز حماية المستهلك، علينا أن نعود إلى تصنيع المنتجات الغذائية البسيطة والسهلة في منازلنا حتى نجتذب أبناءنا مرة أخرى إلى طعام المنزل الصحي والمفيد، وبالنسبة لهؤلاء الأبناء فمعهم يكتمل دورنا كأمهات, ماذا لو حرصنا على إقامة جسور صداقة قوية بيننا وبينهم بحيث تساعدنا على توجيههم نحو خير هذا الوطن، فيكفي أن هذه الجسور ستجعلنا نحميهم من براثن الدعاوى المغرضة التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي داعية إياهم للهجرة وترك الوطن، يكفي أنها ستساعدنا على تحفيزهم نحو شراء المنتجات والملابس المصرية، نحو زيارة الأماكن المصرية الأصلية، نحو القيام بكل ما ينمى لديهم روح الانتماء والولاء لهذه الأرض.
عزيزتي دورنا لم ينته وكما قامت أمهاتنا وجداتنا بدورهن تجاه هذا الوطن فمازال أمامنا الكثير.. فاحملي الراية وأكملى ما عليك.
ساحة النقاش