مسئوليات اجتماعية عديدة تجاه الطفل المصرى والعربى تتحملها جامعة الدول العربية خاصة تجاه أبناء الدول التى تشهد نزاعات مسلحة، لذا نجد جهدا ملموسا فى هذا الإطار من قبل إدارة «المرأة والأسرة والطفولة » بها حيث تعمل على تذليل كافة العقبات وحل المشكلات التى تواجه الطفولة فى مصر ومختلف دول الوطن العربى.

«حواء » التقت السفيرة إيناس مكاوى، رئيسة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية سابقا، ورئيس إدارة الأزمات حاليا للتعرف منها على الجهود التى بذلت ومازالت تبذل لدعم وحماية الأطفال فى مصر والوطن العربى..

<!--فى البداية ماذا عن تقييمك لوضع الطفل المصري حاليا؟

هناك العديد من الدول العربية تضع قضايا الطفولة فى مقدمة اهتمامها ومنها مصر حيث تهتم بالطفل منذ مرحلة الحمل، لكن علينا أن نعترف أنه لا تزال هناك بعض المشكلات الاجتماعية التي تواجه الطفل المصري ويأتي على رأسها عمالة الطفل وتأثير تكنولوجيا الاتصال على ثقافته، إلا أن الجهات المسئولة وضعت خططا تربوية تتبناها بعض مؤسسات التعليم ودور الحضانة لتنشئة الطفل تنشئة اجتماعية سليمة، بالإضافة إلى إطلاق برامج توعية للمرأة بتربية الطفل وتنشئته في سنواته الأولى وحتى مرحلة المراهقة، إلى جانب اهتمام الدولة بصحة الأطفال من خلال إعادة توزيع الوجبة المدرسية، ولأننا في عام التعليم أريد أن أؤكد أن هناك اهتماما من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعليم إيمانا منه بأنه المكون الأساسي لشخصية الطفل، وقد تجلى ذلك الاهتمام فى إطلاق استراتيجية التعليم الجديدة التى تهدف إلى النهوض بالمنظومة التعليمية والقضاء على التسرب من التعليم وتحسين البيئة المحيطة بالطفل خاصة بالمدارس غير المعدة لاستقبال الأطفال.

<!--وماذا عن القوانين التي وضعت مؤخرا لحماية الطفل؟

هناك قوانين كثيرة صدرت مؤخرا لحماية الطفل منها تغليظ عقوبة ختان الإناث، وتجريم عمالة الطفل، كما تضمن القانون المصري تعريفات مختلفة للعنف الممارس ضد الطفل فأصبح تمييز الذكور على الإناث عنفا وكذا الحرمان من التعليم واستغلالهم جنسيا، بالإضافة إلى تعديلات قوانين الأحوال الشخصية التى تصب فى مصلحة الطفل.

<!--توليت إدارة الأسرة والطفولة بالجامعة العربية، فما المبادرات التى أطلقتها الإدارة لحماية الطفل خلال هذه المرحلة؟

تعد قضية غرس قيم الانتماء والهوية الوطنية لدى الطفل العربي والمصري أبرز القضايا التى عملت عليها منذ توليت رئاسة الإدارة، ومن أهم المبادرات التى أطلقناها فى إطار الحفاظ على الهوية الوطنية حملة "أنا هنا" والتى تهدف إلى استخراج شهادة ميلاد لكل طفل خاصة فى مناطق النزاع المسلح التى يشرد فيها الأطفال، وحملة "أطفال لا جنود" بهدف التنديد بتجنيد الأطفال واستخدامهم كدروع بشرية بالتعاون مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة، حيث وضعت الحملة أول خطة لحماية الأطفال أثناء الكوارث، بالإضافة إلى عقد اجتماع دولي لحماية الطفل الفلسطيني، ووضع استراتيجية عربية للاستثمار فى الطفولة 2030 تتواءم مع الأولويات التي وضعت على الخطة الدولية وأهداف العالم بأسره لبلوغ عام 2030، ورغم ذلك إلا أننا لم نتجاوز مشكلات الأطفال مع الفقر والجوع والتمييز لذا وضعنا استراتيجية لحماية الأطفال اللاجئين بالتعاون مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين، كما أصدرنا التقرير الثالث حول العنف ضد الأطفال والذى قدم للأمم المتحدة، إلى جانب أول تقرير إقليمي حول عمل الأطفال في المنطقة، كما قمت بالتعاون مع سمو الشيخة جواهر القاسمي بوضع خريطة الطريق لأطفال العالم العربي في ظل اللجوء والنزوح، وعقدت  العديد من ورش العمل حول الأطفال في السجون والإحداثيات مع جبهة الدفاع عن الأطفال، وأخيرا أنشأت برلمان الطفل العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

<!--وماذا عن اهتمام القيادة السياسية بالطفل العربى خاصة ذوى الإعاقة بجانب الطفل المصرى؟

الاهتمام الموضوعي بقضايا ذوى الإعاقة يثلج صدرى وكافة المصريين لأنها كانت من القضايا المسكوت عنها فى السابق حيث كان يتم الترويج لها بطريقة إعلامية بحتة بعيدا تماما عن الواقع والحقيقة، وأعتقد أن اهتمام الرئيس السيسي بالطفولة وذوي الإعاقة وحزمة التشريعات التى تهدف لحماية الأطفال ودمجهم فى المجتمع ومختلف مدارس التعليم يدل على أن هناك توجها صادقا تجاه المصريين، بالإضافة إلى الجهود المبذولة من وزارة التضامن الاجتماعى مثل إطلاق فريق التدخل السريع لحماية أطفال الشوارع، والتدخل لإنقاذ الأسر التى تعاني ظروفا اقتصادية صعبة ما يدفعهم لدفع الأطفال إلى الشارع.

<!--أخيرا كيف ترين وضع الطفل المصري مقارنة بالعربي؟

لا نستطيع أن نعمم وضع الطفل المصري بالنسبة للعربي فالأول وضعه أفضل خاصة من أبناء الدول التي تعاني نزاعات مسلحة في المنطقة مثل سوريا واليمن وليبيا، بينما ينعم الطفل في الدول المستقرة برعاية أكبر كدول الخليج العربي، لكن عموما يحظي الطفل المصري بحقوق كثيرة منها التعليم والحق في العلاج الجيد الذى كفله له نظام التأمين الصحي الجديد، كما أن هناك كوادر حقيقية تعمل ليل نهار من أجل الارتقاء بالطفل المصري في كافة المجالات، لذا أدعو إلى تخصيص عام للطفل يتم مناقشة كافة مشكلاته من صحة نفسية إلى حماية اجتماعية وسن قوانين وتشريعات تعظم من حقوقه أسوة بعام الشباب والمرأة وذوى الإعاقة.

المصدر: حوار: سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1042 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,703,024

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز