إحصائيات مفزعة كشف عنها د. عمرو حسن، مقرر المجلس القومى للسكان حول استمرار النمو السكانى رغم الجهود الحكومية والأهلية لمواجهته، حيث أكد وجود حالة ولادة كل 15 ثانية، وبمعدل 2.5 مليون طفل فى العام، فما الأسباب وراء تغول الكثافة السكانية، وما آليات مواجهتها، وهل يمكن الاستفادة من تجارب بعض الدول الغربية فى التصدى للمشكلة؟ هذه التساؤلات وغيرها يجيب عنها د. عمرو حسن فى هذا الحوار..

<!--فى البداية كيف تهدد الزيادة السكانية التنمية وتحجم تحسين وضع المواطن؟

وضع الزيادة السكانية في مصر خطير للغاية، فنحن نزيد كل عام 2.5 مليون طفل وهذا العدد كفيل بقيام دولة أخرى حيث يبلغ عدد سكان بعض الدول 3 مليون نسمة، وقد صرح سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل أن أكثر خطرين يهددان مصر هما الإرهاب والزيادة السكانية خاصة غير المسلحة بالتعليم والوعي، وهناك معادلة ما بين النمو الاقتصادى والزيادة السكانية، وعلى الرغم من وجود طفرة في النمو الاقتصادي في الوقت الحالى إلا أننا مطالبين بخفض أعداد السكان حتى نلمس ما تقوم به الحكومة من تنمية في البلاد، وإلا كانت النتيجة فقر وجهل لأن من لا يستطيع إطعام نفسه وأولاده فإنه لن يعلمهم وبالتالي فإنه سيدفع بهم إلى سوق العمل ما يخلق مشكلات أخرى منها عمالة الأطفال والزواج المبكر والاتجار بالفتيات من خلال تزويجهن لعرب مقابل مبالغ مالية.

<!--تعددت أراء الخبراء حول أسباب الزيادة المستمرة فى تعداد السكان، فكيف ترى الأسباب؟

أول سبب للزيادة السكانية الجهل والأمية خاصة بين النساء، إلى جانب الموروثات الثقافية وثقافة العزوة في الصعيد والقرى، بالإضافة إلى تشجيع بعض رجال الدين الناس على الإنجاب وادعائهم أن تحديد النسل محرم شرعا وما يدل على ذلك أنه خلال حكم الإخوان زادت معدلات الإنجاب بشكل غير طبيعي.

<!--هل يمكننا الاستفادة من تجارب بعض الدول كالصين وتطبيق تجاربها لخفض أعداد المواليد؟

هذا أمر صعب للغاية لأن هذه الدول قد اتخذت تدابير قد لا تسمح بها الشريعة الإسلامية مثل تحديد نوع الجنين وربط المبيض والإجهاض، وكل هذا قد حرمه الدين الإسلامى.

<!--ما الحملات التي قام بها المجلس القومي للسكان لمواجهة المشكلة؟

هناك حملات كثيرة قام المجلس القومي للسكان بشنها منذ عام 1980 لخفض أعداد المواليد بعضها استهدف ربات المنازل فى الصعيد، والبعض الآخر قام بها بعض الأطباء، وقد أطلقنا حملة "إنتى الأهم"، إلى جانب حملات توعية طلاب المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وأخرى استهدفت رفع وعي وتمكين المرأة اقتصاديا، ونحن بصدد استكمال هذه الحملات بالتنسيق مع الجمعيات والهيئات الأهلية والدولية مع الاستعانة برجال الدين وأئمة المساجد للرد على ما يتداول حول حرمة موانع الحمل والخطاب الديني المتطرف، والتنسيق مع الإعلام المسموع والمرئي والمقروء، بالإضافة إلى العمل على تنفيذ استراتيجية 2030 بمحاورها الخمسة وهى الإعلام والتعليم وتنظيم الأسرة وتمكين المرأة وصحة الشباب والمراهقين لزيادة الوعى لدى المواطنين وطمأنتهم من وسائل تنظيم الأسرة والرد على الشائعات التي تقول إنها تسبب السرطان أو العقم.

<!--ما معدل الزيادة السكانية، وهل هو خطير أم أننا لم نصل لمرحلة الخطورة بعد؟

لدينا طفل كل 15 ثانية، ونحن نزيد حوالي 2.5 مليون طفل سنويا، كما نزيد بمقدار نصف عدد أطفال أوروبا كلها الذين يولدون في العام الواحد، وفي عام 1955 كان عدد سكان بريطانيا على سبيل المثال 51 مليون بينما كان عدد سكان مصر 23.5 مليون، وفي عام 2018 أصبح عدد سكان بريطانيا 66 مليون، وهذا يعني أنها زادت 15 مليون شخص فقط منذ عام 1955 وحتى عام 2018، بينما قفز عدد سكان مصر من 23 مليون إلى 100 مليون نسمة، وهذا يعني أن مصر زادت 75 مليون في نفس الفترة، وهذه كارثة حقيقية لأن تعداد مصر يعادل 5 أضعاف الدول المتقدمة.

<!--وما التدابير الواجب اتخاذها لمواجهة هذا الخطر؟

أنا ضد أية عقوبات أو غرامات تطبق على من ينجب الطفل الثالث كما يقترح بعض النواب أو الشخصيات العامة، لكن لابد أن يكون هناك تحفيز إيجابي لمن يكتفى بطفلين بمعنى عمل مميزات لكل أسرة تلتزم بذلك سواء كان فى شكل إعانات أو مميزات من الدولة على الخدمات المقدمة.

<!--ما أعلى المحافظات فى معدلات الإنجاب في مصر؟

أفقر 10 محافظات فى مصر أعلاها فى معدل إنجاب الأطفال، ويأتي على رأس القائمة 7 محافظات هن الفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، والبحيرة.

<!--وكيف تقيم مدى الاهتمام بالقضية السكانية فى الوقت الراهن مقارنة بما قبل؟

أرى أنه حدثت ردة كبيرة فى القضية السكانية بعد ثورة 25 يناير، ففي عام 2000 حققنا طفرة في خفض أعداد المواليد فكل امرأة كانت تنجب بمعدل 3.5 طفل في العام ، وفي عام 2008 كان المعدل 3 أطفال فقط لكل سيدة، وكان من المفترض أن نقوم بعمل مسح سكاني في 2012 إلا أننا لم نتمكن من ذلك بسبب الثورة، وبعد تولى الإخوان الحكم أجرينا مسح عام 2014 وكانت المفاجأة أن معدل الإنجاب ارتفع لكل سيدة مرة أخرى ليصل إلى 3.5 طفل.

<!--هل الرجل صاحب القرار في الإنجاب أم المرأة؟

إذا كانت المرأة فقيرة وجاهلة ولا تعمل فإن الرجل هو الذي يملك ويقرر عدد الأطفال، لكن إذا كانت المرأة متعلمة وتعمل ولديها طموح فإنها هي التي تصبح صاحبة القرار، لذا فإنني أرى أن الحل السحرى للحد من الزيادة السكانية تمكين المرأة وتعليمها ورفع مستواها الاقتصادى وتقديم النماذج النسائية الناجحة لها كى تقتدى بهن، وكل ما يهمني في المرحلة المقبلة هو بناء الشخصية المصرية كى تصبح قوية ومستقلة وصاحبة قرار.

المصدر: حوار: سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 588 مشاهدة
نشرت فى 6 ديسمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,685,873

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز