خلال ما يربو عن الستين عاما لم تكتف «حواء » بدورها فى الدفاع عن قضايا المرأة المصرية وهمومها، بل كانت وما زالت حريصة على دعم ومساندة الوطن فى مختلف أوقاته، واستكمالا لمسيرتها فى دعم الوطن نظمت المجلة برئاسة الكاتبة الصحفية سمر الدسوقى وتحت رعاية الكاتب الصحفى مجدى سبلة، رئيس مجلس إدارة دار الهلال صالونها الشهرى بعنوان «هنشترى المصرى وبس » لدعم المنتج المحلى وتشجيع الصناعة المصرية بل وشراء السلع المصرية كافة...
شهد الصالون حضورا كبيرا لعدد من الشخصيات العامة والمختصين كان من بينهم هشام الجزار، وكيل المجلس التصديري للحرف اليدوية ووكيل غرفة الصناعات اليدوية وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، والنائبة البرلمانية سولاف درويش،ود.مها مروان، مقرر مناوب المجلس القومى للمرأة فرع القاهرة، ود.وهاد سمير، عضو المجلس القومي للمرأة وأستاذة صناعة الحلي،والنائبة البرلمانية منال ماهر الجميل،ود.صبورة السيد، أمينة المرأة لحزب مستقبل وطن، ود.ملاك جمعة، أستاذة الإعلام وأمينة المرأة لحزب مستقبل وطن بالشرقية، والكاتبة الصحفية كريمة سويدان، ود.ناهد لبيب، خبيرة التنمية البشرية، ود. شيماء إسماعيل، خبيرة العلاقات الأسرية، والسفيرة سناء زايد، ود.جيهان رجب، وكريمة فؤاد عضوا المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة، ووفاء عبد الفتاح.
بدأ الصالون بكلمة للكاتبة الصحفية سمر الدسوقي، رئيس تحرير مجلةحواءأكدت خلالها حرص المجلة على مناقشة القضايا التى تهم المرأة والأسرة خاصة ذات الصلة بالتمكين السياسي لها، إلى جانب المشاركة فى المشروعات التنموية التي تساعد على نهوض الدولة، مناشدة المصريات بالتصدى للشائعات واستكمال دورهن فى دعم الوطن، وقالت: أما عن مبادرة "شراء المنتج المصري" فأدعو جميع الأمهات والأسر المصرية لشراء المنتجات محلية الصنع، بالإضافة إلى حثأبنائهم على تناول المأكولات المصرية المنزلية، واقتناء المنتجات يدوية الصنع.
الشباب وتصميم المنتجات
قال هشام الجزار، وكيل المجلس التصديري للحرف اليدوية: منذ 16 عاما نعمل على تسويق الصناعات اليدوية وتصديرها، وقبل اندلاع الثورة لم نكن نتباهى بشراء المنتج المصري لكن ثورة 25 يناير زادت بداخلنا الرغبة فى الدعم الكامل للوطن وبالتحديد الصناعة المصرية باعتبارها أحد أركان الدولة حيث ظهرت المبادرات بتشجيع المنتج المصري والإقدام على شرائه، بالإضافة إلى تألق مجموعة من خريجى كليات الفنون في مجال التصميم الذين اتخذوا من مواقع التواصل الاجتماعي منبرا لمتابعة التصنيع بالخارج والعمل من المنازل خاصة في مجال الصناعات اليدوية وتسويقها عبر شبكة الإنترنت.
وأضاف: وبعد صدور قرارإنشاء المجلس التصديري للصناعات اليدوية فى عام 2013 استطعنا إنشاء كيانين مسئولين عن قطاع الحرف اليدوية، ثم وضع أول إستراتيجية خاصة بالصناعات اليدوية لتوحيد كل المجهودات الخاصة بالجهات المختلفة للنهوض بقطاع الصناعات اليدوية والتى ساهمت فى تنظيم العديد من المعارض لتسويق تلك المنتجات والتى شهدت رواجا كبيرا فى عملية البيع.
وعن معدل الصادراتالمصرية فأوضح الجزار أنها تصلإلى 250 مليون دولار في العام مقارنة بـ 3 مليار لدولة الهند، لافتا إلى وجود عدد من المنافسين في السوق العالمي مثل الهند وفيتنام وأمريكا اللاتينية بالإضافة إلى تحركاتتونس والمغرب، مؤكدا أن المنتج المصرى يحتاج إلى مزيد من الاهتمام من حيث الطاقة الإنتاجية والجودة والسعر والالتزام بالموعيد ومواكبة الموضة العالمية للصمود أمام الدول التنافسية، ورفع كفاءته خاصة في المراحل الأخيرة من التصنيعوالتى يتسبب ضعفها فى تصدير بعض المنتجات كمواد خام يتم إنهاء المراحل النهائية لها لدى الدولة المستوردة كالأثاث والفخار والزجاج، بالإضافة إلى ضرورة تطوير الأفكار سواء فى التصنيع أو طريقة العرض.
البنية الأساسية للوطن
من جانبها أشادت مها مروان،مقرر مناوب المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة بفكرة الصالون داعية وسائل الإعلام المختلفة وكافة مؤسسات الدولة إلى تبني مثل هذه المبادرات لما لها من تأثيرعلى الاقتصاد الوطنى، وقالت: لدينا مصانع قومية تضخ منتجات البنية الأساسية للوطن وأهمها الأجهزة الإلكترونية ذاتالجودة العالية والسعر المناسب بالإضافة إلى توافر خدمة مابعد البيع لكننا نتركها ونلجا إلى المنتجات الأخرى، ونحن فى المجلس نبحث عن المواهب بين السيداتالتي يستطعن من خلالها التفكير في بدء مشروعاتهنودعمهن فى تنفيذها بالتعاون مع أجهزة الدولة والبنوك والوزارات بعد حصولهن على دورات تدريبة، وبعد تنفيذ المشروع تبدأ مرحلة جديدة وهى التسويق والتى تتم بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية من خلال إقامة معارض على المستويات المحلية والعربية والدولية.
الروح المصرية
دعت د. وهاد سمير، عضو المجلس القومى للمرأة وأستاذة صناعة الحلي إلى تشجيع المنتج المصري ليس بالشعارات فحسب بل من خلال ارتداء الملابس والإكسسوارات يدوية الصنع، مؤكدة أن المنتج المصري يشهد مرحلة من الازدهار خاصة فى مجال التصميمات المستوحاة من التراث، وقالت: لدينا شباب ذو مهارة عالية ما جعل المصانع المصرية والأجنبية الموجودة في مصر يتنافسون عليهم للعمل في مجال التصميم بأفضل الأجور، أما بالنسبة لصناعة الحلي فمصر على مر العصور هي الأفضل, فلدينا عقد من العصور القديمة ليس معروض في أي من المتاحفحتى الآن بكل مانمتلك من تكنولوجيا لانعرف كيفية استرجاعه وترميمه مرة آخرى بسبب الدقة العالية التي وقفت عائقا أمام تحليلنا لتقنيته، بالإضافة إلى أننا لدينا من الحلي التراثي الذي يملأ المخازن أكثر مما يوجد في المتاحف,حيث أننا طورنا التراث الفرعوني من حيث الإنتاج والتصدير بأيدي شبابنا، لذلك يجب التركيز على الدور الإعلامي لتغيير ثقافتنا ونظرتنا للمنتج المصري من خلال تبنيه مبادرات وحملات لتشجيع المواطن على شرائه.
مبادرة شبابية
من جانبها عرضت أمنية أبو القاسم،إحدى مؤسسات مبادرة "مصري ماركت دوت كوم" التى تستهدف تسويق المنتجات المصرية الاستهلاكية فكرة المبادرة قائلة: مع زيادة الأسعار فكرت مع زميلي هانى جرجس في المنتجات البديلة الموجودة في المجمعات الاستهلاكية والمنافذ الزراعية وكانت البداية باستهلاك شخصي حتى قررنا توسيع الدائروالتعامل مع الشركات وطرحها للبيع عن طريق موقعنا الإلكتروني، كان هناك إقبال كبير من مختلف الفئات في القاهرة والجيزة خلال الـ9 أشهر التي عملنا خلالها، كما أننا حصلنا على دعم من وزارة الاستثمار وحددناموعد وزارة التموين للتعامل مع "الشركة القابضة للصناعات الغذائية " التي تضم 40 منتجا، كما نعتزمإدخال المنتجات اليدوية التى تحمل شعار "صنع في مصر".
تشريعات وقوانين
أما عن الجانب التشريعي ودور القوانين في حماية المنتج المصري فكان موضوع حديث النائبة سلاف درويش، عضو مجلسالنواب التى أرجعت ضعف المنتج المصرى إلى فقدان الثقة والتقليد الأعمى لدى المواطنين، بالإضافة إلى فقدان الهوية المصرية من قبل بعض الشباب، وقالت:تعود أهمية الجانب التشريعي إلى الحفاظ على المنتج المحلى ورفع الاقتصاد المصري والقضاء على البطالة وتشغيل المصانع بكافة طاقتها خاصة المتوقفة، وتحسين مستوى الجودة بها، وعلى الرغم من وجود قانون يحفاظ على المنتج المصريلكنه يفتقر إلى آليات تطبيقه ما دفعنا إلى تعديل مواد القانون بحيث يلزم الجهاز التنفيذ للدولة بالكامل المنتجباستخدام 40% المواد الخام المصرية.
وتابعت: كماعفا القانون المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من الكثير من الأعباء أو العقوبات لتكون قطعا مكملة للمشروعات الكبيرة، بالإضافةإلى تسهيل عملية دمج الاقتصاد غير الرسمي في الرسمي ورفع جودة المنتجات المصرية بالمعايير والمواصفات القياسية، وفتح المجال أمام الشباب للإبداع والإنتاج، هذا إلى جانب إسهام قانون الاستثمار برفع نسب التصدير للمنتج المصرى.
الميزة التنافسية
دعت النائبة البرلمانية منال ماهر جميل خلال كلمتها إلى ضرورة تشجيع المنتجات المصرية لمجابهة الرأسمالية والانحصار الاقتصادي، لافتة إلى سنوات الاستعمار التى عاشتها مصر كانت سببا فيما آل إليه حال المنتج المصرى من خلال تدمير البنية الأساسية للاقتصاد المصري، وقالت: يقاس تقدم الدول بمدى مشاركتها بالاختراعات العلمية والعلوم والتكنولوجيا، وعلى الرغم من أنه لدينا شباب يمتلك القدرة على الإبداع والابتكار لكن الإنتاج يحتاج إلى خدمات عديدة بجانب المالية مثل القدرة على دراسة احتياجات السوق لرفع القدرة والطاقة الإنتاجية، بالإضافة إلى امتلاك الميزة التنافسية التىتتمثل في قدرتنا على الدور التكاملي في الصناعات بين المحافظات والمدن والمصانع لزيادة السرعة الإنتاجية وتقليل نسبة الخطأ،وحتى ننجح فى رفع درجة الكفاءة الإنتاجية يجب علينا أولا تغيير ثقافة العمل الإنتاجي وعدم تسهيل الاستهلاك، وتصدير الصورة الذهنية الإيجابية عن المنتج المصري.
الهوية المصرية
"الحفاظ على الهوية المصرية وإعلاء قيم المواطنة" هذا ما أكدت عليه د. صبورة السيد، الخبيرة التربوية وأمينة المرأة بحزب مستقبل وطن بأكتوبر والشيخ زايد وقالت: على الرغم من أن نسبة شراء المنتجات العالمية لاتتعدى 15% في المجتمع إلا أن القوة الشرائية للفئة المستهلكة للمنتج المحلى ضعيفة ما يظهر قلة الإقبال على المنتجات المحلية، لذا أدعو الأم المصرية للحفاظ على الهوية المصرية من خلال استخدام كافة الأدوات من مسكن وملبس التى تحتفظ بالأصالة المصرية داخل منازلها.
من جانبها أكدت ملاك الجمعة، أمين المرأة بالحزب عن محافظة الشرقية على أن الحزب يسعى لاحتواء غير القادرين من خلال توفير السلع الغذائية، وقالت:نظم حزب مستقبل وطن حملة "احنا معاك" التى حرصت على توفير كافة السلع والأجهزة التعويضية لذوى القدرات الخاصة، إلى جانب مبادرة " مشروعك من منزلك" التى هدفت إلى توفير مشروعات مجانية لـ50 سيدة، كما نسعى لإنشاء موقع تسويق إلكتروني لتسويق المنتجات والسلع الخاص بسيدات الريف.
توصيات
خرج صالون "حواء" ببعض التوصيات الداعمة لشراء المنتج المصري منها:
- التركيز على الدور الإعلامي في تحسين الصورة الذهنية عن المنتج المصري.
- إعلاء قيمة الهوية المصرية عند شراء المنتجات.
- بذل المجهود للوصول إلى "الميزة التنافسية" وهو توفير الدور التكاملي في الصناعات بين المحافظات والمدن والمصانع.
- السعي لدمج الاقتصاد غير الرسمي بالاقتصاد الرسمي وتضمينه في هيكلة اقتصاد الدولة.
- تشجيع الشباب على العمل بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
- العمل على تطوير المنتج المصري من حيث الجودة والتغليف وطريقة العرض.
- دعوة الفنانين والإعلاميين لتبني مبادرة "ارتدي المصري" ليبدأوا بأنفسهم بارتداء المنتجات المصرية لتشجيع الشباب لشراء المنتجات المصرية.
- استخدام المنتجات المصرية في أعمالنا الفنية والدرامية.
ساحة النقاش