زرت كثيرا عددا من العشوائيات سواء داخل العاصمة القاهرة أو خارجها، ولأكثر من مرة أجلس بين أهاليها بل وأتحدث إليهم وأستمع إلى مشكلاتهم، ولسنوات عدة كنت كغيري أرى أنه لكي نواجه هذه المشكلة ونساعد في نقل أهالينا إلى مناطق سكنية عادية بعيدا عن هذه المناطق التي تعاني من مشكلات عدة لا يمكن حصرها، نحتاج إلى سنوات عديدة لا يستطيع أحد أن يتنبأ بها!
ولأن مشكلات هذه المناطق لا تترك بصماتها السلبية فقط على أهلنا بها بل تعد ودون مبالغة قنبلة موقوتة تمتد آثارها المدمرة على المجتمع كافة، كانت توجيهات سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة التصدي لهذه الأزمة التي عانينا جميعا ولسنوات طويلة من تبعاتها على أمن واستقرار المجتمع، فداخل هذه المناطق وكما لمست وغيري عن قرب هناك التسرب من التعليم وارتفاع معدلات البطالة وكذلك الجرائم بل وسوء الأوضاع البيئية ككل سواء من حيث خدمات الصرف الصحي أو المياه وغيرهما وهو ما يترك آثاره بالطبع على الوضع الصحي للمقيمين بها، هذا بجانب ارتفاع معدلات العنف واستخدام بعض الإرهابيين لهذه المناطق كملجأ، وغيرها من الأوضاع المعيشية المتدنية التي تحرم المقيمين بها من فرصة الحياة بشكل كريم، لكل هذا كان تطوير هذه المناطق ونقل أهالينا بها إلى مناطق تنعم بحياة مستقرة وآمنة وتوفر لهم فرصة الالتحاق بالمدارس وإكمال تعليمهم وإيجاد فرص عمل بل وتنشئة أبنائهم في بيئة صحية سليمة يتوافر لهم فيها كل ما يحلمون به، إستراتيجية حرصت القيادة السياسية على تنفيذها في فترة وجيزة ومحددة كمحاولة سريعة لتحقيق كل هذا بل والحد من مشكلات هذه المناطق وتأثيراتها السلبية على حياتنا جميعا، وبالفعل بدأ تطوير العديد من هذه المناطق العشوائية على مستوى كافة المحافظات المصرية، بل وبدأت تخرج للنور العديد من المشروعات القومية العملاقة التي استقبلت أهالي بعض المناطق العشوائية أو التي كانت تعاني من مخاطر عدة تهدد حياة سكانيها بكل ترحاب، أذكر في هذا زيارتي ولأكثر من مرة لمشروع الأسمرات بكافة مراحله، وكيف لمست بنفسي سعادة الأهالي وهم ولأول مرة يتحركون في أمن وأمان وداخل منازل جميلة وآمنة بل وينعم أبناؤهم بالذهاب لمدارس معدة ومؤهلة بشكل تعليمي متميز بل وبجوار أماكن إقامتهم وهو ما يعني ضمان مستقبل أفضل لهؤلاء الأبناء بعيدا عن الخوف من شبح تسربهم من التعليم أو ارتكابهم للجرائم أو استقطاب البعض لهم ليصبحوا أحد محركيها ومنظميها، والأمر لم يتوقف عند حد أهالينا ممن نقلوا للحياة داخل هذا المشروع الجميل وغيره من المشروعات النظيرة، فأحلام من كانوا يتنظرون نفس النقلة كانت موجودة أيضا, فخلال إطلاقنا في مجلة حواء لحملة "استعدي للانتخابات الرئاسية صوتك أمانة" ومن خلال لقاءاتنا بجولاتها مع عدد من النساء لحثهن على المشاركة والنزول هن وذويهن، كانت مثل هذه المشروعات الآدمية التي تعني بالمواطن دافعة للكثيرات منهن للمشاركة والإدلاء بأصواتهن فقد كان حلمهن كما أخبرنني أن يتم نقلهن وأسرهن إلى مناطق جميلة وآدمية على غرار الأسمرات، والأمر نفسه لمسته خلال زيارتي لمنطقة غيط العنب "مشروع البشاير" بمحافظة الإسكندرية والتي تعد أيضا وجها مشرقا جديدا على غرار الأسمرات، فلا يمكنك أن تعرف مدى أهمية هذا المشروع دون أن تستمع لأهالينا ممن نقلوا للإقامة به وهم يعبرون عن سعادتهم بالمنازل النظيفة والحدائق التي تحيط بها من كل جانب والمراكز  التدريبية والجمعيات الاستهلاكية هذا بجانب النظافة والنظام وشعورهم بالأمان ولأول مرة على أبنائهم، كل هذا يوجز في سطور بسيطة ما تقوم به هذه المشروعات التطويرية فهي ببساطة تعيد الإنسان للحياة، الحياة بكل ما فيها من بهجة وسعادة وأمان واستقرار، تجعله في سطور بسيطة آمن على مستقبل أبنائه بل ويحلم معهم ولهم بالأفضل، وغيرها الكثير من المشروعات النظيرة التي تسعى لتحقيق نفس الهدف سواء مشروع "أهالينا" أو "المحروسة 1و2"، و"تل العقارب"، وغيرها.
ما يعنينا هنا أننا لابد وأن نتكاتف جميعا لإكمال ما بدأته الدولة من إنجاز لمواجهة مشكلة العشوائيات، كل في موقعه من خلال زيارة أهالينا في هذه المناطق ودعمهم بكافة السبل وتوعيتهم بضرورة الحفاظ عليها والاستمتاع بالحياة فيها، بل وتنظيم ما نستطيع من مشروعات داعمة لهم في هذه المناطق الجديدة وبخاصة المشروعات التدريبية، بل ونقل الصورة الجميلة عن مصر الجديدة التي نحلم بها جميعا في كافة وسائل الإعلام.

المصدر: سمر الدسوقي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 549 مشاهدة
نشرت فى 24 ديسمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,460,438

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز