قصة حب عشناها ولم تكتمل، تركنى أكمل الطريق وحدى فتجرعت الألم وحاولت نسيانه، وها هو يعود الآن يريد الرجوع ويعدنى بألا يتركنى مرة أخرى ولكن فى الحلق غصة وفى القلب ألم وما زلت أعانى من وجع الفراق المخذي، فهل أعطى له فرصة عله يصدق هذه المرة، أم أرفض لأقى قلبى آلام الخذلان؟

هذه قصة قد يعايشها البعض مع اختلاف التفاصيل، فهل نعطى للحبيب الذى عاد بعد فراق فرصة أخرى أم نغلق القلب، هل هذه الحكاية التى لم يشأ لها القدر الاكتمال أول مرة يمكن أن تكتمل مرة أخرى؟ فى السطور القادمة تجارب مشابهة وآراء متخصصين يمكن أن تدلنا على الطريق الصحيح.

في البداية تقول ليلى عبدالسميع، مدرسة: رفضت الرجوع إلى خطيبى رغم محاولته إصلاح علاقتنا، إلا أن تعدد علاقاته كان السبب وراء رفضى الارتباط به حتى لو أقسم على أن يخلص لى العمر كله.

وتقول نانسي رضا، 26 سنة: رفضت الرجوع لخطيبى رغم أنه لم يكن السبب فى إنهاء  علاقتنا لكنه بعد أيام قليلة من استرداده كافة الهدايا تقدم لخطبة فتاة أخرى ما تسبب فى سوء حالتى النفسية، وبعد عدة شهور أراد الرجوع مرة أخرى بعد فشل خطبته لكننى رفضت رفضا قاطعا لأننى لم أعد أثق به.

"إذا أحببت شخصا فسأسامحه بالطبع"، هكذا تقول بسنت السباعي 25 سنة مدرسة، وتابعت: غفرت لخطيبى بعد فراقنا لأننى شعرت بقيمة حبنا خلال فترة البعد، ولم أستطع استكمال حياتى، لذا في أول فرصة حاول أن يصلح علاقتنا وافقت دون تردد.

أما إيمان الحسيني، ربة منزل فتقول: أثناء فترة الخطوبة حدثت خلافات عديدة بسبب تدخل أهل زوجى في اختياراتى ما أدى إلى إنهاء الخطبة، وعندما حاول العودة إلي مرة أخرى وافقت لكن بعد وضع شروط وقوانين للعلاقة بيننا وأهله وتعهد بتنفيذها.

الحب مرة أخرى

هذه كانت بعض تجارب عدد من الفتيات، فماذا عن آراء كتاب ومؤلفى قصص الحب؟

يقول الكاتب والسيناريست تامر حبيب: الحب كاف لأن يعطى الشخص الطرف الآخر فرصة، سنجد حالات ترفض لكن المنطقي طالما لم تحدث خيانة وأنه عند الفراق كان لكل طرف الحرية لأن يحب آخر فما الضرر فى الرجوع، فأحيانا بعد زواج وطلاق يعود الحبيبان إلى بعضهما مرة أخرى  .

وترى الكاتبة الصحفية هالة البدري أن لكل حالة ظروفها الخاصة ويجب تحديد سبب المشكلة أولا التي أدت إلى الفراق، وتقول: إذا كان الحب أقوى من أي مشكلات سينتصر وسيرى الطرفان أن أي مشكلة ستكون تافهة أمام حبهما، فمثلا حدوث مشكلات مادية أو خلافات بين الأهل أثناء التحضيرات للزفاف فإذا تم التراضي سترجع العلاقة بسهولة، لكن هناك مشكلات أخرى يستحيل الرجوع معها كأن يكون الرجل متعدد العلاقات.

وتنصح البدري في حالة حدوث أي مشكلة يفضل أن يبتعد الطرفان لفترة ولا ينفصلا، وبعد مدة يعيدا تقييم مشاعرهما، وإذا أرادا الانفصال وحدث وأرادا الرجوع يجب التفكير جيدا في أسباب المشكلة وهل يستطيعان استكمال الحياة معا بعد حلها أم لا، فالحب الحقيقي يكون غالبا على أي مشكلة أو عائق.

التراضي طريق الرجوع

تتفق معها د. أميمة السيد، الكاتبة الصحفية واستشاري العلاقات الزوجية والتربوية وتقول: إذا سنحت الفرصة للصلح بين الطرفين فيجب الوقوف على أسباب الانفصال أولا بعدها يكون قرار الرجوع من عدمه، فمثلا هناك أمور يصعب رجوع الطرفين بعدها مثل الخيانة، وبالرغم من أنها درجات إلا أنها من الحالات التى يصعب معها استعادة العلاقة، وهناك علاقات تكون كثرة المشكلات سبب إنهائها وفيها يفضل الشخص الفراق بسبب كثرة ما مر به من أحداث سلبية لذا يفضل عدم الرجوع، لكن هناك حالات أخرى يمكن خلالها رجوع الطرفين بسهولة إذا اتفقا على طريقة للتراضى بينهما، وفى العموم أنصح ببقاء الحوار بين الطرفين حتى لا تحدث فجوة ويستطيعا حل ما بينهما من مشكلات.

لا للرجوع

أما د. نادية جمال الدين، استشاري العلاقات الأسرية والتنمية الذاتية فتقول: هناك بعض الصفات السلبية والطباع السيئة في الرجل يمكن للمرأة أن تتحملها فترة لكنها في النهاية بعد الفراق لا تقبل بالرجوع نهائيا مثل الخيانة والبخل سواء كان ماديا أو عاطفيا، بالإضافة إلى انعدام الشخصية أو "ابن أمه"، كما أن اختلاف الطباع من الأسباب التى تجعل العلاقة محكوم عليها بالفشل.

وتضيف: في بعض الحالات يكون هدف الرجل أن يعود لحبيبته لينتقم منها على تركه، فيعود فترة ثم يتركها بعدها، ولكي تتحقق من نواياه يجب أن تسأل نفسها أولا لماذا انفصلا؟ وهل يود الرجوع ويحقق لها كل ما يرضيها، أو أنه يقدم حلولا للمشكلات التى كانت سببا للانفصال؟ وستوضح طريقته معها عن نيته إذا كان يريد الرجوع لأنه يحبها حقا، لذا إن كانت هى من تركت الطرف الآخر عليها أن تفكر جيدا قبل قبول إعادة العلاقة مجددا.

المصدر: كتبت : إيمان عبدالرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 21170 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,839,853

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز