لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني [email protected]
ما أصعب أن تجدي نفسك أمام وضع كان ولا يزال سبباً في إفساد حياتك فلا أنتِ قادرة على تغييره ولا حمل بقائه على ما هوعليه!..فأنا موظفة في أول العقد الثالث من العمر، منذ أن تفتحت عيني على الدنيا ولم أشعر بهذا المسمى "الأمان".. فقد عشت مع خالتي الأرملة وابنتها ووالداي على قيد الحياة.. والسبب ببساطة طلاقهما.. نعم.. طلاقهما وزواج كلاهما وإنجاب أبناء غيري ناسين أو متناسين أنني أخت أولادهما لكنهما اعتبروني غلطة يتنصل كلاهما من وجودها في حياته!.. باختصار، نشأت في حياة غير طبيعية واتخذت قرارا منذ الصغر ألا أنفصل عن زوجي مهما كانت الأسباب.. كبرت وأنهيت دراستي الجامعية ولم أعثر على الحب الذي يشعرني بالأمان رغم إعجاب أكثر من شاب بي.. بعدها عملت بأحد الوزارات وفيها تعرفت عليه، زميل يكبرني بخمس سنوات ولا أعرف كيف غمرني باحتوائه واحتل كل ذرة في كياني حتى عصبيته وغيرته الجنونية أحببتهما كما أحببته فأصبح هو وفقط الحلم والأمل.. تزوجنا ومن أول يوم لارتباطنا تطورت عصبيته وغيرته فلم تعد خصاما بل صراخا وإهانات تصل لحد الضرب المبرح.. بعدها يهدأ ويندم! تحملت وتصورت أن الزمن كفيل بتهدئته وأنجبت طفلة في عامها الرابع الآن.. فهل هدأ؟!.. للأسف، وصلت عصبيته لدرجة تفوق الحد على أهون سبب ولم يكتف بالعنف بل أنه يعلنها بوضوح لن أتغير وإما أن ترضي بالمهانة والضرب أو كل منا يذهب لحال سبيله وحتماً سأجد أخرى تتحملني!..المشكلة أنني لم أعد قادرة على المهانة ولا أستطيع اتخاذ قرار الطلاق ورؤية ابنتي مكسورة كما سبق وكسرني والداي!.. ولا أنكر أن خالتي وقفت بجانبي كثيراً حتى أنها تشجعني على ترك المنزل حتى يعرف زوجي قيمتي خاصة بعد إصابة صغيرتي بالتلعثم وتأكيد الأطباء أن مرضها سببه نفسي جراء الخوف من المشاجرات الدائمة بيني وبين والدها.. كيف أتصرف؟!
ر . ص "الهرم"
من الواضح أن خوفك الشديد من الطلاق انعكس سلباً على زواجك.. فشعر شريك حياتك باستحالة بعادك عنه مهما أخطأ في حقك ما دفعه للتعامل معك بعصبية وتجبر يصل حد العنف وكله ثقة في تحملك.. لذا لن يصلح حاله إلا ببعدك عنه لبعض الوقت.. فلما لا تذهبين لخالتك كما نصحتك؟!.. أعتقد أن تهديده باحتمالية فقدانك ربما يدفعه للحد من عصبيته الزائدة.. وتذكري أن الطلاق يمثل صدمة حادة للأبناء بينما العلاقة الزوجية المتصدعة تؤدي لصدمة مزمنة.. والفرق بين الحادة والمزمنة كبير فالأولى تصنع صدمة وقتية ينجم عنها الخوف من الطلاق كما حدث معك بينما تؤدي الأخيرة لفوبيا وعقدة من فكرة الزواج برمته وهو ما أخشاه على صغيرتك.. فلو كنتِ حقاً تريدين مصلحتها فعليكِ عقد هدنة مع زوجك خاصة أمام طفلتكما حتى تتخلص من تلعثمها وتنشأ في مناخ أسري مستقر.
ساحة النقاش