حوار : طاهــر البهــي
نجاح كبير حققته النجمة القديرة سوسن بدر فى الحملة الإعلانية التوعوية «صحة مصر »، التى تحدثت فيها بلسان حال المرأة المصرية، ونظرا لمصداقيتها الشديدة لدى البيت المصري، كان من البديهى أن تصدقها المرأة المصرية، وأن تتجاوب مع دعوتها؛ ضجة كبيرة أثارها رواد مواقع التواصل الاجتماعى بعد تداول صورة للفنانة سوسن بدر، ظهرت خلالها بإطلالة مختلفة غريبة عنها، حيث اعتمدت على تغيير لون شعرها إلى اللون الرمادي، والمكياج الحاد، مما أثار سيلا من التعليقات والإعجاب بتلك الجرأة الشديدة التى تحتوى على شجاعة فنانة قررت التخلى عن صبغات الشعر، وإظهار اللون الأبيض لشعرها دون خوف من المرحلة العمرية الناضجة التى تعيشها.. وهو ما نحاول التعرف على أسبابه وملامحه من سيدة المسرح المعاصر ونجمة الدراما التليفزيونية الأولى فى مصر..
بادرتها عن حماسها الواضح في توصيل الرسالة على أكمل وجه، وظهورها بهذا المستوى المشرف من خلال مبادرة "صحة مصر" وتجسيدها لشخصية المرأة المصرية بقوتها وجذورها الضاربة في أعماق التاريخ وفجر الحضارة الإنسانية؟
تقول في جدية شديدة: كان من البديهي أن أتحمس للمبادرة، أولا لكوني امرأة مصرية، وثانيا لأن المستهدف منها هن نساء مصر الجميلات في قوتهن وفي تجاوبهن مع المبادرات ذات البعد القومي، وأعجبتني جدا العبارة التي تلخص الرسالة من كون صحة المرأة المصرية هي تعبر وتجسد صحة مصر، ومن هنا يأتي الإيمان بأهمية الحملة الإعلانية التي قدمناها عن ضرورة الكشف المبكر على صحة سيدات مصر، الرسالة كما قلت في غاية الأهمية وهي تحت رعاية جهة مهمة جدا هي رئاسة الجمهورية.
قمت بتغيير كامل في إطلالتك، ورغم اللون الأبيض الذي بدا عليه شعرك، إلا أنك ازددت مهابة ووقارا، واستفدت من ملامحك الفرعونية وهي أكثر ما يميزك؟
بابتسامة فخر وتواضع جاءني صوتها هامسا هذه المرة: الحمد لله، الناس صدقتني ولم تعتبر أن اللوك لعبا بمشاعرهم، وفي الحقيقة أنا طول عمري أكره المكياج، ومن يعرفني يدرك أن هذه هي طبيعتي، عندما أنتهي من تصوير مشاهدي في أي عمل، أزيل بسرعة المكياج، أسارع بغسيل وجهي وكأني تخلصت من عبء ثقيل، وقتها أشعر بأنني عدت "سوسن" البسيطة الطبيعية، أما عن اللوك الفرعوني، فهو من متطلبات المبادرة، علما بأن ناس كثيرين يرون في وجه فرعوني يشبه جداتنا الملكات، وقد نشر المخرج عمرو سلامة صورة تجمعني به وأنا أرتدي ملابس كليوباترا من كواليس تصوير إعلان "١٠٠ مليون صحة" ولاقت استحسان الكثيرين.
صدق
ما سر نجاح إعلان "100 مليون صحة وتصديق المرأة المصرية له؟
الإعلان بسيط والمبادرة فيها الصدق والخوف على المرأة المصرية، والمبادرة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، هدفها الحفاظ على صحة المرأة المصرية، وأظهر في الإعلان كمعلق بصوتي، بالإضافة إلى مشهدين أحدهما أقدمه بشخصيتي "الفنانة التي تصور عملا فنيا بوجه وملابس كليوباترا كناية عن عراقة المرأة المصرية ودورها في المجتمع، والثاني بصفتي كسوسن بدر الإنسانة ذات شعر قصير يميزه اللون الأبيض.
ألم تخشي رد فعل سلبي من جمهورك تجاه الشعر الأبيض الذي ظهر فجأة؟
الحقيقة أنني كنت أرغب في التخلص من الصبغات منذ وقت طويل، وقد استطلعت آراء أسرتي في هذا الأمر، وجميعهم بلا استثناء رفض الفكرة وأخافوني من رد الفعل من جانب جمهوري، إلا أنني عزمت على ذلك، وانتهيت من تصوير آخر مشهد في عمل شاركت به، وذهبت إلى مصفف الشعر الخاص بي وطلبت منه قص الشعر وعدم تلوينه، إلا أنه تفاجأ بطلبي، وعرض علي اللون الرمادي كبديل للأبيض، إلا أنني أصريت على طلبي، وما أن تم نشر صور جديدة، حتى انهالت التعليقات المرحبة، بل إن الكثير من السيدات قلن لي ليتني أمتلك شجاعتك.
الأم
قدمت شخصية الأم في أكثر من عمل تليفزيوني وحصدت إعجاب المشاهدين..ألا تخشين الوقوع في فخ التكرار؟
تقول كمن نفذ صبرها من كثرة طرح السؤال عليها: يا عزيزي، أنا يمكنني تقديم "تيمة" الأم كل يوم في عمل فني مختلف، وسوف أشعر بالشبع الفني تجاه الدور بشرط واحد هو الورق، منذ فترة كنت أحكم على الورق من الملخص وقراءة الحلقة الأولى فقط، كان يكفي هذا لأقف عند مستواه، أما الآن فأنا مجبرة على قراءة كل الحلقات قبل دخول الاستوديو، لأنه أحيانا تكون البداية قوية ثم يقل المستوى مع توالي الحلقات، وكل موضوع له متعته، ولا تجد في أعمالي أما تشبه الأخرى؛ ففي مسلسل "زي الشمس" قدمت دور الأم بإحساسي، حيث تعمدت أن أعبر عن لهفتي على ابنتي "ريهام" بشهقة تعبر عن لهفة الأم وخوفها على ابنتها التي تتعرض لمحنة المرض، وفي مسلسل أبو العروسة الذي قدمنا منه 120 حلقة وأتمنى أن نستكمله، ناقشنا الخلافات بين الأزواج من الشباب كما ناقشنا أهمية الصديق في الحياة، وبصفة خاصة من خلال الطبقة المتوسطة، وقداستطاع مسلسل "أبو العروسة" أن يحقق ردود أفعال إيجابية، وصدى كبير أثناء عرضه كونه تطرق فى أحداثه إلى عدد من القضايا المهمة التى تمس المجتمع المصرى، وقريبة من الواقع، أما أصعب دور "أم" قدمته، فكان من خلال مسلسل "أهو ده اللي صار"، حيث كانت "خديجة هانم" هي الشخصية المحورية التي استمرت منذ بداية الأحداث إلى نهايتها، ما قصدت أن أقوله هو إن الحياة مليئة بالأمهات، ولكن لكل أم شخصيتها وطريقتها التي تعبر من خلالها عن الأحداث.
الجدة
أنت تباهين الأمم بأنك جدة لحفيدين رائعين هما ملك 15 سنة ويوسف 14 سنة..ماذا تعلمينهما وهل تلبي كل طلباتهما؟
أنا سعيدة بمهمتي كجدة لملك ويوسف..(ضاحكة): "الحقيقة هما اللي بيربوني وبيلعبوا بيا مش أنا اللي بلعب معاهم"، هو بالفعل جيل مختلف جدا، هما نتاج التطور الحضاري، إنهما جيل النت والموبايل، وسرعة الإيقاع وروح العصر، وأنا أناشد الأمهات والآباء خدوا بالكم من أولادكم وأحفادهم، احموهم من مخاطر التكنولوجيا وسلبياتها، صحيح إحنا بنتعلم منهم أشياء كثيرة، ولكن لابد من الحفاظ على الهوية والتقاليد.
لم تتخل عنك رشاقتك..هل من أسرار؟
السر أنا تربيت على احترام نظامي الغذائي ومراقبة نفسي جيدا؛ ولعلك تعلم أنني بدأت حياتي عارضة أزياء وأن من دربتني على ذلك الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي، وهي مهنة مرهقة جدا، ونظرا لنحافتي الشديدة وقتها، كان يتم تفصيل ملابس خاصة بي، رجاء لها فضل كبير علي في هذا.
ما هي أمنيتك على المسار الفني؟
أن أشارك في مهرجانات دولية مرموقة، وأن يتم تقديمي بجملة واحدة: سوسن بدر..فنانة مصرية؛ فأنا عاشقة لفني ولبلدي..مصر.
ساحة النقاش