حوار : منار السيد
رغم الأعباء والمسئوليات التى تتحملها كأستاذة جامعية إلا أنها تتمسك بالطقوس والعادات الرمضانية التى اكتسبتها من والدتها، يحمل لها شهر رمضان الكريم الكثير من الذكريات الجميلة ويشعرها بالحنين إلى الماضي، تراه شهر عمل وإنجاز بجانب العبادة من صوم وصلاة وليس كسلا وتواكلا إنها ذكرياتها الرمضانية » حواء « د. هويدا مصطفي، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة والتى تسترجع مع فى هذا الحوار..
- ما الطقوس الرمضانية التى تحرصين على أدائها خلال الشهر الكريم؟
على المستوى الشخصي لدي دائما حنين إلى الماضي حيث أحتفظ بكافة الذكريات والقصص والمجلات التي رافقتني بمراحل عمري المختلفة، وأحرص على إحياء كافة الطقوس بكل المناسبات والأعياد، وفي شهر رمضان أحرص على تزيين المنزل بالزينة الرمضانية والخيامية ووضع فانوس كبير داخل المنزل ومتابعة المسلسلات.
ولأن لشهر رمضان خصوصية أحرص على استعادة طقوس وذكريات الزمن الجميل التي تربينا عليها، فأهم ما يميز الشهر الكريم الترابط الأسري واستعادة العلاقات الاجتماعية التي ساءت بسبب التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي التي قطعت الأوصال والترابط العائلي والأسري.
- وهل لجيل التكنولوجيا من أبنائك وأحفادك شغف لإحياء هذه الطقوس؟
علينا ألا نظلم هذه الأجيال فهم يكتسبون عاداتهم وطقوسهم من خلال أسرهم، لذلك فعلى الأسرة دور كبير في الاهتمام بهذا الأمر خاصة وأن الشباب لديهم شغف للتمسك بالطقوس والعادات من خلال الاهتمام بالزينة وإقامة الشعائر والتجمع لتناول الإفطار والسحور سويا والسهرات الرمضانية وصلاة التراويح اللذين سيقاما هذا العام داخل المنزل، فنجد فئة كبيرة من الشباب لديهم هذه الروحانيات وعلينا تشجيعهم دائما من خلال خلق فرص لهم لتغيير نمط الحياة من خلال دعم قيم ومعاني الترابط الأسري والتجمع حول مائدة الإفطار وحديثهم عن ذكريات الزمن الماضي في ليالي رمضان.
- هل صادفت وقضيت شهر رمضان خارج مصر؟
دائما يصادف إقامة مؤتمرات خارج مصر خلال شهر رمضان بالإضافة إلى أنني قضيت في فرنسا ثلاث سنوات أثناء إعدادي لرسالة الدكتوراه, وكان النهار طويلا جدا والصيام شاقا بالإضافة إلى افتقادى للأجواء الرمضانية التي نعيشها في مصر لكننى كنت أعوض ذلك بالتواجد بأماكن الجاليات العربية للتجمع والإفطار سويا للشعور بالمظاهر الرمضانية.
- من تتمنين دعوته إذا انتهت فترات الحظر فى شهر رمضان؟
أسرتي الصغيرة ووالدتي وأختي، فالحنين دائما لهم ثم أفراد عائلتي الكبيرة، وقد أعددت أشهى الأطباق من المكرونات والحمام بجانب السلاطات المتنوعة.
- هناك العديد من السلوكيات الخاطئة التي نتبعها في الشهر الكريم كيف نتغلب عليها؟
من أكثر المفاهيم الخاطئة والسلوكيات التي يجب تداركها خلال الشهر الكريم عدم إنجاز الأعمال لذلك يجب ترتيب أولوياتنا وإنجاز أعمالنا ومهامنا خلال فترة زمنية معينة، فالعمل والإنجاز خلال الشهر الكريم له إحساس روحاني يشعرنا باكتمال عبادتنا بجانب الصوم والصلاة وقراءة القرآن.
- هل تعد الأعباء المنزلية تحديا للمرأة العاملة خلال الشهر الكريم؟
لن تشكل عبأ إذا تم تنظيم الوقت والموازنة بين العمل والمهام المنزلية خاصة في ظل ضيق الوقت ما بين العمل والعودة للمنزل لبدء إعداد الإفطار وتوفير متطلبات الأسرة، لكن المرأة بالتنظيم والترشيد تستطيع تحديد الكمية والأصناف لتوفير وقتها في ضوء ميزانيتها، وهذا أيضا جانب من إنجازات المرأة وعملها الذي تشعر بالنشاط والطاقة فور أداء مهامها.
- فيما يخص الاستهلاك كيف تستطيع المرأة ترشيد استهلاكها في رمضان؟
أصبح للمرأة وعي كبير وأكثر ارتباطا بحركة المجتمع وأنه مهما زادت الموارد فهي محدودة وعليها توفير احتياجاتها، فالمرأة عنصر فعال في الأسرة حيث تستطيع الترشيد وعمل موازنة بين احتياجات أسرتها وميزانيتها الشهرية.
كيف نستعين بروح الشهر الكريم في مواجهة أزمة فيروس كورونا؟
علينا أن نتفق في البداية أننا اختبرنا أنفسنا في أزمات ومحن كثيرة وفيما يخص القطاع الاقتصادي فقد أثبتت الدولة أنها قادرة على توفير كافة الاحتياجات الغذائية والمادية والدوائية في ظل أشد الأزمات لكن دائما ما كنا نتعامل بدافع مشاعر الخوف والتي تدفعنا لاتباع نهم الشراء والتخزين واختلاق أزمات داخلية جديدة، لذلك فأول مفهوم يجب تغييره تغيير أنماط سلوكياتنا الشرائية.
هل تتوقعين تغيير بعض المفاهيم لدى المواطنين بعد هذه الأزمة؟
دائما ما تخلق الأزمة الفرصة لذلك لذا فعلينا أن نتمسك بفرصتنا في تغيير بعض المفاهيم الخاطئة، وأعتقد أن المواطنين بالفعل أصبح لديهم وعي أكبر وشعور بتحمل المسئولية وهو ما ظهر واضحا بالتزامهم بقرارات الدولة لتخطي الأزمة، بالإضافة إلى فرصتنا في تقوية علاقتنا الاجتماعية مع أبنائنا وصلة الأرحام.
ساحة النقاش