كتبت : سمر عيد
وقف الرجل الخمسيني أمام المرآة ذات صباح يستعد لارتداء ملابسه ليذهب إلى عمله فوجد الشيب على رأسه وخطوط العمر بدت على ملامح وجهه،فشعر بمرور عمره وهو لايزال يكافح ويعمل من أجل الإنفاق على أسرته وضمان مستوى معيشي جيد لها،فانطلق يبحث عن نزواته ليثبت لنفسه أنه مازال شبابامرغوبا من النساء غير آبه بما سيصيب زوجته وأسرته نتيجة لنزواته غير المحسوبة في كثير من الأحيان..
تلك مشكلة تواجه حواء ومع الأسفبعض النساء يقعن في مشاكل لا حصر لها بسبب ركض الزوج خلف نزواته ومحاولة استعادةمغامراته الشبابية، "حواء"تناقش هذه القضية مع متخصصين بالعلاقات الزوجية والأسرية وهاهي تقدم روشتة فعالة وناجحة للتعامل مع نزوات الزوج.
فى البداية تقول ثناء ماهر، ربة منزل: بعدما وقفت إلى جوار زوجي لأكثر من 15 عاما ومنحته كل ميراثي من والدي كي يبدأ مشروعا خاصا يدر عليه الربح فوجئت أنه يتودد لإحدى قريباتي ويذهب لزيارتها على فترات متباعدة،وعندما واجهت قريبتي بذلك أخبرتني أن زوجي قد عرض عليها الزواج لكنه يخشى من أن أطلب منه الطلاق إذا عرفت بالأمر، فعدت لأعلم زوجي أنني قد عرفت بعلاقته بتلك المرأة وأخبرته أنني لن أغضب إذا تزوجها وأنني لم أقصر معه في أي شيء،وبالفعل تزوجها لكنه أدرك بعد ثلاثة أشهر من زواجه أن قريبتي لاتختلف عني أو أي امرأة فطلقها وعاد إلى أسرته.
ومن واقع تجربة شخصية حدثنا أمجد سعيد، رجل أعمال قائلا: بعد مضي 7 سنوات تقريبا على زواجي من الفتاة التي كنت أحبها شعرت بالملل والفتور يتسلل إلى علاقتنا الزوجية حتى ظهرت أمامي امرأة من جنسية أخرى وتعرفت إليها وبدأت معها قصة حب قادتني فيما بعد إلى الارتباط بها والزواج منها،وبعد مضي فترة شعرت أن زوجتي الثانية برغم اختلاف جنسيتها وتقاليدها وتصرفاتها عن الأولى إلا أنها تشترك معها في صفات كثيرة يأتي على رأسها إنفاق الكثير من الأموال على مالايفيد ومعاتبتي باستمرار على الانشغال عنها بعملي، عندها أدركت أن كل النساء سواسية ولا فرق بينهن مطلقا.
وتقول مها غريب، مدرسة بإحدى المدارس الخاصة:إن النساء اللواتي يعتقدن أن فضح الزوج أمام الناس سيثنيه عن نزواته خاطئات،فزوجي موظفبإحدى الشركات الخاصة ومع الأسف تعرف على امرأة متزوجة هي الأخرى وتطور الأمر بينهما إلى علاقة عاطفية،ولم أكن أصدق ماعرفته حتى رأيته ينتظر أمام بيتها حتى يخرج زوجها فيصعد هو إلى شقتها،وعندما قمت بفضحه أمام أهله ومعارفه أخبرني إن لم أرض بالأمر الواقع فإنه سيطلقني.
الثقافة الاجتماعية
تعلق د. فادية علوان، أستاذة علم النفسبكلية الآداب جامعة القاهرة على مسبباتنزوات الرجل قائلة: تلعب العادات المجتمعية والفهم الخاطئ للدين دورا كبيرا فى لهث الرجل وراء نزواته بالإضافة إلى أسلوب التربية والذى يحدثخللانفسيا لدى الكثير من الرجال،فهو يتزوج من امرأة يثق في أخلاقها وعدم خيانتها له بينما يعشق ويفضل المرأة اللعوب التي تلبي له نزواته ورغباتهلذا فالمناخ العام هو الذي يشجع رجالا كثر على الخيانة وتعدد العلاقات.
حلول خاطئة
لكن متى تبدأ نزوات الرجل في الظهور؟
تجيب د. منار عبد الفتاح، خبيرة العلاقات الأسرية قائلة: نزوات الرجل ليس لها عمرا محددا لكن ينبغي أن تنتبه الزوجة إلى زوجها جيدا بعد سن الأربعين،ويبلغ تمرد الرجل على حياته الزوجية والبحث عن علاقة أخرى بعد سن الخمسين لدى الرجل بما يسمى بالمراهقة المتأخرة، أما عن أسباب دافع الرجل لإقامة علاقات متعددة بعد الزواج فله أسباب نفسية كثيرة منها شعوره بأنه قد أصبح مهملا بعد زواجه وإنجابه أكثر من طفل وإنشغال زوجته عنه بتربية الأطفال ومسئوليات المنزل،بالإضافة إلى الخلل في التربية والتفرقة بين الولد والبنت منذ الصغر حيث تبيح الأسر العربية للذكر أن يفعل مايشاء ويضيقون الخناق كثيرا على الفتاة،فينشأ الولد وهو يعرف أن من حقه أن يعدد علاقاته العاطفية، بجانب ضعف الوازع الديني والفهم الخاطئ لنصوص الشريعة.
وتتابع: تتعامل أغلبية النساء مع أزواجهن بطريقة خاطئة إذا ما اكتشفنخيانتهمبطريقة أو بأخرى، حيث ينهى البعض حياتهن الزوجية ويطلبن الطلاق فورا حفاظا على كرامتهن،والبعض يفضحن الزوج أمام الأهل والأصدقاء،فيما يبتزه البعض ماديا, وفي الحقيقة كل هذه الحلول خاطئة لأن الطلاق سيتسبب في تشرد الأطفال وخراب المنزل،بينما فضح الزوج وإن كان سيجدي مع بعض الرجال ذوي المناصب ومن يخافون على سمعتهم أمام الناس إلا أنه قد لايجدي مع بعض الرجال المتبجحين والذين يرون أن من حقهم إقامة علاقات متعددة،أما عن ابتزاز الرجل ماديا فهو يؤكد له أن زوجته لاترغب فيه شخصيا وأن علاقتها به كالبنك الذي تسحب منه النقود فقط.
متلازمة (مادونا)
توضح د. إيمان سرور،استشارى الأمراض النفسية أن نزوات الرجل وتعدد علاقاته ليست مرضا نفسيا واضحا وإن كان سببها بعض الأعراض النفسية كالشعور بالدونية أمام زوجته ما يجعله يسعى لإذلالها بخيانتها مع امرأة أخرى،وتقول: هناك مايسمى"بمتلازمة مادونا" وفي هذا المرض النفسي لايستطيع الرجل أن يكون طبيعيا في علاقته مع زوجته بينما يمكن أن يكون طبيعيا جدا مع نساء أخريات سوى زوجته،وهذا المرض سببه خلل في علاقة الطفل الذكر بأمه منذ البداية حيث لايفرق بعض الرجال بين حب الأم وبين أوامرها وصراخها أحيانا من أجل مصلحتهم,ومنهنايصبح لدى الولدعقدة نفسية من الأم والتي تحل محلها الزوجة فيما بعد فيرفض علاقته الحميمة بها،ويصبح طبيعيا جدا بل ورومانتيكيا أيضا مع نساء أخريات بخلاف زوجته، بالإضافة إلى أن الرجل ليس كالمرأة،فالأخيرة عندما تحب لاتخون وهي تربط جيدا بين جسدها وقلبها ومشاعرها، إلا أن حب الرجل لزوجته لايمنعه من الركض خلف نزواته التي قد تلبي احتياجاته الجسدية في كثير من الأحيان.
المرأة المتضررة الاولى
ترى د. نورا رشدي، أستاذة علم الاجتماع ووكيلة معهد الخدمة الاجتماعية سابقا أن الزوجة والأطفال هم من يدفعون فاتورة نزوات الرجل كما يدفعه الطرف الثالث أو المرأة الأخرى التي تظن الزوجة خطأ أنها قد خطفت زوجها أو استولت عليه، وتقول: يسعى الرجل عادة إلى الإيقاع بفتاة بريئة أو امرأة مكسورة لا حول لها ولاقوة كي تلبي له هذه النزوات،فيسعى لإقناع ضحيته أن حياته الزوجية فاشلة ويذكر كل عيوب زوجته، ونادرا مايتزوج الرجل من المرأة الثانية التي يظهرها أمام الناس والأصدقاء أنها امرأة لعوب وهي التي تطارده بينما هو من نسج شباك العنكبوت حولها حتى تقع في براثنه،والخيانة لا مبرر لها وعلى الزوجة أن تحاول استعادة زوجها إذا كانت تحبه,لكن إذا يئست منه فعليها أن تتركه لأن وجوده في حياة الأطفال قد يسبب لهم عقدا نفسية، فربما يقلده أولاده الذكور بعد ذلك, بينما خيانته واندفاعه خلف نزواته قد تصيب بناته بعقد نفسية تمنعهن من الزواج بعد ذلك أو تؤثر سلبا على علاقتهن بأزواجهن في المستقبل.
ساحة النقاش