كتبت: إيمان العمري

قد يرى الكثير أن هذا العام من أصعب الأعوام التي مرت على العالم كله وذلك لانتشار جائحة كورونا وما تبعها من حالة حظر جزئي أو كلي فرضت لشهور عديدة، وقد أكدت العديد من الدراسات أن فئة الشباب أكثر المتأثرين بما حدث في العالم.. والسؤال هنا ماذا غيرت 2020 في اتجاهات الأصدقاء ورؤيتهم للعالم والحياة؟

البداية مع عمرو خالد، تلميذ في المرحلة الإعدادية الذي يرى أن أهم تغيير حدث في 2020 كان في نظام التعليم عن بعد الذي يعد تجربة جديدة ومثيرة للاهتمام.

ويؤكد كلامه زميله مصطفى عبد المعبود الذي يراها تجربة ناجحة استفاد منها كثيرا.

الرماية حياتي

يقول يوسف طه، طالب: عندما تم إغلاق الأندية الرياضية هذا العام بسبب انتشار فيروس كورونا كان علينا أن نجد وسائل أخرى لممارسة الألعاب التي نحبها فكنا نتجمع في فرق ونلعب أمام المنازل أو في مداخلها.

واجهت نفس المشكلة تقريبا فريدة درويش، بطلة أفريقيا في الرمايةوتقول: لقد مكثنا ما يقرب من تسعة أشهر في المنزل نقوم ببعض التدريبات البسيطة ما أثر على مستوانا, لكن ما أن عادت الأمور إلى طبيعتها استطعت في وقت قصير العودة لما كنت عليه, لكن كان لهذه الفترة العصيبة تأثيرها الكبير على علاقاتي الاجتماعية وعرفت حقيقة أشخاص كثيرين, وهنا أدركت أن الرماية هي الباقية لي والشيء الوحيد الذي لن يتغير.

سنة صعبة

"كانت سنة صعبة لكن غيرت شخصيتي للأفضل" بهذه العبارة تبدأ كلامها الكاتبة الشابة نورا زكي وتقول: كانت هذه السنة حافزا لزيادة الوعي وتقدير المسئوليات وتعديل الأولويات وشهدت تغيير نمط العمل فقد أصبح أغلبه "أون لاين" وينجز من البيت, كما ازدادت أهمية وسائل التواصل الاجتماعي للتقارب مع الآخرين.

ويتفق معها في الرأي علاء أحمد، طالب ويذكر أنه خلال فترة الإغلاق ازداد التواصل بينه وبين أصحابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليحل العالم الافتراضي مكان الواقع في دنيا الأصدقاء.

 الجيش الأبيض

تقول د. سارة يس،مدرس الصحافة بجامعة أسيوط: لا أنكر أن ما مر به العالم هذا العام قد غير نظرتي لأشياء كثيرة تأتي على رأسها مهنة الطب ومدى صعوبتها وشعرت بمعاناة الأطباء بشكل كبير, كما قدرت قيمة العمل بصورة أكبر وأصبح لدى رؤية أعمق عن إدارة الأزمات وازدادت درجة تعاطفي مع المحتاجين ومن يمرون بأزمات مالية، مؤكدة أن أهم تغيير بالنسبة لها في 2020 كان حصولها على درجة الدكتوراه رغم أن المناقشة تأخرت قليلا بسبب انتشار كورونا.

وربما أكثر من تأثرت رؤيته للعمل كانوا أفراد القطاع الطبي وتحدثنا عن ذلك سلمى عصام, صيدلانية وتقول: لقد تخرجت هذا العام ولا أنكر أن نظرتي للمهنة اختلفت تماما عما كانت عليه من قبل لقد أدركت خطورتها هي وباقي مهن القطاع الطبي إضافة إلى ما علينا من مسئوليات كبرى حيث يمثل هذا القطاع خط الدفاع الأول عن الشعب بكل فئاته وعليه أن يكون على قدر صعوبة المهمة المكلف بها.

إيجابيات كثيرة

تعلق على ما حدث من تغيرات في 2020 د. هالة منصور،أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وتقول: رغم أن هذه السنة كانت صعبة جدا على مصر والعالم كله لما شهدته من انتشار جائحة كورونا، فقد كان هناك العديد من الإيجابيات والتغيرات للأحسن والتي تمثلت في أن ما عشناه من فترات حظر جزئي جعلت عجلة الحياة تبطئ قليلا وهذا انعكس بشكل جيد على كل أفراد الأسرة المصرية التي كانت تلهث من سرعة إيقاع المعيشة, ولعل فئة الشباب هم أكثر من استفاد من تلك الفترة وعرف أن أشياء كثيرة كان يعتبرها جزءا من حياته أمكنه الاستغناء عنها بسهولة مثل الجلوس على المقاهي وأيضا تناول الوجبات الجاهزة حيث أصبح الاعتماد أكثر على الأكل المنزلي.

وتضيف:كان عام 2020 فرصة لتطبيق تجربة التعليم أون لاين التي كانت هناك محاولات كثيرة لتطبيقها فيما سبق لكن بسبب الظروف التي مر بها العالم أصبحت هي أساس العملية التعليمية، وأتمنى أن نتمسك بكل إيجابيات 2020 ونتوسع فيها في 2021.

***

أسوأ سنة

يرى الباحثون في فترة العصور الوسطى أن سنة 536 ميلاديا هي أسوأ عام مر على البشرية حيث تسببت ثورات بركانية في انطلاق الكثير من الرماد والصخور ما أدى إلى حجب أشعة الشمس عن قارة أوروبا وأجزاء من أسيا والشرق الأوسط, واستمر ذلك الوضع ما يزيد عن العام ونتج عنه انخفاض في درجات الحرارة وهلاك في المحاصيل ومجاعات ووفاة الآلاف,كما ظهر وباء الطاعون بعد ذلك والذي استمر عدة سنوات قضى خلالها على حوالي ما يقرب من نصف سكان الإمبراطورية الرومانية الشرقية.

***

كورونا والارتباط العاطفي

أجرت جمعية ريليت البريطانية في شهر أبريل الماضي دراسة مسحية عن تأثير الإغلاق العام بسبب انتشار الكورونا على العلاقات العاطفية, وكانت النتيجة أن الإغلاق العام وضع الكثير من العلاقات الاجتماعية على المحك وأعلن 8% من الذين شملتهم الدراسة رغبتهم في إنهاء علاقاتهم العاطفية.

***

الشراء الإلكتروني .. يكسب

شهد العام الحالي تغيرا كبيرا في طرق التسوق, فقد كشف تقرير عن مؤشر التسوق في الربع الأول من عام 2020 إلى ارتفاع معدلات الشراء عبر الإنترنت ليصل إلى20% مقارنة بمعدل ارتفاع بنسبة 12% في نفس الفترة الزمنية من العام الماضي.

وقد أعلن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الاونكتاد) في أكتوبر الماضي نتائج مسح تم إجراؤه في تسع دول على 3700 مفرد أن نصف المشاركين يتسوقون عبر الإنترنت بشكل متواصل.

***

كآبة السوشيال ميديا

أظهرت العديد من الدراسات الدولية أن 2020 هي أكثر السنوات كآبة وسوداوية على منصات مواقع التواصل الاجتماعي بسبب انتشار وباء الكورونا وما تبعه من أحداث.