حوار: أماني ربيع
على مدى تاريخها العملي كانت تضع حب الوطن والنجاح نصب أعينها لذا استطاعت أن تتقلد العديد من المناصب فى فترة وجيزة، بل وتقدم كل ما تستطيع لخدمة وطنها، لتنجح في كل مجال تلتحق به حتى صارت مدير عام بأحد أهم البنوك الوطنية في مصر، وأصبحت مؤخرا مقرر المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة.
عن حياتها ومسيرتها تفتح مها مروان قلبها لحواء، فكان هذا الحوار.
فى البداية حدثينا عن أسرتك ودورها في بناء شخصيتك..
نشأت في عائلة محبة للبلد، فوالدي كان من عشاق هذا الوطن، حيث ساهم في التبرع للجيش بعد النكسة، بينما تبرعت والدتي بذهبها، كان الشعور بالانتماء يغمرنا جميعا، وكان والدايّ مؤمنين بأن الشعب له دور في النهوض بالوطن وليس مجرد متفرج، ودائما هذا ما أركز عليه عند الحديث عن التربية خاصة في الوقت الحالي لأن تربية الأسرة لأبنائها على مثل هذه القيم هو أمر مهم لدعم استقرار الوطن، وأعتبر والدايّ أساس بذرة الخير في شخصيتي من خلال التربية القائمة على الاهتمام بالآخرين والإحسان للفقراء وجبر الخاطر وأكمل إخوتي مسيرة والدايّ معي من الاهتمام والدعم.
كيف ترين دور المرأة في المنزل؟
لا يجب إنكار أهمية دور المرأة كزوجة وأم، لذا في البداية كان تركيزي كله منصبا على البيت والأولاد لأنهم في هذه المرحلة يحتاجون أكثر لأن أكون بجانبهم، وأعتقد أن تواجد الأم في المرحلة المبكرة مهم لأنها تؤسس شخصية الأبناء فيما بعد، اخترت تربيتهم بطريقة حازمة تماثل تربيتي، وبعد أن تخرجوا من الجامعة واطمأننت أن بإمكانهم الاعتماد على أنفسهم قررت البحث عن هدف جديد لحياتي.
كيف استطعتِ الموازنة بين دورك كزوجة وأم ونجاحك كامرأة عاملة؟
كزوجة كنت أحرص على ألا أجعل مسئولياتي في العمل تؤخرني عن دوري بالمنزل، فكنت أخصص يومي الجمعة والسبت لتجهيز وجبات الأسبوع بجانب تخصيص يوم للعائلة، وأعتقد أن تنظيم الوقت هو الحل السحري لمعادلة الناجح الصعبة هذه.
هل واجهت صعوبات خلال عملك بالقطاع المصرفي لكونك امرأة؟
أعتقد أن الشخصية القوية قادرة على إثبات نفسها رغم أية عقبات، فقد اكتسبت قوة شخصيتي من والدي وهو ما أستخدمه خلال عملي، أتعامل مع أنماط مختلفة من البشر بحكم عملي، أضع خطوطا فاصلة وأفرض شخصيتي وأمنع الآخرين من تجاوز الحدود، وتحت إدارتي أكثر من موظف "رجال ونساء" وأحرص أن يكون وجودي بينهم له معنى.
ماذا علمك القطاع المصرفي، وكيف أثر على شخصيتك؟
العمل في القطاع المصرفي علمني الدقة والملاحظة فكل كلمة ورقم له معنى والحذر الشديد عند كل خطوة أقوم بها، كما أن مهارة الـ sale أظهرت موهبتي في التسويق والمبيعات والقدرة على الإقناع وهو ما ساعدني عند المشاركة في حملات طرق الأبواب، وكيف أستطيع بذكاء التحدث مع الأشخاص على قدر عقولهم، كما علمتنى والدتي عدم التعالى على الآخرين مهما قل مستوى تعليمهم أو عملهم.
هل تعتقدين أن دور الإنسان وتأثيره يتضاءل مع المرحلة العمرية؟
أؤمن أن الإنسان لا يكبر على تعلم فكرة جديدة، فمازلت أتعلم ومؤخرا اجتزت كورس التفاوض وإدارة الأزمات بأكاديمية ناصر، فنحن في حالة تعلم مستمر من أجل أن نتكيف مع المستجدات من حولنا.
كيف ترين العمل التطوعي؟
أعتقد أن العمل التطوعي من الأمور المهمة خاصة فى المرحلة الدقيقة التي نمر بها وهو فرصة للخروج والتفاعل مع الآخرين، وقد شاركت فى عدة حملات فى هذا الصدد مثل صوتك أمانة، والتوعية ضد الختان والعنف.
متى قررت الانضمام للمجلس القومي للمرأة؟
أنا من النوع الذي لا يحب أن تمر ساعة واحدة في حياته دون عمل، لديّ طاقة أحب إخراجها في أشياء مفيدة، لذا قررت بجانب عملي في البنك أن أوجه طاقتي لخدمة بلدي وبالطبع لم أجد أفضل من المجلس القومي للمرأة كسبيل لفعل ذلك، التحقت بالمركز القومي للمرأة منذ بضع سنوات تدرجت من مقرر مناوب إلى مقررة فرع القاهرة، والعمل بالمجلس ليس رفاهية أو مجال للمباهاة بل مسئولية حقيقية تجاه البلد ومشكلاته وقضاياه، ونحن نعمل بالمجلس كفريق يضم أنماطا مختلفة من النساء فهو واجهة للمرأة بكل فئاتها ومستوياتها.
كيف ساهمت شخصيتك في نجاحك بدورك بالمجلس؟
تربيت في الريف مع أب صارم وأم قوية علمتني كيف أتواصل مع الآخرين وفقا لشخصية وخلفية كل منهم، وعلمتني أيضا إقامة الروابط مع الآخرين دون الالتفات لخلفيتهم ودون التنازل عن شخصيتى.
ما تقييمك لدور المجلس خلال الفترة الأخيرة؟
لم يعد المجلس مجرد مؤسسة تؤدي دورا أو واجبا فحسب، بل أصبح جزءا من الوطن، موجود في كل لحظة وكل مكان، بإمكان أي شخص أن يلاحظ التواجد المكثف لعضوات المجلس من خلال المبادرات المختلفة وبأكثر من طريقة، سواء عبر التواصل المباشر من خلال الندوات وحملات طرق الأبواب، أو من خلال تقديم الدعم المالي والاستشاري للنساء.
هل حققت المرأة تقدما فيما يتعلق بحقوقها من وجهة نظرك؟
في الحقيقة نحن نعيش في عهد استثنائي للبلد عموما وللمرأة خصوصا، هذا عصرها الذهبي في ظل قيادة سياسية واعية بأهمية دورها، تكفي كلمة الرئيس "أنا وزير للمرأة"، أصبح لديها المزيد من الحقوق القانونية، وأصبح لديها فرص لتقلد المناصب القيادية، حتى أن المجتمع بمرور الوقت أصبح متقبلا للدور المتزايد للمرأة في كل المجالات.
ما أجندتك للمرحلة القادمة، وهل هناك قضايا معينة تركزين عليها؟
المجلس بالفعل لديه أجندة، أنا شخصيا أولوياتي لأي قضية تهم البلد، ساهمت مع المجلس في التوعية ضد كورونا، ومع زيادة الأسعار شاركنا في ندوات توعية حول أهمية ترشيد الاستهلاك، وفي مرحلة الانتخابات، وفيما يتعلق بالختان والصحة الإنجابية وحملة طفلين كفاية وحملات التوعية ضد سرطان الثدي وغيرها، نعيش مع البلد بكل أحداثها، وما يستجد من قضايا يكون أولوية لدينا، والدكتورة مايا تعطينا حق المبادرة في أي شيء يخدم البلد، وبالنسبة لشهر مارس يكون مشحونا بالأحداث، فهناك اليوم العالمي للمرأة ويوم المرأة المصرية وغيرهما.
كيف ترين دور الأسرة في المجتمع؟
تلعب الأسرة دورا تربويا داعما، فالأسرة المترابطة السوية تربي أبناءها على حب الوطن ودعم القيم النبيلة وهو أمر مهم في هذه المرحلة، كذلك تعليم الأبناء أهمية خدمة الآخرين كأنهم يخدمون آباءهم.
وما نصيحتك للنساء؟
لا تضيعي وقتك في الحزن، شاركي في أعمال خيرية، خدمة الآخرين ستسعدك، اشغلي نفسك وكافئيها على ما تحققينه من إنجازات مهما كانت بسيطة، إتقان العمل سبيل النجاح، ولكل مجتهد نصيب.
ساحة النقاش