بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا بوسي كانت تتحدث مع جدتها عن الصدقات التي ستوزعها في رمضان وأنها سترسلها إلى الجمعيات التي توفر الطعام للفقراء فهذا أفضل ما يمكن تقديمه لهم فآلام الجوع أسوأ ما يمكن أن يتعرض له الإنسان..
ابتسمت لها جدتها ابتسامة تعرفها جيدًا فهي تدل على عدم موافقتها على ما تقوله وعندما سألتها عن السبب فسرت لها موقفها بأن حقا إطعام الفقير واجب على أي مقتدر هذا على المستوى الفردي، لكن عندما تتولى هذا الأمر إحدى الجمعيات فالأمر يختلف لأننا بهذه الحالة نعود الكثيرين على الاتكالية والكسل وعدم السعي بجدية وراء كسب العيش طالما أن هناك من سيأتي لهم بالطعام وهو أهم احتياجات الفرد.
اندهشت بوسي من كلام جدتها القاسي نوعا ما..
استطردت الجدة شارحة وجهة نظرها بأن تلك الجمعيات بدلا من أن تقدم الطعام يمكنها أن تسعى لتوفير فرص عمل للفقراء مهما كان بسيطا ووفقا لإمكانات كل أسرة أو حتى تمدهم ببضائع بسيطة على أن يكون ثمنها دينا عليهم يتم سداده بأن يوفروا عملا لفقير مثلهم وقتها يمكن تنمية تلك الفئة من المحتاجين وتحويلهم إلى منتجين في المجتمع وليسوا عالة على من يجود عليهم ببعض الكيلوات من الأطعمة..
لكن للأسف ما يحدث هو عمل استعراضي واستخدام حاجات الفقراء بشكل يضر بهم أكثر مما يفيدهم، ويجعلهم دائما في حالة احتياج ولا يغير من حالتهم للأحسن حقا هناك عدد منهم لا يستطيع العمل نهائيا ويعاني من الأمراض هؤلاء هم الوحيدون الذين نقدم لهم الطعام والدواء لكن غير ذلك فمن الأفضل أن نعاملهم وفق المثل الصيني
- لا تعطيني سمكة بل علمني الصيد.
ساحة النقاش