بقلم : إيمان العمرى
أصحابي الأعزاء صديقتنا نها استقلت القطار وهي في رحلة عودتها من الإسكندرية وكانت تقرأ إحدى الروايات البوليسية وبالمصادفة كان عنوانها جريمة في القطار للكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي، ضحكت أختها الصغرى على هذا الفأل وأخذت تخيفها بأنه يمكن أن يتحول الخيال إلى حقيقة وتقع بالفعل جريمة في القطار.
هنا ابتسم الوالد لهما وبصوته الرخيم حدثهما قائلا: منذ أن أصبح القطار وسيلة نقل حيوية والكتاب وصناع الأفلام يجدون فيه مكانا رائعا تقع فيه أحداث أعمالهم التي قد تدور كلها أو أهمها داخله فهو يعطي إطارا خاصا للعمل فمجموعة من الأشخاص لا تجمعهم أي علاقات سابقة يجدون أنفسهم داخل تسع عربات تتحرك ومن هنا يحلق الكاتب في سماء الخيال ويرسم مجموعة من العلاقات المتشابكة أو يجعله تجسيدا للمجتمع أو لشريحة فيه ويقدمها بكل ملامحها..
هنا قاطعته نها أن كثيرا من الأعمال وجدت في القطار مكانا مناسبا لنشأة قصص الحب الجميلة كما فقد قابلت البطلة حبيبها أثناء » نهر الحب « في فيلم رحلتها إلى الصعيد..
هنا تدخلت الأم مؤكدة أن من أجمل قصة الحب والفراق دارت كلها في قطار في فيلم أنا وأنت وساعات السفر لنيللي ويحيى الفخراني حيث صور لقاء بين حبيبين سابقين بعد مرور السنوات وزواج الحبيبة ووهم أن الحب ممكن يعود لينتهي الفيلم بالفراق.. ثم نظرت لابنتها مبتسمة وطبعا شهد القطار العديد من الجرائم كما فيلم من أجل امرأة حيث قتل عمر الشريف زوج عشيقته ليلى فوزى وانتحل شخصيته وقفز من القطار..
هنا اندفعت الابنه الصغرى وذكرت أن أكبر المطربين غنوا للقطار وأخذت تدندن
-يا وابور قولي رايح على فين.
ساحة النقاش