إشراف : أميرة إسماعيل - هايدى زكى- أسماء صقر - جلال الغندور - أمانى ربيع - هدى اسماعيل
هى رئيس تحرير مجلة "فارس" للأطفال التابعة لدار أخبار اليوم، كما تدرجت فى العديد من المناصب الصحفية والإعلامية ولها الكثير من الكتابات والمقالات الخاصة بالطفل.. لها أيضا رحلة طويلة وكفاح مع السرطان الذى تغلبت عليه بالصبر والإيمان بقضاء اللهما جعلها نموذجاللتحدى والنجاح والتفاؤل معا، إنها هويدا حافظ، الصحفية والأم والزوجة والمحاربة للسرطان والمستمرة فى عطائها فى العمل بصحافة الطفلوالتى التقتها "حواء" لتتعرف منها كيف يمكن أن تحقق المرأة النجاح على المستويين الأسرى والعملى وتكون قدوة لغيرها؟
تحكى هويدا حافظ بدايتها وكأنها تسترجع شريط مسجل به كل لقطات حياتها سواء فى العمل أو مع أسرتها أوفى محنتها مع المرض، البداية كما ذكرتها كانت فى العمل فى الإذاعة فى البرامج الموجهة الناطقة باللغة الفرنسية لكنها لم تكمل عملها بها نظرا لإصابة والدتها بالسرطان الذى استمر لمدة أربع سنوات من معاناة الألم إلىأن توفاها الله، بعدها استمرت بعملهاالصحفى لتبدأ من جديد بقسم الترجمة بمجلة حواء معالأستاذة ليلى أمين، رئيسة قسم الترجمة آنذاك والتى كان لها دور بارز فى تشجيعها ووضعها على الطريق المناسب وهو العملبمجلة "بلبل" للأطفالالتى تحول اسمها فيما بعد إلى مجلة فارس التى وصلتلأكونرئيس تحريرها.
دعم أسرى
عن تأثير أسرتهاعلى ما حققته من نجاحات تقول: أثرت فىأسرتى بشكل إيجابي واضح، فقد ساعدتنى كثيرا فى استمرارى فى العمل والاجتهاد فيه بالإضافةإلى تقبلىبكل صبر وهدوء لإصابتي بالسرطان، فقد تعلمت الكثير من أبى وأميوأخى فقد كنا نجتمع على حب الموسيقى والقراءة والفنون وقراءة الصحف والمجلات بشكل دورى، كل هذا ساهم فى تكوين شخصيتى العلمية والعملية.
كيف تصفى رحلتك مع السرطان؟
فى البداية حاولت التماسك والتحلى بالصبر لتقبل قضاء الله وكانت أزمتى الحقيقية عندما أصبتبالسرطان مرة أخرى لكن بحب من حولى ومساندة أخىوأختيوتمسكىبالأمل والحياة من أجلأبنائىاستطعت تخطى محنة المرض وخرجت من رحلة العلاج وأنا على يقين تام أن تكون لحياتى أكثر من معنى وهدف وأن أترك بصمة طيبة لكل من حولى سواء فى عملىأو أسرتي، واجتهدت فى العمل ومازالت أرى أن كل لحظة لها ثمن غالى وأن " كل مر سيمر" وسيبقى الأثر الطيب،وهذه هيخلاصة تجربتى مع السرطان، وأنصح أي سيدة أنتكون قوية فى تحمل الصدمات وصابرة ولا يعنى هذا أنها قد لا تضعف أو تشعر بالحزن أوالرغبة فى البكاء لكن يكون لديها دائما أهداف ونظرة إيجابية لذاتها ولا تسمح لأى شخص أو محنة أنتهزمها، وأن تخرج من الأزمات أكثر قوة خاصة عندما يتعلق الأمر برحيل المقربين،فبعد وفاة أبى شعرت أن "ضهرى انكسر"، وبعدها بسنوات توفيت أختي،لكن مع كل هذا تعلمت الصبر واليقين بأن هناك أشياء وأشخاصا مازالوا قادرين على إعطائنا الأمل فى الحياة والبدء من جديد فىكل مرحلة من حياتنا.
هل يعنى ذلك أن إصابتك بالسرطان قد غيرت من حياتك؟
بالفعل لقد تغيرت للأفضل بعد إتمام الشفاء وقمت بإعادة ترتيب أولوياتي وإعادة ترتيب البشر من حولى ومن يستحق أن يكون من المقربين ومن لا يستحق، كما بدأت فى الكثير من الكاتباتالأدبية وقدمت حوالى 20 قصة عن عمالة الأطفال واللاجئين ومجلس الشعب والشورى وغيرها من الموضوعات التى تهتم وتخص الطفل وتوضح لهم المفاهيم بطريقة مبسطة وسهلة، كما قدمت قصصا فى مهرجان القراءة للجميع عن ذوى الإعاقة والمكفوفين، وكانت دائما لدينا أفكار متنوعة عن الانتماء والوطن وحب التعليم والدراسة، وقدمت الكثير من الورش للأطفال وقمت بتدريب متدربين لصحافة الطفل،بالإضافةلإشرافي على كثير من مشروعات التخرج التابعة لأكاديميةأخبار اليوم، كما أسعى لتقديم أفضل ما لدى للطفل من خلال مجلة "فارس" – وللعلم أن اسم فارس كان من اقتراحى وهو الاسم الجديد لمجلة "بلبل" سابقا- لأن الطفل فى رايى هو النبتة الأساسية للمجتمع.
"رحلتى مع السرطان.. الرحلة 811" ماذا يعنى لك هذا الكتاب؟
هو كتابى الأول عن رحلتى مع السرطان والهدف منه تشجيع السيدات للكشف المبكر عن سرطان الثدى وتخطى الأزمة بكل صبر وهدوء وأن يكون لديها طاقة وتفاؤل أنها قادرة على هزيمة السرطان وألا تشعرأبدا بالنقص أو الضعف لكن تقبل الأمر بالرضا يخفف كثيرا فى رحلة العلاج،أما عن رقم (811) فهو رقم غرفتىالتى تلقيت بها العلاج أثناء إصابتيبالسرطان، كما أنه كان رقم الطائرة التى سافرت بها للمشاركة فى مارثون للمشى لمحاربات السرطان فى أمريكا، وكانت مصادفة غريبة أن يتشابه الرقمان لذلك أسميت الكتاب على نفس الرقم.
حصلت على لقب الأم المثالية على مستوى أخبار اليوم.. ماذا يعنى هذا التكريم لك؟
حصلت على الكثير من الجوائز والتكريمات مثل جائزة التميز ولكن لقب الأم المثالية هو الأقرب لقلبىلأنهيذكرنىبأمىلأنها قد حصلت على نفس اللقب يوما ما وهو ما جعلنىأتذكرها وأدعو لها بالرحمة والمغفرة.
أخيرا مع العمل والمرض والنجاح.. ما حصيلة كل هذا؟
أن الصعاب ليست نهاية الحياة بل هى بداية جديدة، ولابد أن نتقبل كل الصعاب والمحن لأنها قطعا ستمر، وعلى كل امرأة رسالة ودور لابد أن تقوم بهما على اكمل وجه، وأن تكون دائما نموذجاوقدوة لغيرها، وأن تعمل فى حياتهاكأنها ستعشين للأبد،ولا تبحث عن المفقود لأن السعادة موجودة فى أبسط الأشياء وعندما نستشعرها سنجد الرضا.
ساحة النقاش