إشراف : أميرة إسماعيل - هايدى زكى-  أسماء صقر - جلال الغندور - أمانى ربيع - هدى اسماعيل

هي صاحبة تجربة ثرية في الحياة والعمل السياسي والوطني، شهدت سنوات حياتهاالكثير من المحطات المهمة التي واجهت فيها عقبات تمكنت من تجاوزها بفضل شخصيتها القوية وثقتها بنفسها، لا تقبل أن تنحني للظروف أو تجعل الصعوبات والمعاناة مبررا للتقاعسوالفشل، جعلت من كل عقبة تتخطاها سلما ترتقي به إلى النجاح ودرسا ودافعا للتقدم، إنها الكاتبة الصحفية والنائبة البرلمانية فريدة الشوباشي.

عن التحديات التى واجهتها خلال مسيرتها الطويلة بالعمل الصحفي والإعلامي والسياسي تقول: بالطبع لا تخلو الحياة من الصعاب، لكن بطبيعتي فأنا شخصية قوية لا أهاب أي حد، وكنت محظوظة في بداياتي المهنية بالعمل مع أشخاص مستنيرين، فعندماسافرت إلىباريسقررت استغلال إتقاني للفرنسية ودخلت امتحان للالتحاق بإذاعة مونت كارلو ونجحت، وكانت بيئة العمل إيجابية ومتحررة، ولا يوجد بها أي تعصب أو عنصرية تجاه المرأة فالجميع سواء،والمعيار الوحيد للتقييم هو الكفاءة، لذا أصبحت نجمة الإذاعة وقتها، وهذه التجربة انعكست على شخصيتي عند العمل السياسي فيما بعد فأنا لا أحب التفرقة بين قضايا المرأة والرجل، وأعتبر أي قضية تقابلني هي قضية إنسان أولا وقبل كل شيء بغض النظر عن صاحبها.

كيف تغلبتِ على العقبات التي واجهتك في مراحل حياتك المختلفة؟

أنا شخصية قوية لا يمكن إجبارها على شيء وكنت أملك ذاكرة حديدية مكنتني من التفوق، وكنت الأولى بامتياز دائما في الكلية، هذا التفوق منحني الثقة، ورغبة قوية فيإثبات ذاتي في أي تجربة أخوضها، وأهم شيء عندما يقابل الإنسان مشكلة هي أن يتجنب الظهور بشخصية الضعيف أو المهزوم، وأن يتعامل بعقلانية وعملية وهو ما كنت أفعله، بدلا من أن يتملكني الحزن والغضب أبدأ بالتفكير في كيفية تخطي المحنة بدلا من الاستسلام لها.

حدثينا عن تجربة صعبة في حياتك تركت داخلك أثرا؟

التجربة الأصعب في حياتي كانت في سن صغيرة جدا، كنت لا أزال طفلة في التاسعة عندما مرت عائلتي بظروف مالية صعبة، بعدما فقدوالدي كل ما يملك، كنا سبعة إخوة ولما كنت متفوقة دراسيا بشكل كبير، لم أرد أن أقف مكتوفة الأيدي وأنا أرى والدي حزينا وعائلتي تعاني فقررت المساعدة بالشكل الذي أستطيعه، وبدأت في تدريس الفرنسية لتلاميذ المدارس الحكومية، كنت أتقن الفرنسية رغم سني الصغيرة لأننى درست في مدرسة فرنسية تدعى "العائلة المقدسة"، وكان من تلاميذي من هم أكبر مني سنا، هذه التجربة حرمتني من الإحساس بطفولتي، لذا أعتبر أننيلم أعش طفولتي مثل باقي أقراني.

وما الذي تعلمتينه من هذه التجربة؟

علمتني هذه التجربة أهم درس في حياتي،الثقة في نفسي والاعتماد عليها وحدها في مواجهة أي أزمة، كما ساهمت بصورة كبيرة في تكوين شخصيتي ونضجها مبكرا، وبت أفهم معنى كلمة الاستقلالماديا ومعنويا، كانت تجربة صعبة لكنها منحتني الشعور بالمسئولية تجاه من حولي، وكيف أحل أي مشكلة أواجهها وأساعد المحيطين بي، وفي سن السادسة عشر عملت بمصنع "أسمنت طرة".

كيف تنجحين في إعطاء نموذج للمرأة القوية التي تتخطى الصعبات لتستمر في عطائها؟

قوتي وتأثيري يكمن في أنني صريحة جدا،ولا أناقض نفسيأو أتلون،أفعل ما أقوله وأؤمن به، ولا أقف طويلا عند أي مشكلة أو أزمة تمر بي، وأبدأ مجددا كأن شيئا لم يحدث.

ما نصيحتك للمرأة المصرية لتكون قوية وقادرة على مواجهة الصعاب؟

على المرأة أن تستغل هذه الفترة الذهبية من تاريخ مصر واهتمام القيادة السياسية الشديد بأمنها وتمكينها في المجتمع، لقد أعيد للمرأة اعتبارها في هذا العصر بعد عقود من التهميش والإهمالومُنحت فرصة كبيرة للنجاح والتعبير عن نفسها،وأصبحت موجودة وفعالة، وهناك قوانين ومؤسسات تحميها وتمنحها المجال للتفوق في الدراسة والعمل والحياة،وفي أي موقف تواجهه تجد الدولة عونا لها فيجميعالمجالات سياسية واجتماعية واقتصادية، ويجب أن يكون ذلك دافعا لها لمواجهة الصعاب، وعليها أيضا أن تنظر إلى نماذج المرأة الإيجابية في المجتمع وتعتبرها قدوة تحذو حذوها، وعلى المرأة أن تدرك أن العالم يتغير من حولها ويتطور، لذا لابد أن تواكب هذا التطور بدورها وتتماشى معه حتى لا تتخلف عن الركب، وعليها الاستعانة بأدوات جديدة مناسبة للعصر تمكنها من النجاح فيه، ولا تتوقف عن الابتكار والإبداع.