حوار: شيماء أبو النصر
"والله بعودة يا رمضان" يا أجمل أيام الله ننتظرك كل عام بشوق وحب ورغبة صادقة فى شحن طاقاتنا الروحية فى أيام معدودات أولها رحمة وأوسطها مغفرة وآخرها عتق من النار، فيها البركة والخير..
"حواء" على مائدة إفطار دكتورة جيهان جادو مسئول المعلومات بوزارة الثقافة الفرنسية للحديث معها عن ذكرياتها مع شهر رمضان ولمة العيلة وأول فانوس، وضيوفها فى أول إفطار رمضانى ومائدتها العامرة..
- فى البداية ما أهم استعداداتك لاستقبال شهر رمضان المبارك؟
شهر رمضان أفضل أيام العام وهو الشهر الذى تشحن فيها الطاقات الروحانية للعالم كله، والذى نستقبله بكل الفرحة والسعادة، ونبدأ فى الاستعداد له ببعض الطقوس الخاصة مثل تزيين المنزل بالديكورات الرمضانية المميزة وشراء ياميش رمضان، وتحضير قائمة الضيوف على الإفطار فإيقاع الحياة السريع فى فرنسا يلزم معه تنظيم كل التفاصيل لإنجازها والتنظيم بين البيت والعمل حتى لا يكون هناك تقصير فى أى جانب، وحتى نشعر بفرحة الشهر الفضيل.
- ومن ضيوفك فى أول عزومة رمضانية؟
أول عزومة فى رمضان من نصيب العائلة حيث أحرص على أن يكون معنا على الإفطار أقاربى وأهل زوجى والأصدقاء المقربين جدا ونقوم فيها بتحضير الأصناف المصرية والمشروبات الرمضانية والعصائر لتعويض ساعات الصيام ونشعر فى تلك الأجواء وكأننا فى بلدنا الجميلة مصر، فعزومة أول يوم رمضان تذكرنى دائما بلمة العيلة على سفرة الإفطار والسحور فى رمضان، كما أحرص كل عام على استضافة العديد من أصدقائي بالعمل لتناول الإفطار، وهذا ضمن طقوسي المفضلة في رمضان فهم يعلمون جيدا وقت الصيام ويحترمون ويقدرون الشعائر الدينية لنا كمسلمين بل ويحاولون بقدر الإمكان تخفيف العبء علينا في وقت العمل فأهم شيء في الحياة هو أن تحترم الآخرين حتى يحترموك ويقدرون القدسية الدينية الخاصة بك.
- وما أهم ذكرياتك الرمضانية فى بيت العائلة؟
شهر رمضان فى بيت العائلة لا يمكن نسيانه، فالأجواء كلها مبهجة ولمة العيلة والأخوات وفرحة فانوس رمضان والصيام وانتظار مدفع الإفطار وسماع الأذان والتواشيح الدينية الجميلة وتحضير السفرة مع والدتى وأخوتى وأولادهم وفرحة الأطفال فى الشارع وترديد الأغانى واللعب بالفوانيس بعد الإفطار كلها ذكريات جميلة شكلت وجدانى وفرحتى بشهر رمضان حتى الآن.
ومن أجمل ذكرياتى فى الشهر الفضيل مشاركتى ومنذ أن كنت طفلة صغيرة في إعداد إفطار الصائمين لتوزيعه علي المؤسسات الخيرية بالرغم من التعب أثناء الصيام لكن كانت فرحة عارمة لنا بالمشاركة وكنت أشعر بالمسئولية وأننى أقوم بعمل جميل، ولا أنسى أبدا ذكرى أول فانوس وكان هدية من والدى وحرص وقتها أن يأتى بفوانيس بألوان مختلفة لى ولأخواتى وكان فانوسى لونه أزرق وهو لونى المفضل ومكتوب عليه أسمى باللون الذهبى، وفاكرة أول رمضان أصومه كاملا وعمرى وقتها 9سنوات وكنت فى الصف الرابع الابتدائي، وكنا نحرص أنا وأخوتى على الصلاة مع ماما فى البيت وخاصة صلاة التراويح وفرحتنا كانت لا توصف بمشاركة الكبار فى كل مظاهر الاحتفالات والطقوس الدينية فى شهر رمضان.
وما الفرق بين شهر رمضان فى مصر وفرنسا؟
الأجواء الرمضانية فى مصر "حاجة تانية أجمل ولن تجديها فى أى مكان آخر فذكريات الطفولة والتى ترتبط بالشهر الفضيل جزء من وجداننا ومشاعرنا التى تشكلت على أرض الوطن، وبلدنا عامرة بكافة مظاهر الاحتفال بشهر رمضان فى الشوارع والبيوت وصوت الآذان وصلاة التراويح ولعب الأطفال والخروجات ولمة العيلة، وفى كل شيء أجواء تختص بها مصر فقط، ولكن فى الغربة تغيب مظاهر الاحتفال خاصة فى الأماكن التى لا توجد بها جاليات مسلمة، وأكثر شيء أفتقده هو سماع صوت أذان الفجر والتواشيح الدينية، لذلك أحرص على تنظيم عزومات رمضانية نجتمع فيها مع الأقارب والأصدقاء هنا فى فرنسا على مائدة عامرة بأطباق الطعام الشرقية والمصرية الأصيلة لاستلهام الروح المصرية فى هذه الأوقات الجميلة التى ننتظرها كل عام.
- وما الأماكن التى تحرصين على زيارتها فى مصر؟
منطقة الحسين والأزهر والأحياء الشعبية التراثية القديمة فهى من أكثر الأماكن قربا لقلبى وأحرص دائما على زيارتهم عندما أكون فى مصر خصوصا فى شهر رمضان، فعلا أشعر فيهم بروائح شهر رمضان العطرة، وفى إسكندرية أيضا بحب المنشية والمرسى أبو العباس، والشوارع فى بلدنا جميلة جدا فى شهر رمضان بالإضافة للخيام والسهرات الرمضانية الجميلة التى يتجمع فيها الأقارب والأصدقاء، باختصار كل حاجة جميلة فى بلدنا .وعلى الرغم من جولاتى فى معظم دول العالم لكن فعلا لا تجد مظاهر احتفال كبيرة بالشهر الفضيل إلا فى مصر والسعودية.
- وكيف تنظمين وقتك؟
-تنظيم الوقت فى شهر رمضان فى فرنسا صعب جدا فيوجد فرق كبير فى التوقيت عن مصر في أذان المغرب خاصة لذلك لدينا فرصة كبيرة جدا لإعداد الإفطار بعد العودة من العمل لكن الصعوبة تكمن في أن فترة السحور صعبة للغاية حيث لا تتناسب مع الاستيقاظ مبكرا للذهاب للعمل.
- وماذا عن الأطباق المفضلة والتى تميز سفرتك الرمضانية؟
عصير قمر الدين أساسي على السفرة، ومن الأكلات التى أحرص على إعدادها بنفسى المكرونة بالبشاميل والرقاق باللحمة المفرومة، والبوفتيك ومحشي ورق العنب، بحب أعمل الأكلات المصرية لعائلتي فأنا طاهية ماهرة والحمد لله وبحب المطبخ جدا وبشعر بمتعة أثناء إعداد الأكلات والحلويات المفضلة، ولدى إيمان بأن السيدة التى لا تجيد الطهى وتحضير الطعام لأسرتها ينقصها شيء مهم فى الحياة.
ساحة النقاش