ابتسام أشرف

لكل فتاة مواصفات تتطلع أن تتوافر فى شريك حياتها وكذا الشباب، لكن هل تختلف هذه المواصفات من جيل لآخر؟، وهل تأثرت معايير اختيار الحبيب بالتكنولوجيا الحديثة أم أن المواصفات التى يحلم بتوافرها الشباب والفتيات فيمن يرتبطون به ما زالت مشتركة رغم اختلاف الأجيال؟

في البداية تقول منى سالم، 30 عاما: لا شك أن طرق الحب والاعتراف به اختلفت عن السابق، فمن الممكن أن يبدأ الحب برسالة ليس بنظرة كالسابق، وأتمنى من شريك حياتي أن يكون متفهما للحياة، ويدرك أنني أحب الانطلاق والسفر مع الأصدقاء، وأن يستوعب حزني ويستطيع أن يسعدنى. 

وتقول هدير محمود، حاصلة على ليسانس تجارة: كل ما أريده في الشاب الذى سأرتبط به في ظل ما نراه في عصرنا الحالي هو التدين، وأن يعرف القيم المجتمعية الصحيحة، وأن يراعي الله في التعامل معي وأن يكون بارا بأسرته ويحسن التعامل معي.

أما نورهان عاطف، 25 سنة مهندسة فتتطلع أن يكون بينها وشريكها توافق فكرى، قائلة: كل ما أتمناه في شريك حياتي هو التوافق، فكثير من الزيجات تفسد لعدم تقارب وجهات النظر، لذا أريده يفهمني وأفهمه، ولديه ذكاء اجتماعي في التعامل.

وترى سمية حامد، محامية أن أهم معايير اختيار شريك الحياة وفي الحكم على مدى جديته قدرته على كسب المال وإعالة أسرة، مؤكدة أن قدرته على الكسب تمكنه من توفير متطلبات أسرته وبذلك يكون سندا لي ولأولاده.

 

بعد التعرف على المواصفات التى يشترطها فتيات العصر فى شريك الحياة سألنا بسمة سليم، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية عند مدى اختلافها عن المواصفات التى كانت تتطلع إليها فتيات الأجيال السابقة، فأجابت قائلة: المعايير والأسس التى يقوم عليها الحب في عصرنا الحالي مبنية على المظاهر، فالفتاة تهتم بالهدايا التى يقدمها خطيبها أو حبيبها ومدى قيمتها المادية وتحرص على مشاركتها مع صديقاتها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كما تهتم بالخروجات خاصة في الأماكن المشهورة التى يمكن أن تتفاخر بالذهاب إليها أمام صديقاتها وكل ما من شأنه أن يشكل عبئا على شريك حياتها، لذا يمكن القول إن المعايير لدى بعض الفتيات أساسها التظاهر والمفاخرة وليس التعبير الحقيقي عن المشاعر الصادقة، والدليل على ذلك ما نسمعه يوميا عن انفصال بلوجر كان قصة حبهم حديث صفحات السوشيال ميديا، بل يمكن القول إن ما نراه عبر صفحات التواصل الاجتماعى تحول من كونه حبا إلى هوس خال من أي مشاعر صادقة.

وتتابع: المعيار الأساسي للحب هو "دخول البيت من بابه" دون استعراض فيديوهات مبتذله، والاهتمام بأمور الطرف الآخر وتقبله بظروفه المادية والاجتماعية، تلك المعايير التي تجعل العلاقة تستمر.

التكافؤ واحتواء المشكلات

توضح د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع أن الاختيار الجيد للزوج والشريك المناسب يعني ازدياد فرص واحتمالات نجاح العلاقة واستمرارها، وأن من أهم الصفات الواجب توافرها فى الشريك قدرته على النقاش والتفاوض لحل الخلافات وإدارة المشكلات، أي وجود طريقة صحية وفعالة للتعامل مع الخلافات، بما يشمله ذلك من تقديم تنازلات مشتركة والسعي لفهم الآخر عبر الاستماع الحقيقي له ورؤية الخلاف بوصفه فرصة لتعميق العلاقة بدلا من دفعها نحو الانفصال.

وتقول: يجب أن يكون لدى كل من الطرفين وازع وإيمان بأن هذه العلاقة لها قدسية شديدة وأن الهدف الأساسي منها هو بناء حياة مستقرة ناجحة وهادئة يغلفها التفاهم والمودة والرحمة، مع أهمية وجود تكافؤ وتوافق في كل شيء بين الطرفين سواء من الناحية الاجتماعية والأسرية، وهذا ليس على مستوى الزوج والزوجة فقط بل على مستوى عائلتهما أيضا فضلا عن التكافؤ في المستوى التعليمي والثقافي، مع ضرورة أن تكون فترة الخطوبة كافية حتى يتمكن كل طرف من الوقوف على مميزات وعيوب الآخر ليتمكن من اتخاذ قراره بالاستمرار أو إنهاء العلاقة.


المصدر: ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 111 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,046,533

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز